بالفيديو.. أسامة ربيع: مساندة الرئيس السيسي تعد مفتاح النجاح في تعويم السفينة الجانحة
أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أن مساندة الرئيس عبد الفتاح السيسي الكاملة وحرصه على التواصل ساعة بساعة مع مجهود تعويم السفينة “افرجيفن” يعد مفتاح النجاح والظهير المادي والمعنوي الذي كان بمثابة المدد الحقيقي لإتمام هذا الإنجاز غير المسبوق والدافع الكبير لكل المشاركين فيه لمواصلة مهمتهم حتى تحقيق النجاح دون كلل أو تعب رغم الجهد البالغ المبذول .
وقال ربيع – خلال زيارة الرئيس السيسي إلى هيئة قناة السويس اليوم الثلاثاء – “نشعر بمزيد من الفخر ونحن نستقبل الرئيس على ضفاف قناة السويس شريان الخير الذي ساهم بقوة في تدفق حركة التجارة العالمية والمواد الخام وانتظام سلاسل الإمداد في مختلف ربوع العالم”، موضحا أن جميع مؤسسات الدولة قدمت الدعم والمتابعة، حيث قدم الشكر لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لمتابعته الدائمة لما يتم من أعمال وكذلك القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي الذي عرض المساندة بأي جهد قد يلزم، فضلا عن الوزراء.
وأضاف أن تنفيذ هذه العملية النوعية وتعويم السفينة الجانحة وإعادة فتح المجرى الملاحي أمام حركة الملاحة الدولية مرة أخرى لم يكن يتحقق، إلا بسواعد مصرية وبإرادة صلبة وإصرار خالص .
وأكد ربيع، أن هذه الملحمة الوطنية ستخلد كمشهد مضيء في تاريخ قناة السويس الممتد لأكثر من 150 عاما، لما تتضمنه من جهد وتحد على عدة أوجه، خاصة أن السفينة يبلغ طولها 400 متر، وهو ما يساوي إجمالي أطوال 4 ملاعب كرة قدم، أي ما يزيد على عرض القناة البالغ 250 مترا فقط في هذه المنطقة، بينما يبلغ عرض السفينة 59 مترا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن وعلى متنها ما يقرب من 18 ألفا و300 حاوية بارتفاع بلغ 52 مترا .
وقال “منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث وجنوح السفينة داخل المجرى الملاحي لقناة السويس بادرنا على الفور بوضع عدة سيناريوهات للتعامل مع الأزمة وهى “حجم الصعوبات التي قابلتنا في تنفيذ عملية تعويم السفينة، منها، الأبعاد الضخمة للسفينة، طولها 400 متر وعرضها 59 مترا، وغاطس 15.5 متر وارتفاع الحاويات 52 مترا وحمولة 224 ألف طن وحاويات عددها 18300 حاوية، والطقس السيئ خلال الأربعة أيام الأولى وحتى انتهاء اليوم الرابع، سواء في شدة الرياح والأتربة التى كانت عائقا كبيرا، بالإضافة إلى المد والجزر الذي مثل عائقا أيضا في عملية التعويم”.
وأشار إلى أن حادثة السفينة كانت مركبة، وصعبة ومشاكلها كثيرة، بالإضافة إلى أن طبيعة التربة كانت صخرية فكانت عملية التكريك والاستعداد لتعويم السفينة صعبة للغاية.
وأوضح أن إجراءات التدخل السريع بدأت بتغيير مواعيد القوافل بالكامل بعد أن أغلقت السفينة مجرى القناة، وكان وراؤها 37 سفينة تم وضعها في منطقة الغاطس، وأدخلنا من الشمال 30 وربطت في البحيرات، حتى انتهاء عملية التعويم.
