بثّ التليفزيون الأردني مساء الثلاثاء اعترافات المتورطين في المخطط الإرهابي الإخواني ضد المملكة وأمنها.
وعرض التليفزيون الرسمي اعترافات لـ8 متهمين، هم المتهمون الرئيسيون الثلاثة في قضية تصنيع الصواريخ، والمتهم الرئيس في قضية التجنيد الأولى، والمتهمان الرئيسيان في قضية التجنيد الثانية، ومتهمين اثنين، في قضية تصينع الطائرات دون طيار، وفق وكالة الأنباء الأردنية.
واعترف المتهم في قضية تصنيع الصواريخ عبدالله هشام أحمد عبد الرحمن، بأن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، بدأت في 2002 حينما كان بالمدارس والمساجد. وأقر بأن شخصاً من جماعة الإخوان المسلمين يدعي إبراهيم، هو إبراهيم محمد الذي يحاكم أمام محكمة أمن الدولة، طرح عليه إنتاج صواريخ في الأردن في 2021، بحيث يتولى المتهم عبدالله العمل على إنشاء الهياكل المعدنية.
وأفاد بأنه وافق على العرض، وان إبراهيم طلب منه أن يُزكي شخصاً آخر لمساعدته فاختار قريباً له اسمه معاذ الغانم، وبعدها طلب إبراهيم منهما السفر إلى لبنان حيث التقيا بمسؤول تنظيمي هناك، كان يدير الملف بأكمله.
وأشار المتهم أنه والمتهم معاذ خضعا لفحص أمني عند زيارتهما بيروت، فحص الكذب، قبل أن يُطلب منهما بعد ذلك العودة إلى الأردن، بعد إعلام إبراهيم بالتفاصيل، والذي عاد وطلب منه بعد فترة من الزمن زيارة لبنان مرة ثانية، وغادرا بالفعل (عبدالله ومعاذ) إذ ألتقيا بالمسؤول التنظيمي، وتلقيا تدريبات على الخراطة اليدوية الفنية.
وبين المتهم أنهما كانا يستقبلان في بيروت، وينقلان إى مخرطة، بداخلها مخارط يدوية وفنيون وأخضعوهما لدورة للعمل على الآلات، بالإضافة إلى إنتاج أدوات تشبه ما سينتجونه في الأردن.
واعترف المتهم باستئجار مستودع في المملكة لتأمين المواد والمعدات البسيطة الموجودة في البلد، فيما كان إبراهيم يؤمن الأموال ومنها ثمن الآلات، مضيفاً أن بعض الأموال كان يؤمنها خاله محسن الغانم، من إحدى الدول التي يتردد إليها.
وأشار المتهم إلى استعان بخاله لاستيراد الآلات إلى مستودع في الزرقاء لمحاولة إنتاج قطع أو أجزاء من الصواريخ أو هيكل الصاروخ.
وأكد المتهم أنه قد اشترى أرضاً في منطقة النقيرة لإقامة مستودع، وأنه أبلغ أبو أحمد المسؤول التنظيمي “إذا مشى الشغل خلينا ننتقل ونوسع هذا المستودع بحيث ننتقل إليه ليكون أكثر أماناً ولنتخلص من بعض المشاكل الفنية في المستودع القديم فوافق”.
وأشار إلى أنه جرى إنشاء مستودع النقيرة وهو عبارة عن تسوية مكشوفة (السطح وسطح مسقوف) وقد قام تقسيمها لجزءين؛ جزء خارجي مكشوف وجزء داخلي فيه باب مموه أو بابان، واصفاً إياها بأنها “أبواب حديدية لكن بدل تصفيحها مثلاً في الحديد، قمنا بصبها خرسانة بحيث تكون مكملة لشكل المبنى”.
أما المتهم معاذ عبدالحكيم حسن الغانم، فقال إن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، بدأت في 2010 عندما كان في الجامعة، وأنه لا يزال عضواً في أسرة إخوانية بمنطقة شفا بدران.
وأضاف أنه في منتصف2021 عرض عليه المتهم عبدالله هشام،ابن عمته، الذهاب إلى لبنان، وذهبا معاً إلى هناك وتعرفا على شخص اسمه أبو أحمد،المسؤول التنظيمي، وعرض عليهما فكرة تصنيع هياكل الصواريخ في الأردن.
وتابع المتهم الغانم أنه في منتصف 2022 عاد مجددا رفقة المتهم عبدالله إلى لبنان وقابلا المسؤول التنظيمي مرة ثانية، للاطلاع على عمل ورشة تضم مخارط، لتعلم حول كيفية عملها، ثم “رجعنا إلى الأردن وفي هذه الأثناء عرفت أن هنالك شخصاً اسمه إبراهيم أحد أعضاء “لإخوان المسلمين يعرف عن نشاطنا ويديره مع عبدالله”.
وقال إنه في نهاية 2022 وبداية 2023 جاءه المتهم عبدالله وأبلغه بأنه اشترى الآلات ووضعها في مستودع بمدينة الزرقاء، وتابع المتهم “ذهبت واطلعت عليهما، وبعدها ترددت إلى المكان لترتيبه وإعادة تذكر ما تعلمناه في لبنان”.
وبين المتهم معاذ أنه في نفس الفترة عام 2023 كانت لدى عبدالله فكرة عمل مستودع منفصل في منطقة النقيرة، وفعلاً اشترى الأرض وبدأ اجراءات التصميم والبناء، وظلت تقريبا لمنتصف عام 2023، وأضاف “وبعد أن جهز المستودع قمت مع عبدالله بشراء المواسير ونقلناها إلى مستودع النقيرة، وقمت بأكثر من زيارة لبعض أعمال الصيانة والكهرباء والأمور الصحية.
