في زيارة هي الأولى من نوعها، وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة مفاجئة لم يسبق الإعلان عنها من قبل.
وقالت مصادر ليبية رفيعة المستوى في طرابلس إن مون وصل حوالي الساعة الرابعة والربع بالتوقيت المحلي الليبي إلى العاصمة، حيث كان مقرراً أن يلتقي رئيس المؤتمر الوطني العام(البرلمان) لسابق والمنتهية ولايته نوري أبو سهمين ورئيس الحكومة المنبثقة عنه عمر الحاسي.
وكشفت المصادر التي طلبت عدم تعريفها النقاب عن أن طائرة تضم الوفد المرافق للأمين العام للأمم المتحدة قد حطت بالفعل في مطار معيتيقة، قبل أن تتهيأ الطائرة الثانية التي تقل بان كي مون للهبوط في مطار معيتقة.
ولا يخضع مطار معتيقة الذي يضم أيضاً قاعدة جوية، لسيطرة السلطات الرسمية في ليبيا، حيث تتواجد فيه كتيبة الشهيد يوسف البوني التي انضمت قبل أكثر من عام لقوات سلاح الجو الليبي، ويسند لها تأمين القاعدة والمطار، كما تشارك قوة الردع الخاصة في تامين القاعدة من خلال اعتبارها قوة احتياط تتدخل عند الحاجة.
ولم تعلن الأمم المتحدة التي تقود محاولة للمصلحة الوطنية في ليبيا عن أية تفاصيل تتعلق بهذه الزيارة، علماً بأن مون أكد خلال زيارته لتونس أمس الجمعة، أن تشجيع الحوار في ليبيا بين الأطراف المتنازعة يمثل الحل الوحيد لإيجاد تسوية سلمية وإرساء الاستقرار والسلم فيها والحوار السلمي ومواصلة المفاوضات، سيدعمان الاستقرار والسلم في ليبيا مما يمهد إلى إيقاف أعمال العنف.
كما أعلن أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون، سيواصل جهوده لحل مشكلة الاختلافات بين الأطراف المتنازعة والعمل على تهدئة الوضع.
وأوضحت المصادر أن زيارة مون تتم وسط ما وصفته بتحوطات أمنية وإجراءات مشددة منذ وصوله من قاعدة معتيقة إلى فندق كورنثيا، حيث من المقرر أن يعقد مؤتمراً صحافياً ويغادر طرابلس في وقت لاحق.
وكان الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا ورئيس بعثتها، برناردينو ليون، أجرى خلال اليومين الماضيين سلسلة لقاءات غير معلنة مع بعض أعضاء مجلس النواب المقاطعين لعقد جلسات البرلمان المنتخب في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، كما أجرى اتصالات مع شخصيات من الثوار والقادة الميدانيين مباشرة وغير مباشرة.
وقال مسؤول ليبي على صلة بكواليس هذه الاجتماعات ، إن أغلب اللقاءات كانت في مقر إقامة بعثة الأمم المتحدة بفندق كورنثيا ،مشيراً إلى أن ثوار الزاوية وثوار غريان وبعض ثوار طرابلس كانوا مشمولين بهذه اللقاءات.
وكشف المسؤول الذي طلب عدم تعريفه النقاب، عن أن بعض المحسوبين على البرلمان السابق وحكومته رفضوا الاجتماع مع المبعوث الأممي، مشيراً إلى أن عضو البرلمان السابق عن مدينة مصراتة، صلاح بادي والي ما يسمى بعملية فجر ليبيا، قد رفض اللقاء أو إجراء أي اتصالات، معتبراً أن مجرد إجراء الحوار يمثل خيانة.
ونقل عن بادي قوله إنه لا حوار حتى نسمع حكم الدائرة الدستورية العليا والحوار لا يقوده إلا ثوار الجبهات المشاركون ضمن عمليتي ” قسورة” و” فجر ليبيا”، ولا يقوم به الذين في الكراسي والمناصب، في إشارة إلى مجلس النواب لجديد والحكومة الانتقالية المنبثقة عنه برئاسة عبد الله الثني.
المصدر : وكالات