رئيس النواب فى ختام دور الانعقاد الخامس: جسدنا صوت الأمة وكنا حارسا أمينا على مصالحها

أكد رئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفى جبالى، اليوم الثلاثاء، أن المجلس خلال دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعى الثاني لم يكن مجرد قاعةٍ للتداول، بل كان صوتًا حيا للأمة المصرية، وضميرًا يقظًا لها، وحارسًا أمينًا على مصالحها وآمالها وتطلعاتها، مشددًا على أن مجلس النواب تصدى بعزيمة صادقة لحزمة من مشروعات القوانين شديدة الحساسية واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن، وصون حقوق المواطنين، وتعزيز دولة الدستور والقانون.
جاء ذلك خلال كلمة المستشار الدكتور حنفي جبالي خلال الجلسة العامة اليوم، وفي ختام دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الثاني.
وقال رئيس مجلس النواب، في كلمته، “في لحظة تختلط فيها المشاعر النبيلة بالعزائم الصادقة، وتتجلى فيها أسمى معاني المسؤولية الممزوجة بالفخر، نصل اليوم إلى محطة ختامية في مسيرة عامٍ حافل بالعطاء والعمل الوطني الدؤوب، نُسدل الستار على أعمال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب، هذا الصرح الدستوري الشامخ، الذي لم يكن يومًا مجرد قاعةٍ للتداول، بل كان صوتًا حيًا للأمة المصرية، وضميرًا يقظًا لها، وحارسًا أمينًا على مصالحها وآمالها وتطلعاتها”.
وأضاف “لقد مضى مجلسكم الموقر، على مدار أدوار الانعقاد المنقضية، مجسدًا قيم الوطنية الحقة، حاملًا أمانة التشريع والرقابة بكل إخلاصٍ واقتدار، مستلهمًا من تاريخ الوطن دروس التضحية، ومن حاضره روح الإصرار والمثابرة، لم يكن طريقنا مفروشًا بالورود، بل كان مملوءًا بالتحديات، تزاحمت فيه الملفات، وتشابكت فيه الأولويات، ونحسب أننا كنا على قدر ثقة الشعب، وعلى قدر اليمين الدستورية”.
وتابع “لقد حرصنا كل الحرص أن نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب والتيارات السياسية داخل المجلس، مؤمنين بأن التنوع السياسي مصدر قوة لا سبب ضعف، فلم نغلق بابا في وجه المعارضة، بل سعينا جاهدين إلى إعلاء صوت الحوار والتوافق، نعمل بروح الفريق الواحد، ونتجاوز العقبات بوحدة الصف وتغليب المصلحة الوطنية، وانتهز هذه الفرصة كي أتقدم بالشكر والتقدير للمعارضة الوطنية داخل مجلس النواب؛ التي أدت دورها بمسؤولية، فكانت صوتًا نقديًّا موضوعيًّا، غايته الإصلاح من أجل ازدهار الوطن وتقدمه”.
وأوضح قائلا “قد حاولنا قدر المستطاع خلق مزيد من مساحات التوافق مع الحكومة حول مشروعات القوانين، دون أن نتخلى عن دورنا الرقابي والتشريعي، لقد تصدى مجلسكم الموقر بعزيمة صادقة لحزمة من مشروعات القوانين شديدة الحساسية؛ واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن، وصون حقوق المواطنين على حد سواء، وتعزيز دولة الدستور والقانون”.
وقال رئيس مجلس النواب “من تحت قبة المجلس؛ أُعرب عن خالص التقدير والامتنان للحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي قاد بكل إخلاص منظومة العمل التنفيذي، لقد لمسنا من الحكومة تعاونًا صادقًا، وقنوات اتصال فاعلة، أتاحت نقاشًا جادًّا ومثمرًا، وعكست حرصًا مشتركًا على تحقيق التكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأخص بالشكر المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، الذي كان ركيزة للتفاهم، وعنوانًا للجدية في تعزيز أواصر التعاون بين المجلس وأعضاء الحكومة”.
واستطرد قائلا “لقد شهدت أدوار الانعقاد الخمسة الماضية، تعاونًا مثمرًا وبنّاءً بين مجلسي النواب والشيوخ، واسمحوا لي أن أشيد بدور مجلس الشيوخ وعلى رأسه المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المجلس في إثراء العملية التشريعية”.