وأشار إلى القيام بدفع غرفة إنقاذ تابعة للهيئة لعمل تجربة شد مع عمليات الغطس لرسم القاع من الأسفل وجس الأعماق للتعرف على ما تقف عليه السفينة، والحقيقة كانت السفينة تقف على تابلتين في المقدمة والمؤخرة وفي المنتصف خال، وهذا أمر في منتهي الخطورة على سفينة بهذا الحجم مما يعرضها للشروخ، ثم تشكلت غرفة العمليات في اليوم الثاني وتم وضع خطة العمل وهي عبارة عن 3 سيناريوهات، عمليات شد ودفع بين القاطرات، وعمليات تكريك لتوسيع المكان أسفل السفينة وخلخلة المياه حتى يكون هناك عمق في المقدمة والمؤخرة، أو تخفيف الحمولة والذي يتكلف تكلفة عالية جدا.
وتابع “قمنا برفع المساحة في اليوم الثاني، لنطلع على التغيير في التربة، وقمنا بأعمال تكريك بعمق 8 مترات في مقدمة السفينة والمؤخرة كان يصل لـ 2-5 متر، وبدأنا بعدها بتنفيذ أعمال هندسية لرفع الأتربة أمام السفينة وإرجاع الحاجز حتى لا ينهار بالكامل”.
وأضاف “بدأنا عملية التكريك في اليوم الثالث، واستخدمنا الكراكة “مشهور”، وتم تحرير مؤخرة السفينة، لافتا إلى أن تحريك رفاص الدفة كان من العوامل الإيجابية، ودليلا على صحة ما نفعله، حيث تحركت الدفة 30 درجة لليمين و30 درجة للشمال، وبدأ الرفاص في العمل، مما ساعد معنا في عمليات الشد والرفع.
وقال الفريق أسامة ربيع، إنه في اليوم الرابع تمت إزالة الستائر الحديدية لزيادة أعمال التكريك في مقدمة السفينة الجانحة، حيث وصلنا إلى التكريك بعمق 18 مترا وحجم 29 ألف متر مكعب، وكان لدينا إصرار على تحريك أكبر مسافة تحت المركب للانتهاء في وقت زمني محسوب.
وأضاف أنه في اليوم السادس، الاثنين الماضي، استمرت أعمال التكريك والشد بنحو 15 قاطرة من الجانبين، فضلا عن كراكتين، كما تمت إضافة قاطرتين وهما “عبدالحميد يوسف”، ومصطفى محمود” حيث نجحتا في العمل، مشيرا إلى أنها رسالة للترسانة الموجودة لدينا أنها تستطيع صناعة السفن والعمل في هذا المجال وهي كانت أول نتيجة فعلية لهما في عمليات القطر والشد.
وتابع “أنه في سادس يوم تم تعويم السفينة الجانحة في الرابعة والنصف صباحا، والمؤخرة تحركت كاملا من مكانها، مضيفا أنه بعدما كانت المسافة بين المؤخرة والشاطئ 4 أمتار وصلت إلى مترين، وظلت مقدمة السفينة في الرمال ولا تتحرك رغم التكريك الكبير، مبينا أنه في المد كنا نستخدم القاطرات وفي الجزر التكريك”.
ونوه بأن أبرز الدروس المستفادة من حادث السفينة هو تحديث أسطول الكراكات، قائلا “إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتأخرعلينا في شئ”، وهناك كراكتان جديدتان ستصلان، أولهما هولندية يوم 7 أبريل المقبل، والقاطرة حسين طنطاوي في شهر أغسطس القادم، كما أن هناك 5 قاطرات سيتم إنشاؤها في الصين منها 3 في الصين و2 في ترسانتنا، مضيفا” أننا نريد قاطرات 250 – 300 طن لمجابهة التغيرات والحجم الكبير الموجود في السفن”.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن هذه العملية أصبحت خير دليل على تراكم الخبرات والقدرات لدى الهيئة وهو ما يجعلها الأكثر أمنا والأقل تكلفة والأعلى في اقتصاديات التشغيل والنقل والعبور والأدنى تسجيلا للحوادث البحرية بمختلف أنواعها، مشيرا إلى مرور 18840 سفينة عبر القناة العام الماضي .
