دخلت الكلمة “ألزايمر”، التي شاع أن تنطق “ألزهايمر”، قاموس حياتنا اليومية، وأصبح من المعتاد إذا نسي أحدهم شيئاً أو إضطربت ذاكرتة أن يرود تعبيرات من قبيل “إنة ألزهايمر” أول “هل جاء ألزهايمر؟”.
وفي الغالبية الساحقة من الأحوال: لا يتعلق الأمر بألزايمر لا من قريب ولا من بعيد – على حد تعبير د.أسامة عبد الغني “أستاذ طب المخ والأعصاب بجامعة عين شمس” لموقع قناة النيل الإخباري.
بل أن الخلط بين هذا المرض وغيرة يتجاوز عامة الناس إلى الأطباء، وأن هناك تطور من شأنه وضع حد لذلك الخلط، إنه إختبار طبي جديد قطعت في إنجازة “جامعة جورج تاون” الأمريكية شوطاً كبيراً، وهو يجيب عن سؤال حاسم: هل المعاناة من إضطرابات ذهنية مثل كثرة النسيان معناة أن المخ يتجة إلى الألزايمر؟
الإجابة على هذا السؤال باستعمال الإختيار الجديد ينطوي أيضاً على تطور مهم: هو التنبية المبكر من قدوم المرض مما يفتح الباب أمام تدخلات علاجية لعرقلتة.
تبعًا لمجلة”نيتشر ميدسين” العالمية ذات الإحترام الخاص في نشر البحوث الطبية: فإن باحثين في “جامعة جورجتاون” نجحوا في تحديد عشرة جزيئات كيميائية حيوية توجد في الدم، يؤدي قياس تركيزها إلى إجابة عن السؤال: هل يتجه المخ إلى الألزايمر خلال الأعوام الثلاثة القادمة أم لا؟
وفي التجارب التي أجريت: بلغت نسبة نجاح الإختيار 90%، ووفقاً للمجلة: فإن هذة التجارب تمت على 525 شخصاً لا يقل عمر الواحد منهم عن 70عام، وبعد ثلاثة أعوام: بدأت متاعب الألزايمر في الظهور لدى 18منهم، مع أنهم كانو أصحاء تمامًا عند بدء التجارب، وهو ما توقعه الإختيار الجديد.
وكان الإختيار قد كشف إنخفاضًا ملحوظًا في مستويات الجزيئات العشرة المذكورة في الدم لدى من ظهر عليهم المرض فيما بعد.
يبدي “د.عبد الغني” تفاؤلاً كبيراً بالتطور الجديد، ويوضح أنة جاء ثمرة لجهود طويلة جداً تسعى إلى إيجاد تحليل دقيق يمكن الأطباء من التفرقة بسهولة بين الألزايمر والأمراض المشابهة المتعددة الأخرى، التي تسمىفي مجموعها ” أمراض الخرف ” أو “أمراض العته”..
ويضيف “نعم إن الإختبار يفتح الباب أمام إمكانية إيجاد وسائل لمنع حدوث المرض مستقبلاً، إلا أن هذا حلم بعيد التحقق حالياً، وعلى كل حال: فإن ذلك التطور يزيد من فهمنا لطبيعة الإلزايمر وهو في حد ذاتة أمر طيب وإيجابي للغاية.
يؤكد الباحثون في “جامعة جورج تاون” أنة ينبغي قبل القول القاطع بأننا نملك إختبارًا تحليلياً مثوقًا به للتنبؤ بالألزايمر أن نجري تجارب موسعة على محورين: أولهما: زيادة أعداد من يجري لهم الإختبار التجريبي، والأخر أن يجري في بلاد مختلفة غير الولايات المتحدة، لأن ما تم أجرى على أمريكيين فقط، وهو نفس ما يراة “د.عبد الغني”.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل”