شهد عام 2013 رحيل شخصيات هامة ومؤثرة فى حياتنا فى شتى المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية ، منهم من رحل وترك ذكرى ومنهم من ترك تخليداً وتراثاً لا يمكن نسياه .
يناير
فمع بداية عام 2013 رحل عن عالمنا المفكر الإسلامي المصري المعاصر الشهير صاحب الكتابات والأفكار الجدلية في القضايا الإسلامية «جمال البنا» ، الذى توفى يوم الأربعاء 30 يناير بالقاهرة عن عمر يناهز 93 عاماً بعد معاناة مع المرض.
جمال هو الشقيق الصغر لـ «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه كان يختلف كلياً مع فكر هذه الجماعة، وله مؤلفات ومترجمات عديدة تجاوزت 150 كتاباً، ويعتبر أول كتاب صدر له كان بعنوان «ثلاث عقبات في الطريق إلى المجد» عام 1945، عمل محاضراً في الجامعة العمالية والمعاهد المتخصصة منذ عام 1963 وحتى عام 1993، وعمل أيضا خبيرا بمنظمة العمل العربية .
مارس
ومع حلول شهر مارس وتحديداً في 5 مارس رحل عن الساحة السياسية القائد والمناضل ، الرئيس الثائر «هوجو تشافيز»بعد صراع طويل مع مرض السرطان، بعدما ترك بصمة وعلامة واضحة في مرحلة سياسية فريدة من عمر أمريكا اللاتينية.
عاش وفيا للفقراء، فمنذ تسلمه سلطة البلاد بعد انتخابات ديمقراطية عام 1998 فاز فيها بـ 56 % من الأصوات وكانت أكبر أغلبية في الانتخابات منذ 40 عاماً في فنزويلا، وجرت انتخابات عامة مرة أخرى في البلاد عام 2000 وأعيد انتخابه مره أخرى وفاز فيها بنسبة 59.5 % من الأصوات.
لم يمنعه المرض بعد ذلك من الترشح للانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة في عام 2012 ونجح في كسب الرهان مرة أخرى، وفاز بها ليبقى أربع سنوات إضافية ولكن لم يكمل ورحل في 5 مارس 2013 ليترك خسارة قوية لمحبيه الذين كانوا يعشقون حضوره الطاغي ومناهضته للسياسات الأمريكية.
إبريل
وتأتى بعد ذلك «المرأة الحديدية مارجريت تاتشر» رئيسة وزراء الحكومة البريطانية سابقاً التي توفيت في 8 إبريل عن عمر يناهز 87 عاما، رحلت وتركت الشعب البريطاني منقسم بشأنها فمنه من يكن لها حبا كبيرا ومن كان يكره سياستها.
وتعتبر تاتشر أول امرأة بريطانية تتسلم منصب رئاسة الوزراء، ومده حكمها كانت طويلة وقد لقبت بالـ «بالمرأة الحديدية» بسبب إتباعها سياسة اقتصادية عنيفة مارستها في تسيير أمور بريطانيا في فترة رئاستها للحكومة من 1979 وحتى 1990، فقد نفذت سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية كانت جريئة ولكنها لم تكن مقبولة كلها من قبل الرأي العام البريطاني خاصة من نقابات العمال التي كانت في صراعات دائمة معها.
سبتمبر
وفى 14 سبتمبر رحل «أيقونة الدبلوماسية والمحبة الشعبية الدكتور أسامه الباز» المستشار السياسي السابق للرئيس الاسبق حسنى مبارك، عن عمر يناهز 82 عاما وهو شقيق عالم الجيولوجيا المعروف الدكتور فاروق الباز، ويعد من الذين اشتهروا في الحياة السياسية المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية بمستوياتها الرسمية والشعبية، وقد شارك في مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام عام 1979، و تولى أيضاً الملف (الفلسطيني – الإسرائيلي) لفترة طويلة .
