قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة إن بلاده ستقيم نحو 12 موقع مراقبة في شمال شرق سوريا مؤكدا أن “المنطقة الآمنة” المزمعة ستمتد لمسافة أكبر بكثير من تلك التي
ذكرها مسؤولون أمريكيون في اتفاق هش لوقف إطلاق النار.
وبعد أقل من 24 ساعة من موافقته على هدنة لخمسة أيام للسماح للقوات الكردية بالانسحاب، شدد أردوغان على استمرار مساعي أنقرة لتأسيس وجود لها بطول 440 كيلومترا تقريبا داخل
الحدود السورية.
وفي منطقة الحدود، ترددت أصداء قصف قرب مدينة رأس العين السورية صباح الجمعة على الرغم من اتفاق الهدنة الذي تم التوصل له يوم الخميس. وقال متحدث باسم القوات التي يقودها
الأكراد إن تركيا تنتهك وقف إطلاق النار وتستهدف مواقع مدنية في المدينة.
لكن مراسلين من رويترز على الحدود قالوا إن القصف تراجع بحلول منتصف النهار وقال مسؤول أمريكي إن أغلب القتال توقف على الرغم من أن “الهدوء التام للأوضاع سيستغرق وقتا”.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه تحدث مع أردوغان الذي قال له إن بعض نيران القناصة وقذائف المورتر دوت في شمال شرق سوريا وذلك على الرغم من اتفاق الهدنة
لكنها توقفت بعد فترة وجيزة.
وقال ترامب على تويتر “قال لي لقد كانت هناك نيران قناصة وقذائف تم إسكاتها سريعا. إنه يرغب بشدة في نجاح وقف إطلاق النار… وبالمثل يرغب الأكراد في ذلك وفي الحل النهائي”.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في نيويورك إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وصف الوضع بأنه “هادئ في أغلب المناطق باستثناء رأس العين حيث وردت
تقارير في وقت سابق يوم الجمعة عن قصف وإطلاق نار”.
وتقضي الهدنة، التي أعلن عنها مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الخميس عقب محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بوقف القتال لمدة خمسة أيام من أجل السماح لقوات
سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بالانسحاب من “المنطقة الآمنة” التي تسيطر عليها القوات التركية.
ويهدف الاتفاق إلى تخفيف أزمة ارتبطت بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من المنطقة. ووصف معارضو ترامب القرار بأنه يرقى إلى حد التخلي عن
الحلفاء الأكراد المخلصين الذين قاتلوا لسنوات إلى جانب القوات الأمريكية ضد تنظيم داعش .
وفجر الهجوم أزمة إنسانية جديدة في سوريا مع نزوح 200 ألف مدني حسب تقديرات الصليب الأحمر كما أثار قلقا أمنيا بشأن آلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية محتجزين في السجون الكردية.
وأشاد ترامب بالاتفاق الذي قال إنه سينقذ “ملايين الأرواح”.
واعتبرت تركيا الاتفاق نصرا مؤزرا في حملتها للسيطرة على قطاع من الأراضي الواقعة على الحدود بطول مئات الكيلومترات وعمق 30 كيلومترا لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية
السورية وهي المكون الأساسي لقوات سوريا الديمقراطية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل مساء الجمعة “رأينا أيضا بعض النشاط الإيجابي جدا- بداية تنسيق سيكون مطلوبا حتى يمكن أن يكون
هناك انسحاب آمن لمقاتلي وحدات حماية الشعب داخل المنطقة التي تسيطر عليها تركيا ويشملها الاتفاق”.
وشدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج على أن شمال سوريا أمر يهم كل الدول الأعضاء بالحلف.
وأضاف “كلنا نفهم أن لدينا عدوا مشتركا وهو داعش.
“علينا ألا نخاطر بالمكاسب التي حققناها في قتال عدونا المشترك داعش”.
وقال إن وزراء دفاع الحلف سيناقشون هذه القضية عندما يجتمعون هذا الأسبوع.
المصدر : رويترز