خلال مؤتمر صحفي مشترك .. الرئيس السيسي يؤكد أهمية إحداث نقلة نوعية وانطلاقة في العلاقات مع أذربيجان في مختلف المجالات

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتمام مصر باستمرار تعزيز العلاقات بين مصر وأذربيجان وتطويرها؛ بما يحقق نقلة نوعية في مستوى وعمق التعاون بين الجانبين، وبتوطيد أطر التعاون الثنائي وأواصر الحوار السياسي؛ بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين، فضلاً عن الدفع قدماً بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات والاقتصادية والتجارية والثقافية ذات الاهتمام المشترك، والبناء على ما تم تدشينه من تقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية.
وشدد الرئيس السيسي – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف اليوم /السبت/ – على أهمية تنشيط التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان؛ ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المشتركة؛ ويتسق مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير؛ وهو الأمر الذي سيكون محل بحث معمق من الجانبين خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة المقرر عقدها في القاهرة العام القادم ٢٠٢٤.
وأبدى الرئيس السيسي ثقته في أن تمثل زيارته لأذربيجان؛ نقطة انطلاق حقيقية؛ بما نتج عنها من زخم سياسي، وما شهدته من تفاهم على مستوى القمة؛ لتعزيز العلاقات المصرية الأذرية في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه استعرض، خلال زيارته إلى العاصمة الأذرية (باكو)، تميز مصر في عدد من القطاعات الصناعية الواعدة التي تمثل أهمية كبرى للجانب الأذري، والتي يمكن العمل على تنمية التعاون فيها، مثل قطاعات الصناعات الدوائية الذي تمتلك فيه مصر قدرة إنتاجية وتصديرية تنافسية، ومن ثم ضرورة إيلاء التعاون بين مصر وأذربيجان في هذا المجال اهتماماً خاصاً.
وأضاف الرئيس السيسي – خلال المؤتمر الصحفي بأذربيجان – أنه عرض أيضا الطفرة الكبرى التي تشهدها مصر في مجال البنية التحتية وقطاع التشييد والبناء والخبرة التي حازتها الشركات المصرية في هذه المجالات على مدار السنوات التسع الماضية، كما أكد استعداد مصر للتعاون مع الجانب الأذري في هذه المجالات لنقل الخبرات وتنفيذ المشروعات المشتركة في أذربيجان للمساهمة في النقلة الحضارية المتميزة التي تشهدها.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه استعرض – خلال مباحثاته مع رئيس أذربيجان إلهام علييف – الجهود التي تبذلها مصر؛ لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها للنهوض بالاقتصاد الوطني، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما توفره من مزايا للمستثمر الأجنبي ونفاذ لمنتجاته إلى عدد كبير من أسواق الدول المجاورة العربية والأفريقية عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية المبرمة بين مصر وهذه الدول.
ونقل الرئيس السيسي للجانب الأذربي ترحيبه باستئناف تسيير رحلات الطيران بين باكو وشرم الشيخ، مع إمكانية النظر في تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة وباكو؛ الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز التعاون والتبادل السياحي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.
وقال إنه تطرق – خلال مباحثاته مع الرئيس إلهام علييف – إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو جنوب القوقاز، حيث جرى تأكيد أهمية الحوار والتفاوض وتغليب صوت العقل والحكمة؛ أخذاً في الاعتبار أن القوة العسكرية وحدها لم تكن أبداً كافية لتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل، وأنه لا بد من التفاوض لاستكمال مسار السلام، وتحقيق واقع أفضل وحياة كريمة للشعوب، لاسيما في المرحلة الراهنة التي تتكبد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد الاقتصادي؛ إذ أنه لم يكد العالم يستفيق من أزمة جائحة كورونا، حتى خيمت الأزمة الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تداعيات اقتصادية، على مختلف القطاعات الحيوية في العالم، سواء الأمن الغذائي، والطاقة، فضلاً عن حركة الملاحة البحرية والقطاعات المصرفية، وكذا قطاع السياحة.
وكان الرئيس السيسي قد استهل كلمته في المؤتمر الصحفي بالإعراب عن سعادته بتواجده في العاصمة باكو، وتشرفه بأن يكون أول رئيس لمصر يزور أذربيجان، وذلك منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت مرور ثلاثين عاماً على إنشائها خلال العام الماضي (2022).
وأبدى الرئيس إعجابه الشديد بالتقدم الحضاري والعمراني للعاصمة باكو، والذي يعكس مدى الجدية والجهد الذي بذلته الحكومة والشعب الأذري الصديق لتحقيق هذه الصورة المشرفة لعاصمة متحضرة ومتطورة، وأتمنى لبلدكم الصديق مزيداً من التطور والرخاء.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير للرئيس إلهام علييف، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسه منذ أن وطأت أقدامه أرض أذربيجان الصديقة، حيث جرى عقد المباحثات بين الرئيسين في مناخ ودي ساده روح التفاهم والتعاون.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية أذربيجان
فخامة الرئيس/ إلهام علييف
رئيس جمهورية أذربيجان،
السادة الوزراء،
السيدات والسادة الحضور،
بداية أود أن أعرب عن سعادتي بتواجدي اليوم في العاصمة باكو وتشرفي بأن أكون أول رئيس لمصر يزور أذربيجان، وذلك منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت مرور ثلاثين عاماً على إنشائها خلال العام الماضي ۲۰۲۲.