أكتوبر
وبتدرج الشهور يرحل عنا في 11 أكتوبر «صوت الجبل عملاق الطرب في لبنان والعالم العربي وديع الصافي»عن عمر يناهز 92 عاما قضى أكثر من نصفه في الغناء، وكان له دور رائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه وفى نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد، وأصبح مدرسة في الغناء والتلحين ليس في لبنان فقط بل في العالم العربي بأكمله، وقد غنى أكثر من خمسة آلاف أغنية وقصيدة لحن معظمها.
وكانت انطلاقته الفنية عام 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى لحناً وغناء وعزفا بين أربعين متباريا في مسابقة للإذاعة اللبنانية في أغنية «يا مرسل النغم الحنون»، واختارت اللجنة المشرفة على المسابقة له أسمه الفني «وديع الصافي» نظراً لصفاء صوته.
نوفمبر
وفى 30 نوفمبر توفى اثر حادث سيارة أليم غرب الولايات المتحدة الأمريكية الممثل الأمريكي الشهير صاحب أشهر سلسلة افلام سينمائية «السرعة والغضب» بول ووكر، حيث كان بصحبة مدير أعماله الذى كان يقود السيارة وفقد السيطرة عليها لتصطدم بشجرة وعمود إنارة في كاليفورنيا لتشتعل فيها النيران.
وكان ووكر بالإضافة إلى التمثيل متخصصا في علم الأحياء البحرية، وكان من ضمن مجلس إدارة مؤسسة علم الأحياء البحرية في عام2006، وفى يونيو 2010 حقق حلمه وشارك في مسلسل وثائقي عن أنواع أسماك القرش في سواحل المكسيك، وأمضى 11 يوما مع طاقم السفينة، وقاموا باصطياد سبعة أنواع من أسماك القرش منها القرش الأبيض.
ديسمبر ختام العام ورحيل « الفاجومي ومانديلا وعبد المجيد وكلاشينكوف»
الفاجومي
ويأتي شهر ديسمبر لنفقد فيه من تركوا بصمات واضحة في حياتنا السياسة والاجتماعية والثقافية، فمع بدايته وتحديدًا في 3 ديسمبر نفقد «الفاجومي أحمد فؤاد نجم» عن عمر يناهز 84 عاماً، وهو واحد من أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي، وقد وهب حياته من أجل حرية الوطن وألهمت كلماته أجيالا من الشباب للدفاع من أجل التغير .
كان «نجم» سفيرا للفقراء حيث اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحه الفقر التابع للأمم المتحدة عام 2007 لهذا المنصب، كما فاز في عام 2013 بجائزة كلاوس الهولندية وهى من أرقى الجوائز في العالم إلا أنه توفى قبل استلامها ببضعة أيام.
ومن أهم أشعاره كتابته عن جيفارا رمز الثورة في القرن العشرين، وحصل بها على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي.
وقد صدر قرار جمهوري بمنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لأسمه، ويعتبر هذا التكريم تقديرا لدوره وعطائه الأدبي وحضوره المؤثر على الساحة الأدبية والسياسية طوال فتره حياته.
مانديلا
ويأتي بعد ذلك رحيل رجل المبادئ و البحث عن الحريات ومناهضة التمييز العنصري المناضل السياسي وأول رئيس لجنوب أفريقيا بعد انتهاء التمييز العنصر الزعيم الأفريقي«نيلسون مانديلا» يوم 5 ديسمبر عن عمر يناهز 95 عاماً، الذى كان مثالا للحكمة وكان يستلهم الحكمة البشرية عبرة العصور، والتي ترى أن في إمكان البشر أن يعيشوا معاً لتستمر الحياة وتتقدم الإنسانية.
لقد حول مانديلا حالة الانقسام والفرقة والفشل والعنف وأعمال القتل إلى جلسات للمصالحة الوطنية في مواجهة إنسانية غير مسبوقة بين مرتكبي هذه الجرائم وضحاياهم، سواء كانوا من البيض أو السود ونجح في إحداث التحول من الفشل إلى النجاح ومن العنف إلى السلم، وكانت لديه رؤية استراتيجية واضحة لمصلحة الوطن وكيفية تحقيقها بعيدا عن المصالح السياسية والأهواء الشخصية.