وقال إن جنوح السفينة لم يحدث في قناة السويس الجديدة ولو كانت هذه الحادثة وقعت في قناة السويس الجديدة لما كان لدينا أية مشكلة ونستطيع التعامل وسنقوم بالنقل للناحية الأخرى، مؤكدا أن الحادثة وقعت في بداية مدخل قناة السويس الذي لا يوجد به ازدواج .
وتابع “لأول مرة في العالم يتم تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة تبلغ حمولتها ما يقرب من ربع مليون طن بنجاح كامل وحرفية دون الحاجة لتفريغ حمولتها والذي كان سيتطلب عدة أسابيع والمركب لم يحدث بها أي ضرر بعد تعويمه”.
وأشار الفريق أسامة ربيع إلى أنه منذ أمس الساعة السادسة مساء حتى الثامنة صباحا اليوم تم عبور 113 سفينة من أصل 422، واليوم الساعة السابعة مساء ستبحر 95 سفينة، و12 ليلا سيتم إبحار 45 سفينة أخرى .
وأضاف “منذ بداية الأمر وجه الرئيس السيسي بعدم الانتظار وتوفير كل المعدات والمهام اللازمة لتنفيذ السيناريوهات الثلاثة المقترحة للتعامل مع الأزمة وهو ما يتسق مع استراتيجية الهيئة 2023” .
وقال الفريق أسامة ربيع “إننا نواكب التطور التكنولوجي في عمليات التشغيل والاتصالات والإدارة وتداول المعلومات حيث وصلت مشروعات الرقمنة في الهيئة إلى أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، فضلا عن استمرار تطوير المجرى الملاحي كي يواكب كافة التطورات التي تمر بها الأساطيل البحرية التجارية حتى أصبح المجرى الملاحي الآن قادرا على استيعاب نحو 52% من أنواع السفن على مستوى العالم وهي ميزة متفردة لا يتمتع بها أي ممر ملاحي عالمي سوى قناة السويس” .
وأضاف أن هيئة قناة السويس سوف تستمر في القيام بدورها المتفرد من حيث خدمة حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد الدولية واستيعاب السفن من كافة الحمولات والأحجام، موضحا أننا نملك من القدرات والإمكانيات والمرشدين ومحطات المراقبة وكافة الإمكانيات اللازمة لضمان العبور الآمن لكافة السفن بالمجرى الملاحي حيث تعبر من القناة يوميا سفن أكبر من السفينة التي جنحت وفي توقيتاتها المحددة .
وتابع رئيس هيئة قناة السويس “الأمر بلا شك سيخضع للبحث والتحقيق الدقيق لمعرفة أسباب الحادث وتحديد المسئولية وعادة في مثل الحوادث تتعدد الأسباب التي ينجم عنها هذا الحادث وسوف نستفيد من هذه التحقيقات كدروس لدعم خبرات الهيئة وتعزيز قدراتها”.
وأضاف “لقد كشفت الأزمة عن المعدن الأصيل للإنسان المصري والتي لاتزيده المحن سوى إصرار وهذا الإنسان آمن بحكمة قيادته وقدرتها على الوصول إلى بر الأمان وأن تحقق لحاضره ومستقبله ما يطمح به فكل التحية والشكر لسيادتكم وكنتم مفتاح الإنجاز وكلمة السر في كل ما تحقق والذي اعتبره العالم إنجازا جديدا يضاف للإنجازات التي حققها الشعب المصري خاصة تلك التي تحققت على ضفاف قناة السويس”.
وأوضح ربيع أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغني في أول يوم وقوع الحادث أن سمعة مصر في رقبتكم وأبلغت هذه الرسالة للعاملين بالهيئة وهم بدورهم كانوا يعملون ليلا نهارا ولا ينامون حتى يحققوا هذا الإنجاز في هذا الوقت القصير.
واختتم الفريق أسامة ربيع قائلا “سيادة الرئيس نعاهد الله ونعاهد سيادتكم في استمرار العمل والتفاني في العطاء كي تظل هيئة قناة السويس الصرح الشامخ والمثال الأبرز للعزيمة والإصرار ومواجهة التحديات”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)