من جهته قال المتهم محسن حسن محمد الغانم: “أنا عضو في أسرة إخوانية 1994، وأنا عضو الآن في أسرة لشعبة وسط الزرقاء”.
وحول علاقته بالمتهم عبدالله هشام، بين المتهم الغانم أنه في 2022 جاء إليه وطلب منه نقل أموال إليه من إحدى الدول، وتابع أنه استفسر منه عن سبب ذلك، فأبلغه أن لديه مشروعاً سرياً يعمل عليه.
وبين المتهم الغانم أنه فعلاً ذهب إلى تلك الدولة، والتقى بشخص تبين أن اسمه إبراهيم، وأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وأعطاه 20 ألف دولار ثم عاد إلى الأردن وسلم المبلغ إلى عبدالله.
وأضاف أنه وبعد عدة أشهر رجع إليه المتهم عبدالله وطلب منه استيراد آلات من الصين، مبيناً أنه استفسر منه عنها فأجابه بأنها آلات خراطة، فانتابه الشك وسأله عن أغراضها فتبين له أن عبدالله يعمل على مشروع لنموذج صاروخ أو هيكل صاروخ.
وزاد المتهم محسن أنه بعد عدة أشهر عاد المتهم عبدالله مجدداً وطلب منه مبلغاً صغيراً من ذات الدولة، إذ التقى بشخص مجهول أعطاه 7 آلاف دولار، ورجع إلى الأردن وسلمها إلى عبدالله، وبعد عدة أشهر أيضاً رجع وقال له إن هنالك 10 آلاف دولار، وسلمها له بالأردن.
وفي قضية التجنيد الأولى، اعترف المتهم خضر عبدالعزيز بنشاطاته غير المشروعة داخل المملكة، وقال إنه انتسب لجماعة الإخوان المسلمين، منذ 1975 بعد مرحلة التوجيهي.
وبين المتهم أنه يعمل حالياً رئيساً للمكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين، الذي يتشكل من شعب إخوان الزرقاء إضافة إلى حزب جبهة العمل الإسلامي.
والمتهم عبد العزيز الذي كان عضواً في مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين مرتين حسب اعترافاته التي كشفت تجنيد شباب من الجماعة عبر عقد دورات متقدمة وصفها بـ”الفكرية” و”بعض الدروس الأمنية”.
وأقرّ المتهم عبد العزيز بأنه لا يُبرئ نفسه من الخطأ الذي وقع فيه بعد تورطه في نشاطات غير مشروعة.
وفي قضية التجنيد الثانية، اعترف المتهم مروان الحوامدة، بتجنيد متهم آخر يدعى أنس أبو عواد، وقال إنه انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، منذ نحو 13 عاماً، وهو الآن نقيب أسرة.
وأفاد المتهم الحوامدة بأن أحدهم عرض عليه تعريفه بآخر في إحدى الدول يرغب في لقائه، مبيناً أنه سافر إلى هناك بعد ترتيب موعد له، وأوضح المتهم أنه التقى في تلك الدولة بشاب مصري ومكث عنده لعقد لقاءات لنحو 3 أيام، حيث طُلب منه تجنيد شباب فوافق على ذلك واتصل بالمتهم أنس أبو عواد داعياً إياه لزيارته إلى تلك الدولة والذي جاء بدوره بعد يومين.
من جهته، اعترف المتهم أنس أبو عواد بأن المتهم مروان الحوامدة “نقيب أسرته” داخل جماعة الإخوان المسلمين، والتي انتسب إليها منذ 2010 .
وأوضح أبو عواد أن المتهم الحوامدة عرض عليه تجنيد شباب داخل الأردن، وقد اتصل به لهذه الغايات بعد أن سافر الحوامدة إلى إحدى الدول، إذ لبى أبو عواد دعوته والتحق به غداة الاتصال به، مُزوَّداً بعنوان مكان اللقاء بينهم.
وقال المتهم أبو عواد إنه طُلب منه خلال لقائه بأشخاص لتجنيد شباب داخل المملكة، وزودوه بعد الموافقة بهاتف مشفر للتواصل بينهم عبر تطبيق تلغرام، وحددوا آلية التواصل بينهم والأماكن التي سيلتقون بها.
وفي قضية الطائرات دون طيار، نُشرت اعترافات عنصرين متهمين فيها، هما علي قاسم وعبدالعزيز هارون، إذ أكد المتهم قاسم أنه قرر وشابان آخران هما المتهمان أحمد خليفة، وعبدالله الهدار في أواخر 2023، صناعة طائرات دون طيار، وقرروا حينها التواصل مع المتهم عبد العزيز هارون، لأنه مهندس طيران.
وبين المتهم قاسم أنهم اجتمعوا الأربعة لأكثر من مرة وأسندوا مهمة الحصول على هيكل الطائرة أو شكلها الخارجي عن طريق المتهم عبد العزيز هارون لأنه درس هندسة طيران، فيما كُلف المتهم أحمد خليفة بالدارة الكهربائية وببرمجتها.
وبين المتهم عبدالعزيز أن المتهم أحمد خليفة طرح عليهم فكرة طائرة “الجلايدرز”، كاشفاً تجربتها داخل مزرعة، وعندها أبلغ المتهم عبدالعزيز المجموعة بأن من الممكن التعاون لتصنيع الطائرة بعد بعض التعديلات اللازمة عليها.
المصدر: وكالات