أشاد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، بعلاقات التعاون التي تربط بين مصر وجامبيا والتنسيق الوثيق بين البلدين.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم ،السبت، مع وزير خارجية جامبيا الدكتور “مامادو تانجارا”.
ورحب الوزير عبد العاطي – فى مستهل المؤتمر الصحفي – بنظيره الجامبي والوفد المرافق خلال زيارته الحالية إلى القاهرة.
وقال إن المباحثات التي عقدت اليوم تأتي مع مرور ستين عاما على إقامة العلاقات بين مصر وجامبيا، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بجامبيا بعد استقلالها في عام 1965 في إطار قيادة مصر لجهود التحرر الإفريقي.
وأضاف وزير الخارجية أن المباحثات اليوم تناولت علاقات التعاون التي تربط بين مصر وجامبيا وسبل تعزيزها في شتى المجالات بما في ذلك الزراعة والثروة السمكية والصحة والتعليم، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز التبادل عبر تعزيز فرص الاستثمار وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص.
وأوضح أنه نقل خلال اللقاء تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الجامبي، كما نقل الوزير الجامبي أيضا تحيات وتقدير الرئيس الجامبي الى الرئيس السيسي.
وأشار وزير الخارجية عبد العاطي إلى أنه تم بحث المزيد من تطوير العلاقات بين البلدين مع قرب افتتاح سفارة لجامبيا بالقاهرة بما يعكس قوة العلاقات بين البلدين والشعبين.
وقال وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، إنه أكد لنظيره الجامبي استعداد مصر الكامل لمزيد من تعزيز كل آليات التعاون مع جامبيا الشقيقة تنفيذا لتطلعاتها التنموية وخطتها الاستراتيجية الخمسية ورغبة مصر الكاملة فى مساعدتها على تنفيذها.
وأضاف أنه تطرق خلال المباحثات إلى التعاون في قطاع الأدوية، وهو قطاع واعد في مصر وقوى للغاية وله وجود شديد المكانة في القارة الإفريقية.. لافتا إلى أنه اطلع نظيره الجامبي على توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا إلى بلاده بما يسهم في مزيد من تعزيز التنمية فى جامبيا الشقيقة.
وأوضح أنه تم التطرق إلى أهمية مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين والعمل على إزالة كافة المعوقات القائمة والعمل على تدشين خطوط بحرية للربط بين البلدين، والربط بين ميناء الإسكندرية والمواني المصرية والمواني في غرب إفريقيا.
وقال إنه تم بحث التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي حيث تم الاتفاق على استقبال عدد من الدبلوماسيين الشباب لتلقي دورات تدريبية في مصر بمعهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية، بالإضافة إلى الدورات التدريبية وزيادتها والتي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في قطاع مختلفة، حيث تأتي جامبيا في طليعة الدول المستفيدة من هذه الدورات خلال السنوات الماضية والتي بلغت حوالي 78 دورة تدريبية.
وأشار وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى إلى أنه تم الاتفاق على إيفاد خبراء مصريين إلى جامبيا في القطاعات التي يحددها الجانب الجامبي، منوها بمساهمة مصر في بناء مستشفى بالعاصمة الجامبية بنجول، حيث قام الرئيس جامبيا بزيارة المستشفى ضمن جولته على عدد من المرافق.
وقال وزير الخارجية “إننا تحدثنا عن إيفاد أطباء في إطار قوافل طبية خاصة بمجالات الجراحات الدقيقة وزراعة الكلى والكبد، واتفقنا على أهمية سرعة التوقيع على اتفاقيات بمجالات الثروة السمكية والتعليم العالي وزيادة المنح المقدمة من الأزهر الشريف لجامبيا، حيث يطلع الأزهر الشريف بدور كبير في جامبيا”، لافتا إلى أن وزير خارجية جامبيا سيلتقى خلال زيارته لمصر بعدد من الوزراء، بالإضافة إلى شيخ الأزهر.
وأوضح أن المباحثات تناولت الأوضاع الأمنية بغرب إفريقيا والساحل، بالإضافة إلى الوضع في إطار الاتحاد الإفريقي وكيفية زيادة فعاليته، مضيفا أنه تناول مع وزير خارجية جامبيا القضية الفلسطينية والضرورة الملحة للوقف الفورى لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المحتجزين والانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.
