حذر نائب المدير التنفيذى للشؤون الإدارية فى صندوق الأمم المتحدة للسكان أندرو سابرتون، من أن تخفيضات التمويل الإنسانى فى أفغانستان ستؤدى إلى فقدان الأرواح، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة خفضت مؤخرا من تمويلها للصندوق بأكثر من 330 مليون دولار.
وكانت أفغانستان الأكثر تضررا حيث كان نصيبها من ذلك المبلغ 102 مليون دولار.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال أندرو سابرتون “إن هذا التمويل كان فى الغالب لتوفير خدمات صحة الأسرة، وفرق الصحة المتنقلة، وخدمات الدعم النفسى والاجتماعى، ونتيجة لهذه التخفيضات فقد 6.3 مليون شخص، معظمهم من النساء والفتيات، إمكانية الوصول إلى هذه الرعاية المنقذة للحياة”.
وأضاف المسؤول الأممى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان، خلال عام 2026، سيدعم أقل من نصف المرافق المجتمعية التي كان يدعمها في عام 2024، حيث ستجبر مئات المراكز الصحية في المناطق النائية والعيادات المتنقلة على الإغلاق.
وخلال زيارته، قام نائب المدير التنفيذى بجولة على الخدمات التى يدعمها الصندوق فى العاصمة (كابول) وولاية بايمان، ومنطقة تورخم على الحدود مع باكستان.
وأحد هذه الزيارات كانت لمركز الرعاية الصحية الأساسية فى تورخم، الذى يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويقدم خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأم، بالإضافة إلى الدعم النفسى والاجتماعى للنساء والفتيات العائدات من باكستان.
وفى هذا الصدد قال سابرتون: “تصل العديد من هؤلاء النساء بعد أيام من السفر، وهن حوامل ومنهكات ومصابات بصدمات نفسية وغير متأكدات مما ينتظرهن.. الكثير منهن يعدن إلى أفغانستان والكثيرات أيضا يذهبن إلى أفغانستان لأول مرة في حياتهن”.. مضيفا “أنه صُدم خلال زيارته بعدد الفتيات اللواتى يتلقين المشورة النفسية ويطلبن الدعم من أقرانهن” مشددا على أن أكبر المآسى التي شهدها فى أفغانستان هي حقيقة أن البلاد “تتمتع بقدر كبير من الإمكانات والفرص يُحرم منه نصف السكان”.
وفى اجتماعاته مع سلطات الأمر الواقع كرر سابرتون، دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان لصحة ورفاهية النساء والفتيات الأفغانيات، مؤكدا أنه أثار قضية تعليم النساء والفتيات، ولا سيما استبعادهن من التعليم والتدريب كقابلات وفي المرافق الصحية.
ورغم التحديات، أكد نائب المدير التنفيذى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان سيبقى فى أفغانستان ليقدم خدماته، لكنه لا يستطيع مواصلة استجابته دون مساعدة.
وقال “إن الصندوق يعمل على ضمان عدم تخلف أحد عن الركب، وخاصة من هم في المجتمعات النائية، وإن خدماته “قائمة على المجتمع بمشاركة مجتمعية كاملة، وهذا هو سبب وجود طلب وقبول من المجتمعات على خدماتنا”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى دعم عاجل للحفاظ على استمرارية هذه الخدمات وحماية كرامة وصحة وحياة النساء الأفغانيات والمواليد الجدد.. لا توجد خطط للولادة في أفغانستان، بل فقط خطط للبقاء، وهذا الواقع يتطلب منا العمل وليس مجرد الأقوال”.
وأشار سابرتون إلى أنه في حين أن الأزمة في أفغانستان قد تكون بالفعل خارج نطاق اهتمام وسائل الإعلام مؤخرا، إلا أنها لا تزال واحدة من أكبر أزمات العالم.
المصدر : أ ش أ