تبدأ كييف وموسكو اليوم الاثنين المفاوضات حول امدادات الغاز الروسي للتوصل لاتفاق يجنب اوكرانيا انقطاع الامدادات الروسية.
ومن المقرر ان تعقد بعد ظهر الاثنين في بروكسل محادثات حول مسألة الغاز الشائكة يشارك فيها كل من المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة جونتر اوتينجر ووزيري الطاقة الروسي والاوكراني ورئيسا شركتي جازبروم الروسية ونفتوجاز الاوكرانية.
وفي حال لم يتم التوصل الى اتفاق فان امدادات الغاز الروسي لاوكرانيا قد تنقطع اعتبارا من الاربعاء، مما سيؤثر ايضا على تلك التي تصل عبر اوكرانيا الى اوروبا.
وبموازاة المفاوضات مع موسكو حول مسألة الغاز، اطلق الرئيس الاوكراني الجديد بيترو بوروشنكو الاحد مفاوضات غير مسبوقة مع روسيا لوقف التمرد المسلح في الشرق الاوكراني الموالي لروسيا.
وتم الاتفاق على هذه المحادثات خلال اللقاء السريع الذي عقد الجمعة بين الرئيس الاوكراني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش الاحتفالات بالذكرى السبعين لانزال النورماندي في شمال فرنسا.
وستعقد هذه المحادثات في كييف للمرة الاولى منذ نشوب الازمة بين روسيا من جهة والدول الغربية التي تدعم حكومة كييف من جهة ثانية.
وقال بوروشنكو في بيان نشر على موقعه الرسمي في ختام اول لقاء “يجب ان ننهي القتال هذا الاسبوع، بالنسبة الي فانه من غير المقبول ان يموت الناس كل يوم وان تدفع اوكرانيا مثل هذا الثمن الباهظ كل يوم”.
واضاف انه لتحقيق ذلك “يجب استعادة الحدود الاوكرانية لضمان سلامة كل مواطن اوكراني”.
وجمعت هذه المحادثات الثلاثية السفير الروسي في اوكرانيا ميخائيل زورابوف والسفير الاوكراني في المانيا بافلو كليمكين وممثلة منظمة الامن والتعاون في اوروبا هيدي تاغليافيني.
وستتواصل هذه الاجتماعات يوميا لوضع خطة انهاء القتال في شرق البلاد بحسب ما اوضح بيان الرئاسة الاوكرانية.
واوقعت المعارك بين القوات الاوكرانية ومن اسمتهم بالمتمردين في شرق البلاد الموالين لروسيا اكثر من 200 قتيل.
ويسيطر الانفصاليون الموالون للروس على دونيتسك ولوجانسك في حوض دونباس المنجمي حيث الثقل الصناعي للبلاد، كما باتوا يسيطرون منذ ايام عدة على قسم من الحدود مع روسيا.
ومن اولويات عمل الرئيس الاوكراني الجديد انهاء المعارك في شرق البلاد وصون وحدة البلاد.
كما سيتوجب عليه تكثيف المفاوضات مع موسكو لتجنب انقطاع الغاز الروسي عن البلاد وعن اوروبا.
ومن المقرر ان تعقد محادثات حول الديون المتوجبة لموسكو على كييف من متاخرات اسعار الغاز غير المسددة الاثنين في بروكسل بوساطة من الاتحاد الاوروبي.
وعلى الارض شن المتمردون هجوما على مطار لوجانسك الدولي عاصمة احدى المنطقتين الانفصاليتين في محاولة لتدمير المبنى الذي يمد المطار بالكهرباء.
وشهد مطار دونيتسك الدولي معارك ضارية نهاية مايو قتل خلالها عشرات المتمردين معظمهم يحملون الجنسية الروسية واستعادت القوات الاوكرانية السيطرة على المطار الذي سقط لفترة قصيرة بايدي الانفصاليين.
ويأمل الاوكرانيون والغربيون في نزع فتيل الازمة غير المسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة، بعدما نصب السبت هذا الملياردير الموالي للغرب البالغ ال48 من العمر والذي تعهد الحفاظ على وحدة البلاد ومد اليد للشرق المتمرد.
واعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت عن “ثقته” بفرص التهدئة بعد لقاء مقتضب الجمعة بين بوروشنكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش الاحتفالات في الذكرى السبعين لانزال الحلفاء في النورماندي.
وقال كيري “لا يزال هناك الكثير لنقوم به لكن النهج الذي رسمه الرئيس بوروشنكو سيؤدي الى ازالة فتيل الازمة. آن الاوان ليطلق بوتين حوارا مباشرا مع الرئيس بوروشنكو ويوقف تدفق الاسلحة ويتخذ تدابير جديرة بانهاء عنف الانفصاليين الروس في شرق اوكرانيا”.
وتعهد بوروشنكو السبت في “رسالة سلام” موجهة بالروسية الى سكان المنطقة الصناعية في دونباس التي يسيطر المتمردون على القسم الاكبر منها، بتطبيق لا مركزية وضمان استخدام اللغة الروسية بحرية.
ورفض اي “تسوية” مع روسيا حول التوجه الاوروبي لبلاده وانتماء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس، الى اوكرانيا.
وبوروشنكو الذي انتخب رئيسا في 25 مايو بحصوله على 54,7% من الاصوات ورحب الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي بتنصيبه، يخلف فيكتور يانوكوفيتش الذي اقيل في فبراير ولجأ الى روسيا بعد حمام دم في ساحة ميدان في كييف بعد ثلاثة اشهر من حركة احتجاج موالية لاوروبا.
المصدر: أ ف ب