حمل مانديلا في حياته قصة شعبه وبلاده، وسيذكر التاريخ مآثره العديدة، ومن بينها كونه بوتقة المصالحة الوطنية والتسامح والقيم الإنسانية، الرجل الذى جنب بلاده حرباً أهلية كانت تهددها في التسعينات من القرن الماضي وخطى بها خطوات جريئة على طريق التحرر والتقدم والبناء.
وقضى مانديلا، فترة رئاسة واحدة لجنوب أفريقيا من عام 1994 إلى 1999، ولكنه ظل زعيماً حقيقاً لبلاده بل وللعالم كله، وأكد بعد أن ترك الرئاسة على أن «الزعماء يحلمون بالرئاسة ولكن الزعماء لا تعنيهم الرئاسة في شيء»، وقد استلهم مقاومة الاستبداد من الزعيم جمال عبد الناصر، الذى أعتبره مانديلا الهرم الرابع في مصر وأنه مثل النيل في مكانته وعظمته، حيث كان يرى أن عبد الناصر قائدا للنضال الوطني في أفريقيا.
عصمت عبد المجيد
وفى 21 ديسمبر رحل عنا عميد الدبلوماسية المصرية وفارس الدبلوماسية الهادئة الدكتور «عصمت عبد المجيد» الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عن عمر يناهز 90 عاما، وكان يعد واحداً من أهم الرموز الدبلوماسية المصرية والعربية.
تعددت إسهاماته الوطنية والعربية وارتبط أسمه بالمشاركة في المفاوضات (المصرية – البريطانية) حول جلاء القوات الإنجليزية عن مصر في عام 1954، كما شارك عام 1957 في الوفد المصري الذى تفاوض مع الفرنسيين لإعادة العلاقات المقطوعة بين البلدين بعد العدوان الثلاثي، والذى توصل إلى اتفاقية زيورخ حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وباريس، وكانت له مساهمة فعالة في ملف استعادة طابا في عام 1988.
وحصل عبد المجيد، على عدة أوسمة منها وسام الجمهورية وأوسمة أخرى كثيرة، من فرنسا، واليونان، وإيطاليا، والدانمرك، وألمانيا، ويوغوسلافيا، ودول أخرى.
ميخائيل كلاشينكوف
وعلى أعتاب نهاية العام وقبل أن يغلق الباب خلفه، رحل في 23 ديسمبر مخترع أحد أشهر وأقوى الأسلحة بندقية الكلاشينكوف وهو «ميخائيل كلاشينكوف» عن عمر يناهز 90 عاماً، وكان كلاشينكوف – الذي يُعد أحد أشهر الأسماء التي نحتت لنفسها مكاناً في عالم الحروب من خلال بندقيته «إي كاي 47» كلاشينكوف، بدء حياته العملية كميكانيكي، ثم انتقل إلى العمل في الجيش الروسي كتقني للدبابات الهجومية، وهي المهنة التي أتاحت له إبراز مهارته في هذا المجال.
وإبان الحرب العالمية الثانية شارك كلاشينكوف في أحد المعارك ضد الألمان لكنه جُرح، ومن هنا تولدت لديه فكرة اختراع سلاح يستطيع أن ينتصر فيه على الألمان، وبالفعل كان له ذلك لكن بعد خمس سنوات من العمل الدؤوب، وقد تم إنتاج قرابة 100 مليون نسخة من سلاحه الذي حمل أسمه.
ويعد سلاح الكلاشينكوف أحد أشهر الأسلحة التي شهدتها حروب البشرية منذ ابتكاره ، حيث يستخدمه أكثر من 50 جيشاً حول العالم، لسهولة فاعليته الكبيرة أثناء القتال، ويوجد منه أنواع كثيرة.
المصدر / أ ش أ