وأعرب وزير الخارجية عن امتنانه لدعم جامبيا للدكتور خالد العنانى مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة
(يونسكو).
ومن جهته، قال وزير خارجية جامبيا الدكتور مامادو تانجارا، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، “نقلت لوزير الخارجية تحيات وتقدير رئيس جامبيا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري العظيم”، معربا عن إعجاب رئيس جامبيا بجهود الرئيس السيسي للحفاظ علي الاستقرار والأمن في مصر، والتي أصبحت محاطة ببلدان تواجه العديد من التحديات، حيث تمكن الرئيس السيسي من الحفاظ على السلام والاستقرار اللذين يعتبران الأساس لتحقيق أى تقدم وتنمية”.
وأعرب عن شكره لدعم مصر لاستضافة جامبيا لقمة التعاون الإسلامي، مؤكدا أن بلاده تعتمد علي مصر من أجل دفع تحقيق أهدافها.
وشدد على مساندة بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا: أن “الوضع المزري الذي يعانيه الشعب الفلسطيني حاليا هو قضية إنسانية، وعلينا العمل علي تغيير الوضع الي الأفضل”، مثمنا، في هذا الإطار، موقف مصر.
وقال وزير خارجية جامبيا، موجها حديثه للدكتور بدر عبدالعاطي، “إننا نشكرك وقد أعطيت كوزير خارجية حيوية جديدة للدبلوماسية المصرية في القارة الإفريقية”، مشددا على أن مصر دولة كبيرة ولها دور في القارة الإفريقية وفي الساحة العالمية، كما أن لمصر دور كبير منذ إنشاء حركة عدم الانحياز، وعلينا استمرار التعاون من أجل ضمان الاستقرار.
وأعرب عن تطلعه إلى أن تؤدي المباحثات اليوم إلى أعمال ملموسة، مشيرا الي تطلعه للقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذي يكن له كل الاحترام والإعجاب لما يمثله من الإسلام المعتدل الذي يدعو لنشر الكلمة الطيبة، ناقلا مشاعر الامتنان من كل الذين درسوا في جامعة الأزهر من جامبيا.
وردا علي سؤال حول إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، قال الدكتور بدر عبدالعاطي “إن ما يحدث في غزة هو عدوان غاشم متكرر، وأعمال القتل اليومية لا مثيل لها في التاريخ الحديث، ولا يمكن للمجتمع الدولي المتحضر أن يقبله، كما لا يمكن للإنسانية جمعاء أن تقبل بهذه الأعمال الوحشية واستخدام التجويع كسلاح عقاب جماعي، وهو أمر ضد القانون الدولي الإنساني”.
وشدد على أن الجهود المصرية لم تتوقف لسرعة التوصل لوقف أعمال القتل وضمان نفاذ المساعدات الطبية والإنسانية، لافتا إلى أنه تم فرض الحصار الكامل علي السكان المدنيين في غزة لأكثر من 80 يوما دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا.
وشدد على ان الدور المصري متواصل بالتعاون مع قطر، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة في إطار اللجنة العربية الإسلامية من أجل وقف حمامات الدم، معربا عن أمله في أن يتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
وأضاف: أنه “لابد من الوقف الفوري لهذه الحرب المجنونة العبثية، ولابد من حقن الدماء والإسراع في إنفاذ المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسري الفلسطنيين.. ونسعي لوقف إطلاق نار مستدام حتي لا يتكرر ما حدث في 19 يناير الماضي بعد أن عادت إسرائيل لاستئناف العدوان والقتال والحرب الوحشية في مارس.. ونبذل أقصي جهد مع الولايات المتحدة لضمان وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات وإطلاق سراح الرهائن، ونأمل في نتائج”.
وأكد عبد العاطي أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية ممارسة أقصي الضغط علي إسرائيل لوقف الانتهاكات اليومية ووقف نزيف الدماء، كما أكد استمرار التواصل مع المجتمع الدولي واللجنة الوزارية العربية الإسلامية.. وطالب المجتمع المتحضر بالاعتراف السريع بالدولة الفلسطينية، وممارسة أقصي درجات الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي.
المصدر: أ ش أ