يواصل متظاهرو محافظة البصرة بالعراق، اليوم الأحد، الاعتصام على الرغم من غزارة الأمطار في المحافظة للمطالبة بحقوقهم.
وشهدت البصرة قطع طريق الطويسة أبي الخصيب، القبلة محمد القاسم، شارع الزيتون والجسر الإيطالي، صباح اليوم.
كما تم قطع الطرق المؤدية إلى المنشآت والحقول النفطية ومنع مرور مركبات الموظفين، وسط انتشار أمني كثيف.
ودخل العراق في إضراب عام صباح اليوم، شمل الدوائر الحكومية والخاصة والمدارس والجامعات، وذلك تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وناشطين، للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالب المحتجين في ساحات الاعتصام.
وقال مصادر اخري أن الطلاب والدوائر الحكومية وأصحاب المحال التجارية في محافظة كربلاء يشاركون في الإضراب العام.
وأوردت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصدر في محكمة جنايات الديوانية بأن المحكمة أصدرت قرارا بحجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لرئيس مجلس محافظة الديوانية جبير الجبوري.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية نقلا عن هيئة النزاهة أنه تم صدور أوامر استقدام بحق مسؤولين سابقين وحاليين في النجف.
وأفاد مصادر اخبارية باندلاع حريق هائل في شارع الرشيد وسط بغداد، فيما أفادت وكالة الأنباء العراقية بأنه قد تم الدفع بتسع فرق إطفاء للعمل على مكافحة الحريق.
وساد الهدوء النسبي مناطق الاحتجاجات في بغداد، السبت، بعد عودة المتظاهرين للاعتصام عقب سيطرتهم على جزء من جسر السنك وساحة الخلاني في العاصمة، بعدما تراجعت القوات الأمنية التي كانت منعت تقدمهم قبل أسبوعين، عقب أيام من المواجهات.
وأعلنت محافظة بابل، جنوب بغداد، تعطيل الدوام الرسمي اليوم الأحد، في إشارة للعصيان المدني، وانضمت إليها محافظات واسط وذي قار وميسان.
حدة الإضراب العام زادت بعد أن دعت صفحات موالية لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للمشاركة في العصيان من أجل الضغط على الفاسدين للرحيل.
وزارة التربية والتعليم، من جانبها، أكدت على استمرار الدوام الرسمي في كافة المدارس بالمحافظات التي لم تعلن عن تعطيل الدوام فيها، وحذرت من الغياب سواء للطلاب أو الموظفين.
وفي بغداد دعا المتظاهرون للاعتصام قرب الجسور الرئسية المؤدية إلى المنطقة الخضراء، لاسيما بعد سيطرة المتظاهرين على أجزاء من جسر السنك، كما أعلن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم يوم غد الاثنين تظاهرات تحت مسمى “يوم الضجيج” باستخدام أدوات موسيقية.
وأفادت الأنباء من هناك أيضاً ببدء المتظاهرين بتفتيش جميع الداخلين إلى ساحة التحرير تخوفاً من افتعال أي صدامات مسلحة أو عمليات تفجير.
وكان مصدر أمني عراقي أفاد بأن تعزيزات عسكرية دخلت إلى قضاء الغراف في محافظة ذي قار، لمنع المتظاهرين من حرق بيوت المسؤولين، حيث تدور مواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين لمنعهم من التوجه إلى منزل مدير بلدية الغراف.
و جدير بالذكر أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق قد شهدت منعطفا جديدا باعتماد المتظاهرين تكتيكا جديدا في مواجهة حملات التضييق والقمع التي تشنها السلطات
ففي بغداد يقول شهود عيان إن أعمدة الدخان تغطي سماء المدينة جراء اندلاع حريق ضخم في شارع الرشيد الرئيسي، بينما يواصل المتظاهرون تدفقهم على وسط العاصمة ومدن أخرى جنوب البلاد، وأعلنوا الدخول في إضراب طوعي عن العمل.
ويقول مراقبون إن دخول المتظاهرين في إضراب عام، فيما يبدو تكتيكا غير مسبوق في الاحتجاجات بالعراق منذ انطلاقتها، يعيد الزخم إلى الحراك الاحتجاجي المتواصل منذ أسابيع للمطالبة بـ”إسقاط النظام”. وأصبحت الاعتصامات تكتيكاً أسبوعياً متبعاً في الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر للمطالبة بمكافحة الفساد وتأمين فرص عمل وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة.
ويواجه المحتجون يومياً محاولات القوات الأمنية لصدهم، وخرج الآلاف الأحد إلى الشوارع بعد دعوات من ناشطين إلى الإضراب العام. وتوقف العمل في غالبية مدن جنوب العراق من البصرة وصولاً إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية، حيث أغلقت الدوائر الحكومية والمدراس.
وأقدم المتظاهرون في مدينة البصرة الغنية بالنفط، على حرق إطارات لقطع الطرق ومنع الموظفين من الوصول إلى عملهم.
وأعلنت الحكومات المحلية في محافظات بينها بابل وواسط وذي قار، اعتبار الأحد عطلة رسمية.
المصدر : وكالات انباء