بعد مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعادة تطوير غزة، بعد إخلاء سكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى الدول العربية المجاورة، علّق الرئيس الفرنسى لأول مرة بصراحة على الأمر، متقدا هذا الاقتراح المفاجئ.
وأكد أن طرد سكان غزة سيكون “خطيرا للغاية” في منطقة متوترة أصلا بعد نحو 16 شهرا من الحرب الإسرائيلية المدمرة..
كما أضاف ماكرون في مقابلة مع “فايننشال تايمز”: “بالنسبة لي، الحل ليس حلاً عقاريا… بل سياسى”.
إلى ذلك، رأى أن مخططات ترامب بشأن غزة وغرينلاند تجسد أمثلة على “عدم اليقين الاستراتيجي الشديد” الذي يعيشه العالم فى الوقت الحالى. وطالب بإعادة التفكير الجذري في كيفية عمل الاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء.
كذلك وصف عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتصريحاته بـ “الصدمة الكهربائية”، قائلا ” نحن بحاجة إلى صدمات خارجية” في إشارة إلى ضرورة تحرك الأوروبيين وتعزيز أمن الاتحاد وقوته السياسية والعسكرية أيضا.
وكان الرئيس الفرنسى انتقد خطة نظيره الأميركي بشأن غزة، التي تشمل تهجير سكان القطاع مع سلبهم حق العودة إليه، في مقابلة سابقة يوم الأربعاء الماضي، مع شبك سي أن أن. وقال حينها إن عملية إعمار غزة لا تعني بالضرورة عدم احترام سكانها وترحيلهم.
هذا وأعلنت فرنسا، مثل معظم القوى الدولية رفضها التام أي خطط لتهجير الفلسطينيين.
كما سبق أن وصف المتحدث باسم الحكومة الفرنسية هذه الخطوة بأنها “مسألة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط”.
وبينما كانت باريس داعمة لإسرائيل في بداية حرب غزة، ندد ماكرون علنا بسلوك الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في القطاع الفلسطيني ولبنان.
كذلك علقت فرنسا صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في أكتوبر 2024، داعية الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها، مما سبب أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وسبق للرئيس الأميركي أن تحدث مرارا خلال الأسابيع الماضية عن الاستيلاء على القطاع ونقل الفلسطينيين منه إلى دول الجوار، منها مصر والأردن، على الرغم من معارضة البلدين.
كما اقترح تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” حيث يقطنها مواطنون من كافة أنحاء العالم.
إلا أن مقترحه المفاجئ هذا أثار انتقادات دولية وعربية، إذ أكدت كافة الدول العربية تمسكها بحق العودة ورفض التهجير، كذلك فعلت الدول الغربية والحليفة لواشنطن، مؤكدة تمسكها بحل الدولتين.
فيما أيده بطبيعة الحال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شدد على أن فكرة ترامب جيدة وغير مسبوقة بل تقدم حلاً معقولاً.
