طفرة كبيرة تشهدها العلاقات المصرية الروسية، وهو ما يعكس المرونة الكبيرة التي تحظى بها الدبلوماسية المصرية، فى إطار قدرتها الكبيرة على تحقيق توافقات مع مختلف أطراف المعادلة الدولية، وهو ما يبدو واضحا فى التطورات المتزامنة فى العلاقة بين القاهرة والعديد من القوى الأوروبية، ناهيك عن الاحتفاظ بالعلاقة مع الولايات المتحدة فى العديد من المجالات، ربما أبرزها على السطح في اللحظة الراهنة العمل المشترك نحو الوصول إلى هدنة في غزة بالشراكة مع دولة قطر.
تلك الحالة المرنة ساهمت بصورة كبيرة فى استقلالية القرار المصرى، فى لحظة محورية فى تاريخ العالم، مع تنامى الصراعات الدولية، والتى استعادت صبغتها الخشنة، فى إطار ممتد، وهو ما يبدو واضحا فى النزعة التوسعية التى تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو، والتى عمدت توسيع دائرة العدوان من غزة إلى سوريا ولبنان واليمن، ناهيك عن امتداد دائرة الصراع فى أوكرانيا، مما يمثل تهديدا صريحا للقارة الأوروبية التى نعمت باستقرار ملموس بحكم ابتعادها عن الصراعات المسلحة لعقود طويلة من الزمن.
ولعل الزيارة التي يقوم بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى موسكو، انعكاسا مهما لإدراك موسكو للاهمية الكبيرة التى تحظى بها القاهرة، فى ضوء التنامى الكبير فى الدور المصرى والذى تجاوز فى واقع الأمر مناطقها الجغرافية، عبر تعزيز علاقاتها بالأقطاب الاقليمية الأخرى، ومن بينها روسيا، وهما ما خلق مساحة مؤثرة للدبلوماسية المصرية للقيام بأدوار تتجاوز المرسوم لها من قبل القوى الكبرى فيما يتعلق بمختلف القضايا، وفى القلب منها القضية الفلسطينية التى تحظى بمركزيتها فى أجندة السياسة الخارجية المصرية.
المصدر: وكالات