وتابع رئيس مجلس النواب “في مقام الوفاء والعرفان؛ أتقدم بخالص الشكر والتقدير لوكيلي المجلس على دورهما البارز في تعزيز أداء المجلس وخدمة القضايا الوطنية، كما أتقدم بخالص الشكر لحزب الأغلبية وممثله النائب عبد الهادي القصبي، الذي اضطلع بدور محوري في تنسيق الجهود، وتعزيز التفاهم تحت قبة هذا المجلس، وأُثني بكل فخر على النواب ممثلي الهيئات البرلمانية كافة، والزملاء من النواب المستقلين والمعارضة الذين أثروا جميعا النقاش البرلماني بالتنوع والتعدد، فكانوا شركاء أساسيين في صناعة مخرجات المجلس تشريعية كانت أو رقابية، وأتقدم بجزيل الشكر وعظيم الثناء إلى رؤساء اللجان النوعية وأعضاء مكاتبها، لما قدموه من جهد علمي وعملي جاد، أسهم في بلورة التشريعات وصياغة السياسات، كما أشيد بكل فخر بنائبات المجلس الفضليات، اللائي أثبتن جدارة واقتدارًا، وشكّلن صورة مشرفة للمرأة المصرية القادرة على العطاء في كل موقع ومسؤولية، ويسعدني أن أتقدم بتحية تقدير واعتزاز لشباب المجلس من السيدات والسادة الأعضاء، أولئك الذين حملوا طموحات جيل جديد، وعبّروا عن رؤى واعدة، فكانوا صوت المستقبل، وروح التجديد داخل المجلس”.
وأضاف رئيس المجلس “كل الشكر والتقدير للمستشار أحمد مناع الأمين العام، الذي أدار منظومة العمل داخل الأمانة العامة للمجلس بكل حكمة، فكان عنوانًا للانضباط، ونموذجًا للقيادة الرشيدة والتنظيم الراقي، كما أتقدم بكل الامتنان لجميع العاملين بالأمانة العامة لمجلس النواب، الذين كانوا بحق جنود المنظومة البرلمانية المخلصين، وجزءًا أصيلًا من منظومة النجاح، وركنًا راسخًا في مسيرة الإنجاز، يستحقون عليه منا كل الإشادة والتقدير والعرفان”.
وأتقدم بخالص الشكر والعرفان، للمستشار محمد عبد العليم كفافي المستشار القانوني لرئيس المجلس، الذي أضاء بنور الدستور والقانون مسارات العمل البرلماني، فكان سندًا قانونيًا، ودعامة أساسية في صون الإجراءات وصياغة القرارات البرلمانية، والشكر موصول أيضا لمستشاري الأمانة العامة، فهم شباب واعد وبحق، قدموا نموذجا فريداً في العمل القانوني بكل إخلاص وتفان.
كما تابع قائلا “لا نغفل أبدا؛ عن توجيه التحية والتقدير لأجهزة الإعلام والصحافة والمحررين البرلمانيين، الذين نقلوا إلى الرأي العام صورة دقيقة عن أعمال المجلس، بحرفية ومهنية، وبكل إخلاص وشفافية، كما نشكر ضباط وأفراد الإدارة العامة لشرطة مجلسي النواب والشيوخ، الذين قاموا بدورهم، بكل إخلاص، وسهّلوا انعقاد جلسات المجلس في أمن وأمان”.
وفي سياق الكلمة، قال رئيس مجلس النواب “هناك كلمات ظلّت تجول في خاطري، خلال الفترة الماضية، تُلحّ على ضميري، وتطرق أبواب الصمت في داخلي، وقد عزمت اليوم أن أقولها للتاريخ، وأتلوها على مسامعكم ومسامع الشعب المصري العظيم، هي كلمات وفاء بكل صدق للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا القائد الذي اختار طريق العمل في صمت، والإخلاص في أداء الواجب، والتجرد في خدمة الوطن، ولم يطلب يوما جزاءً ولا شكورًا”، وأضاف “لقد قدم سيادته نموذجًا فريدًا واستثنائيًا في القيادة الراسخة، في وقت عصفت بالوطن التحديات، وتلاحقت حوله الأزمات إقليميًا ودوليا، وحيكت ضده المؤامرات من أطراف لا تريد لهذا البلد استقرارا، وأحيانًا يبدو وكأنه يواجه أمواج التحديات وحده، ورغم ذلك، تصدى فخامته بعزم واقتدار؛ وواجه المتغيرات بعقلٍ يقظ ورؤية ثاقبة، فكان كما عهدناه دومًا: صوت العقل في زمن الفوضى، ورمز الثبات في وجه الرياح العاتية، وسند الدولة في ساعات الاختبار”.
وأكد “أقولها اليوم بكل يقين، ومن أعماق ضمير وطني لا يجامل في الحق: هذا قدَرُ الأوفياء، أن يحملوا أوطانهم فوق أكتافهم في اللحظات الفارقة حتى يصلوا به إلى بر الأمان، والتاريخ يكون شاهدًا لهم لا عليهم، وستظل الأجيال القادمة، تحمل في قلوبها لكم عظيم التقدير، وفي ذاكرتها جل معاني الوفاء، عرفانًا بما قدمتموه من جهود بعزيمة لم تُكسر، وإيمان لم يتزحزح؛ من أجل بناء دولة عصرية قوية، لا يسعنا في هذا المقام؛ إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر، وأصدق عبارات التقدير والامتنان، إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعين المولى عز وجل أن يسدد على طريق الحق والخير خطاه”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)