رصد تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الوضع في قطاع غزة بعد قرابة شهرين من فرض إسرائيل حصارا خانقا على القطاع، حيث منعت دخول جميع السلع الإنسانية والتجارية.
وقالت الصحيفة – في تعليق أوردته اليوم الخميس- إن تناقص المخزون وارتفاع أسعار المواد الأساسية ساهما في تفاقم الأوضاع الكارثية داخل القطاع، حيث يعيش معظم سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في ملاجئ مؤقتة أو بين أنقاض منازلهم التي قصفت.
ونسبت الصحيفة إلى عبد الكريم مصباح، وهو بائع في السوق قوله: “كل يوم يقل تنوع المنتجات المعروضة وترتفع أسعار المواد الغذائية. سنموت جوعا ما لم يفتحوا المعابر ويسمحوا بدخول المساعدات “.
وأضاف مصباح، الذي يعيش مع عائلته في خيمة في جباليا شمال غزة أنه أنفق دخل يوم كامل لشراء نصف كيلوجرام من البطاطس، قائلا : “أبكاني فرحهم وأنا أشاهدهم يأكلون ويطلبون المزيد”.
وأضافت الصحيفة أن القطاع المحاصر شهد ارتفاعا حادا في كميات الغذاء والمساعدات الأخرى خلال الأسابيع الأولى من وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير، مما ساهم في تخفيف الأوضاع الإنسانية المتردية هناك. ولكن منذ أن أعادت إسرائيل فرض الحصار وخرقت وقف إطلاق النار الشهر الماضي، ارتفعت الأسعار بشدة وتناقصت الإمدادات .
وأفاد سكان محليون لصحيفة فاينانشال تايمز بأن اللحوم والدجاج والبيض قد اختفوا تقريبا، بينما أعلن برنامج الغذاء العالمي الأسبوع الماضي نفاد مخزونه الغذائي بالكامل، مما اضطر جميع المخابز الـ 25 التي تزودها الوكالة الأممية بالدقيق والوقود إلى الإغلاق.
وأضاف البرنامج: “ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد بنسبة 1400% مقارنة بفترة وقف إطلاق النار، وهناك نقص حاد في السلع الغذائية الأساسية، الأمر الذي يثير مخاوف غذائية خطيرة لدى الفئات السكانية الضعيفة”.
من جانبها ، أدانت جماعات حقوق الإنسان الحصار الإسرائيلي ووصفته بأنه تكتيك تجويع.
ونقلت الصحيفة عن ريم الشنطي، وهي أم لأربعة أطفال في مدينة غزة قولها: “لا آكل كثيرا لأترك طعاما لأطفالي لأنهم يشعرون بالجوع أثناء الليل ” .
وأضافت: “أطفالي يحلمون بوجباتهم المفضلة، ويحزنني أننا بالكاد نستطيع تأمين أي شيء لهم”.
من جانبه قال رفيق المدهون، مدير برنامج في منظمة الإغاثة الأمريكية “تحالف إعادة البناء”، التي تدير مطابخ للطعام الساخن وتقدم وجبات يومية، إنهم خفضوا حجم المساعدات إلى 40 ألف شخص بدلا من 70 ألفًا، وسيضطرون إلى التوقف تماما بحلول نهاية الأسبوع.
واختتمت الصحيفة البريطانية تعليقها بالقول إنه حتى الفلسطينيون الذين يتلقون رواتب جيدة أو تحويلات من أقاربهم في الخارج يجدون صعوبة في شراء الطعام بسبب نقص السيولة، مع تدمير البنوك وأجهزة الصراف الآلي،وعدم دخول الأوراق النقدية إلى القطاع.
المصدر: أ ش أ