تواجه السيارات الكهربائية مستقبلاً ضبابياً إلى حد كبير ، لكنها في الوقت نفسه أصبحت حقيقة واقعة ، ومنتجوها الآن يركزون على اكتساب الثقة فيها ، ومن أهم مايلجأون إليه في هذا السبيل : تنظيم سباقت لها ، فالمؤكد أن سباقات السيارات من أهم مايثبت به المنتجون قدرات سياراتهم .
كانت سيارة كهربائية فرنسية قد قدمت سنة 2012 أهم تجربة لإثبات القدرة على التحمل : حين قام مهندسان فرنسيان برحلة تاريخية بسيارة كهربائية ، انطلقت من مدينة “ستراسبورج” في فرنسا ، وعادت إليها بعد ثمانية أشهر بعد رحلة حول العالم : قطعت فيها 25 ألف كيلو متر ، وشملت 17 دولة .. منها اليابان والولايات المتحدة .
الاتحاد الدولي للسيارات “فيدراسيون إنترناشيونال دو أوتوموبيل” أعلن عن تطور مهم للغاية : إذ أكد أن سباقات السيارات الكهربائية أثبت صلاحية الهيدروجين التامة في تزويد هذه السيارات بالطاقة من دون أي مصدر آخر ، مما يبرهن على إمكانية الاعتماد على “الوقود الهيدروجيني” كوقود جديد .
وأوضح الاتحاد الذي يعرف اختصاراً باسم “فيا” أن السيارة الهيدروجينية التجربيبية الأمريكية “رابيد” قد أثبتت في السباقات قدرة على التحمل ، تبشر بقرب مشاهدة السيارات الهيدروجينية تجوب الشوارع ، وأن “بطاريات الهيدروجين” المشحونة بهذا الغاز قادرة على أن تكون مصدراً جديداً مهماً للطاقة .
وقد حققت السيارة “رابيد” قدرة بلغت نحو 500 حصان : من المتوقع أن تزيد 50 حصاناً قريباً .
لكن ماهي “بطارية الهيدروجين” ؟
إنها – ببساطة – بطارية كهربائية عالية التطور ، قابلة لإعادة الشحن ، وهي تولد الكهرباء مادام تزويدها بالهيدروجين مستمراً ، والكهرباء الناتجة تستغل في تشغيل سيارة .
وقد قامت “جامعة دلفت” الهولندية بدور كبير منذ أواخر القرن الماضي في جعل هذه البطارية عملية ، وخلال ما انقضى من القرن الحالي : بدأ ظهور نماذج من السيارات الهيدروجينية ، والآن لاتكاد توجد شركة من شركات صناعة السيارات الكبرى متعددة الجنسية ليس لديها خطط لتطوير تلك السيارات .
إيجاد طرق لإنتاج الهيدروجين بكميات تجارية مقبولة ، نشر محطات لتزويد السيارات الجديدة به كافية ، وعوامل أخرى متعددة لازالت تقف دون انتشار السيارة الهيدروجينية .
مالذي يجعل السيارات الكهربائية تواجه مستقبلاً ضبابياً إلى حد كبير ؟ إن السيارات التقليدية بدورها تتطور ، وكفاءة الوقود البترولي المستعمل فيها تزيد وانبعاثاتها الملوثة للبيئة تنخفض ، أي أنها تستمر منافساً قوياً جداً ، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة تأرجح في مواقف شركات إنتاج السيارات تجاه السيارات الكهربائية ، ومع هذا : فإن الاتجاه العام يمضي لصالحها .
مجدي غنيم : المحرر العلمي “لقناة النيل”