الشعاب المرجانية دورها أساسي جداً في بنية البيئة البحرية ،وتأثيراتها أكثر من أساسيةفي بنية العالم البيئية برمتها ،فوجود هذة الشعاب في منطقة بحرية يجعلها تحتضن مالا حصر له ولا عد من أنواع الكائنات الحية وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً للغاية،فيكون أي تهديد للمرجان في حقيقته تهديداً لكل هذة الانواع ،والواقع المؤسف أن مرجان العالم كله أصبح في خطر ،والتصدي لهذا الخطر بات من أهم ما يشغل الجهات العلمية المختصة بالاحياء البحرية ،وقد أعلن واحد من أكبر معارض الاحياء المائية في العالم بدء تربية المرجان في المعمل لإجراء أبحاث وتجارب مهمة تهدف للحفاظ عليها .
يفيد معرض الأحياء المائية الأمريكي “نيو إنجلاند أكواريوم” بأنه يقوم بتربية مئات من النوع المرجاني المعروف بالاسم “مرجان نجمة الشمال” في معمل خاص يقوم على تكنولوجيا متطورة لتوفير بيئة اصطناعية لنموه (الصورة المصاحبة)وكان المعرض قد أحرز خبرة طويلة سابقة في الاحتفاظ بالمرجان في أحواض مائية لعرضه على الجمهور.
يؤكد “نيو إنجلاند أكواريوم”أن الشعاب المرجانية لازمة لحياة مانسبته 25% من عدد أنواع الكائنات البحرية ،وتضم هذة النسبة 10% من أنواع الأسماك التي يأكلها الناس ، وقد أصبحت تلك الأنواع في خطر بسبب تدهور موقف المرجان.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن الكيلو متر المربع الواحد من الشعاب تحقق للعالم وتبعاً لمنظمة “كونسر فايشن إنترناشيونال” العالمية لحماية البيئة الطبيعية ،فإن التلوث والمشروعات الشاطئية العمرانية والصيد الجائر والتغير المناخي وتزايد حموضة مياة البحار تتحالف جميعاً ضد المرجان،مما جعل 75% من شعاب العالم المرجانية مهدداً.
وتهدف تجارب تربية المرجان في “نيو إنجلاند أكواريوم” أساساً إلى دراسة الأمراض التي تصيب المرجان ،وإيجاد طرق لتشخيصها وعلاجها.
ومما يذكر أن معارض الأحياء المائية الكبرى في العالم أصبح لها دور متعاظم في الأبحاث والجهود الرامية إلى الحياة الطبيعية والحفاظ على البيئة في مختلف أنواع المياة.
مجدي غنيم :المحرر العلمي لقناة النيل للأخبار