مرة أخرى تظهر بشكل صارخ “متلازمة الحوثي – القاعدة” في اليمن، وذلك من خلال الهجمات الإرهابية التي تستهدف حرية الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب.
وهذه المتلازمة ليست في الهجمات وتهديد الملاحة فقط، بل يبدو أنها رسمت بدقة وعناية من حيث التوقيت أيضا، إذ وقعت هجمات كل من الجماعتين الإرهابيتين في شهر أكتوبر، وكأنها جاءت لتعلن على الملأ مدى الارتباط بينهما زمانيا ومكانيا.
بدأ الإرهاب في المياه الدولية المحيطة باليمن في شهر أكتوبر من العام 2000، وتحديدا في 12 أكتوبر من ذلك العام عندما قتل 12 عنصرا من القوات الأمريكية في هجوم استهدف المدمرة الأمريكية “كول” أثناء وجودها قبالة ميناء عدن.
بعد ذلك بعامين، وتحديدا في السادس من أكتوبر عام 2002، استهدف تنظيم القاعدة في اليمن ناقلة النفط الفرنسية “ليمبورج” بينما كانت قبالة سواحل اليمن، الأمر الذي نجم عنه مصرع شخص واحد من طاقم الناقلة.
الارتباط الزماني والمكاني بين الحوثيين والقاعدة، يتضح من خلال الهجوم الفاشل الذي استهدف البارجة الأمريكية “يو أس أس ميسون” في العاشر من أكتوبر 2016، أثناء مرورها قبالة السواحل الغربية لليمن، وتحديد قبالة المنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
في هذا الهجوم أطلق الحوثيون صاروخين باتجاه البارجة “ميسون” أثناء وجودها في المياه الإقليمية، غير أنهما فشلا في إصابة الهدف.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، جيف ديفيس، إن البارجة “ميسون” رصدت إطلاق صاروخين باتجاهها حين كانت في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية.
وأضاف ديفيس أن الصاروخين، الذين أطلقا من أراض تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح، سقطا في المياه قبل الوصول إلى الهدف، مؤكدا عدم وقوع إصابات أو تعرض البارجة لأي أضرار.
وبعد يومين، أي في الثاني عشر من أكتوبر 2016، وبعد 14 عاما بالتمام والكمال على استهداف المدمرة الأمريكية “كول”، كرر الحوثيون الهجوم على البارجة “ماسون”، لكنه فشل أيضا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن البارجة “ميسون” رصدت صاروخا واحدا على الأقل أطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون قرب الحديدة في اليمن، مضيفا، في بيان “استخدمت السفينة المضادات الدفاعية ولم يصل الصاروخ إلى (المدمرة) ميسون.”
والخميس، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن المدمرة “نيتز” أطلقت صواريخ كروز على مواقع للرادار في اليمن ردا على هجمات الحوثي على البارجة “ميسون”.
وقال البنتاجون إن التقديرات الأولية للأهداف تظهر تدمير ثلاثة مواقع رادار في اليمن، واصفا الضربات بـ”الدفاعية والمحدودة في اليمن”، مشيرا إلى أنها تهدف إلى حماية أفراد القوات الأميركية والسفن وحرية الملاحة.
وحذرت الوزارة من أن الولايات المتحدة سترد على أي تهديد للسفن والحركة التجارية وحرية الملاحة في المياه الدولية.
المصدر : رويترز