بالفيديو.. أبو الغيط: القمة العربية الأوروبية رسالة بأن الحوار هو أساس مواجهة التحديات
أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الأحد، أن القمة العربية الأوروبية الأولى تعد علامة تاريخية على طريق العلاقات بين العالم العربي وأوروبا، وتمثل نقطة ضوء وسط محيط مضطرب تشهده العلاقات الدولية.
وقال أبو الغيط، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، إن قمة اليوم هى رسالة بأن التواصل والحوار هما السبيل الأنجع لحل المشكلات والاستجابة للتحديات، مضيفا أن بناء جسور التعاون والاعتماد المتبادل هو الطريق المشترك لمستقبل أكثر استقرارا.
وأشار إلى أن العلاقات العربية الأوروبية لها جذور تاريخية عميقة لا بد من الانطلاق منها والبناء عليها، مؤكدا أن المنطقتين العربية والأوروبية تواجهان تحديات ولابد من التصدى لها.
وأكد أبو الغيط أن الإرهاب والنزاعات المسلحة والهجرة غير الشرعية وتباطؤ النمو الاقتصادي تواجه الفضاء العربي الأوروبي بأشكال ودرجات متفاوتة، وهي أيضا تحديات ومشكلات مداخلة ويؤثر بعضها على البعض.
ولفت إلى أن الحديث الصريح والعملي الذي تشهده هذه القمة سيمثل أقصر الطرق للإجماع حول كيفية مواجهة هذه الأزمات والتحديات بشكل مشترك وتوزيع سليم للأدوار.
وأكد أبو الغيط أن هذه القمة تنطلق من فهم مشترك بشأن خطورة استمرار الأزمات والنزاعات المسلحة في كل من سوريا واليمن وليبيا والأيدي الخارجية التي تعبث فيها سواء الأفعال الإيرانية أو التحركات التركية.
وأشار إلى أن هذه النزاعات تبرز أزمات عابرة للحدود والبحار، مؤكدا أن هذه الأزمات وبعد هذه السنوات من المشكلات الاقتصادية والسياسية بات الإيمان الواضح أنها لن تحل عبر الحل العسكري.
وشدد أبو الغيط على ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حلول سياسية لهذه الأزمات تعمل على إنهاء القتال والحفاظ على وحدة الدولة الوطنية، وتكاملها الإقليمي، مؤكدا أن جماعات الإرهاب استغلت أجواء الفراغ في تحقيق أهدافها.
وقال أبو الغيط، في كلمته، “إننا ندرك جميعا أنه ليس هناك حل عسكري لهذه النزاعات التي تواجه المنطقة، مشددا على ضرورة أن تتحمل الدول مسؤوليتها لتكثيف الجهود لإيجاد حلول سياسية تكفل إنهاء القتال، وجلب الاستقرار في إطار من الحفاظ على الدولة الوطنية وتكاملها الإقليمي”.
وأضاف أبو الغيط أن جماعات الإرهابية استغلت أجواء النزاع والفوضى لتحقيق أهدافها، معربا عن تقديره لما تقوم به الدول الأوروبية من مساعدة في المجال الإنساني، وحضورها السياسي في الأزمة اليمنية والليبية سواء من خلال رعاية “ستكهولم” أو في ليبيا عبر اللجنة الرباعية التي تضم الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة.
وأكد أن العرب والأوروبيين تحملوا التبعات الإنسانية والاقتصادية والسياسية الصعبة لتفاقم هذه النزاعات، معربا عن تطلعه لأن تشهد المنطقة تسويات سياسية توقف نزيف الدم والخراب.
وأضاف أبوالغيط “مازالت قناعتنا راسخة في العالم العربي، بأن تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ومستدامة هى السبيل الأفضل لوضع المنطقة على طريق الاستقرار والتعاون وكبح التطرف والعنف”.
وأوضح أن القمة تعبر عن إجماع بارز بأن حل الدولتين يبقى الصيغة الوحيدة العقلانية والعملية لتسوية هذا النزاع الذي كلف المنطقة والعالم الكثير من الدماء وضيع فرصا هائلة للازدهار المشترك.
وقال أبو الغيط إن “إسرائيل قامت منذ سبعين عاما ويزيد، ونالت الأمن والاعتراف ، وبقى أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف “يتعين علينا أن نوضح عدم قابلية الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية للاستمرار ونسارع برعاية عملية سياسية تٌنهي الاحتلال وتسمح بتلبية التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وشدد أبو الغيط على أن الإرهاب هو الآفة الأخطر، ويتعين على الجميع خلق أطر جديدة لتكثيف التعاون والتنسيق بين دول المجموعتين الأوروبية والعربية لحصار الإرهاب والتضييق على جماعاته أمنيا وماليا، داعيا إلى ضرورة التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية في إطار شامل، لا يقتصر على المجال الأمني وإنما يمتد إلى معالجة أسبابها، اتساقا مع اتفاقية مراكش للهجرة واللاجئين التي أبرمت العام الماضي.
وأضاف أن “التنمية الاقتصادية المستدامة هى سبيلنا الأمثل لمواجهة التحديات على المدى الطويل؛ لأنها تتيح الفرص للحياة الكريمة والمستقبل الواعد أمام الشباب وبالأخص الشباب العربي”.
وفي نهاية كلمته، قال أبو الغيط إن “المستقبل أمامنا واغتنام الفرص رهنا ببناء أطر مؤسسية متينة، وشبكات تربط بين دولنا وشعوبنا التي تتطلع جميعا إلى غد أكثر إنسانية وعدلا وازدهارا”.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط (أ ش أ)