ويطيب لي أن أعرب عن إعجابي الشديد بالتقدم الحضاري والعمراني للعاصمة باكو، والذي يعكس مدى الجدية والجهد الذي بذلته الحكومة والشعب الأذري الصديق لتحقيق هذه الصورة المشرفة لعاصمة متحضرة ومتطورة، وأتمنى لبلدكم الصديق مزيداً من التطور والرخاء.
ولا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس إلهام علييف على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا أرض بلدكم الصديق، حيث تم عقد المباحثات بيننا في مناخ ودي سادته روح التفاهم والتعاون، وحرصت على تأكيد اهتمام مصر باستمرار تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بما يحقق نقلة نوعية في مستوى وعمق التعاون بين الجانبين، وبتوطيد أطر التعاون الثنائي وأواصر الحوار السياسي بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين، فضلاً عن الدفع قدماً بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات والاقتصادية والتجارية والثقافية ذات الاهتمام المشترك، والبناء على ما تم تدشينه من تقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية.
ولقد أكدت أيضاً خلال هذه المباحثات على أهمية تنشيط التبادل التجاري بين البلدين ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المشتركة، ويتسق مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير، وهو الأمر الذي سيكون محل بحث معمق من الجانبين خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة المقرر عقدها في القاهرة العام القادم ٢٠٢٤.
تم كذلك استعراض تميز مصر في عدد من القطاعات الصناعية الواعدة التي تمثل أهمية كبرى للجانب الأذري والتي يمكن العمل على تنمية التعاون فيها، مثل قطاعات الصناعات الدوائية الذي تمتلك فيه مصر قدرة إنتاجية وتصديرية تنافسية، ومن ثم ضرورة إيلاء التعاون بين مصر وأذربيجان في هذا المجال اهتماماً خاصاً.
كما استعرضت من جانبي الطفرة الكبرى التي تشهدها مصر في مجال البنية التحتية وقطاع التشييد والبناء والخبرة التي حازتها الشركات المصرية في هذه المجالات على مدار السنوات التسع الماضية، مع تأكيد استعدادنا للتعاون مع الجانب الأذري في هذه المجالات لنقل الخبرات وتنفيذ المشروعات المشتركة في أذربيجان للمساهمة في النقلة الحضارية المتميزة التي تشهدها.
كما تم خلال المباحثات استعراض الجهود التي تبذلها مصر لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها للنهوض بالاقتصاد الوطني، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما توفره من مزايا للمستثمر الأجنبي ونفاذ لمنتجاته إلى عدد كبير من أسواق الدول المجاورة العربية والأفريقية عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية المبرمة بين مصر وهذه الدول.
وقد رحبنا باستئناف تسيير رحلات الطيران بين باكو وشرم الشيخ، مع إمكانية النظر في تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة وباكو، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز التعاون والتبادل السياحي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.
وتم أيضاً خلال مباحثاتي مع فخامة الرئيس إلهام علييف التطرق إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو جنوب القوقاز، حيث تم تأكيد أهمية الحوار والتفاوض وتغليب صوت العقل والحكمة، أخذاً في الاعتبار أن القوة العسكرية وحدها لم تكن أبداً كافية لتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل، وأنه لا بد من التفاوض لاستكمال مسار السلام، وتحقيق واقع أفضل وحياة كريمة للشعوب، لاسيما في المرحلة الراهنة التي تتكبد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد الاقتصادي؛ إذ أنه لم يكد العالم يستفيق من أزمة جائحة كورونا، حتى خيمت الأزمة الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تداعيات اقتصادية، على مختلف القطاعات الحيوية في العالم، سواء الأمن الغذائي، والطاقة، فضلاً عن حركة الملاحة البحرية والقطاعات المصرفية، وكذا قطاع السياحة.
السيدات والسادة الحضور،
مرة أخرى، أرجو لفخامة الرئيس “إلهام علييف” كل التوفيق والسداد في قيادته لدولة أذربيجان الصديقة وشعبها المضياف، وإنني على ثقة في أن هذه الزيارة ستمثل نقطة انطلاق حقيقية بما نتج عنها من زخم سياسي، وما شهدته من تفاهم على مستوى القمة، لتعزيز العلاقات المصرية الأذرية في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري. وأتمنى في الختام لدولة أذربيجان وشعبها الصديق كل التوفيق والتقدم والازدهار.
شكرا لكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر : الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة