دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فصل صحفيين من شبكة “سي إن إن” CNN الإخبارية وصحيفة “نيويورك تايمز” New York Times بسبب تقاريرهم عن تأثير الهجمات الأمريكية على إيران.
وكتب ترامب بأحرف كبيرة على منصته “تروث سوشيال”، الخميس، “يجب طرد صحفيي الأخبار المزيفة من سي إن إن ونيويورك تايمز، فوراً!!! أناس سيئون بنوايا شريرة”.
وسبق لـ”سي إن إن” CNN و”ذا تايمز” The Times و”واشنطن بوست” Washington Post أن أفادوا في وقت سابق من الأسبوع، أن قصف نهاية الأسبوع فشل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، مستشهدة بمسؤولين مطلعين على تقرير الاستخبارات العسكرية من وكالة استخبارات الدفاع “دي آي إيه” DIA التابعة للبنتاجون.
وسرعان ما انتقد ترامب التقارير الإعلامية ووصفها بأنها “أخبار مزيفة”، وأصر على أن برنامج إيران النووي قد تم إعاقته “لعقود أساسا”.
وأفادت صحيفة “ذا تايمز” The Times أن ترامب هددها برفع دعوى قضائية وطالب باعتذار.
واستشهدت الصحيفة بمحاميها ديفيد ماكرو، الذي رد في رسالة بأن “لا حاجة لسحب التقرير”. وأضاف ماكرو: “لن يكون هناك أي اعتذار. لقد قلنا الحقيقة قدر استطاعتنا، وسنواصل القيام بذلك”.
وانتقد ترامب بانتظام وسائل الإعلام الكبرى، واصفا إياها بـ “وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة”، واتخذ إجراءات صارمة ضد وسائل الإعلام التي تنتقد سياسات الحكومة.
وكان الرئيس الأمريكي صريحا بشكل خاص -مستخدما أحيانا لغة قوية- ردا على التقارير التي تشكك في روايته حول مدى الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية، والذي لا يزال غير واضح.
وأكد البيت الأبيض، الخميس، أن الضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية كانت ناجحة، مؤيدا تصريحات الرئيس ترامب ومهاجما وسائل الإعلام لتشكيكها في نتائج العملية.
وفجر الأحد، ضربت قاذفات أمريكية من طراز “بي-2” موقعين نوويين إيرانيين بقنابل خارقة للتحصينات من طراز “جي بي يو-57″، في حين أطلقت غواصة صواريخ توماهوك مجنّحة على موقع ثالث.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث للصحافيين في البنتاجون: “لقد هيأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب” التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، و”القضاء على القدرات النووية لإيران أو إزالتها أو تدميرها، اختاروا ما شئتم من كلمة”.
ووصف ترامب الضربات بأنها “نجاح عسكري باهر”، وقال مرارا إنها “دمرت” المواقع النووية.
وأكد الرئيس الأمريكي، الخميس، أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، من المواقع قبل الضربات الأمريكية.
وقال ترامب في منشور على منصته الاجتماعية “تروث سوشال”: “لم يتم إخراج شيء من المنشأة، إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتا طويلا، وسيكون خطيرا جدا، و(المواد) ثقيلة جدا ويصعب نقلها”.
لكن وسائل إعلام أميريكية كشفت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن تقييم أولي للاستخبارات الأمريكية جاء فيه أن الضربات لم تؤد إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، وانتقد هيجسيث هذه التقارير بشدة.
من جانبها، شنّت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، هجوما مباشرا على الصحافية في شبكة “سي إن إن” CNN ناتاشا برتراند التي نشرت محتوى التقرير الأولي، ووصفتها بأنها “مراسلة استغلها للأسف أشخاص لا يحبّون دونالد ترامب لنشر روايات كاذبة”.
وقالت ليفيت إن برتراند “يجب أن تشعر بالخجل”، مؤكدة أن الضربات الأمريكية ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية شكّلت “نجاحا كاملا” وكانت “واحدة من أنجح العمليات في تاريخ الولايات المتحدة”.
وكان وزير الدفاع صرح، الخميس، أنه “سواء كانت أخبارا كاذبة من “سي إن إن” CNN أو “إم إس إن بي سي” MSNBC أو “نيويورك تايمز” New York Times، فقد كانت هناك تغطية منحازة للتقييم الأولي”.
وأوضح هيجسيث أن الوثيقة “تم تسريبها لأن شخصا ما كانت لديه أجندة لمحاولة تعكير صفو الأوضاع وإظهار الأمر وكأن هذه الضربة التاريخية لم تكن ناجحة”.
كما انتقد ترامب التغطية الإعلامية لتقرير الاستخبارات.
ولم يجزم وزير الدفاع بأن الضربات أدت إلى تدمير اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي، لكنه نقل عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن المنشآت النووية دمرت، من دون أن يقدم تفاصيل كثيرة.
وقال بيت هيجسيث: “إذا كنت تريد أن تعرف ما يحدث في فوردو، فمن الأفضل أن تذهب إلى هناك وتحصل على مجرفة كبيرة، لأنه لا يوجد أحد تحت الأرض الآن”، في إشارة إلى الموقع النووي المقام في باطن جبل جنوب طهران.
ومن المسؤولين الذين استشهد بهم هيجسيث مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي جابارد التي قالت، الأربعاء، إن “منشآت إيران النووية قد دمّرت”.
وأشار أيضا إلى بيان صادر عن مدير الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي آي ايه) جون راتكليف جاء فيه أن “مجموعة من المعلومات الاستخباراتية القابلة للتصديق تشير إلى أن برنامج إيران النووي تضرر بشدة بفعل الضربات الأخيرة الموجّهة”.
وأشار راتكليف إلى مصدر معلومات “يمكن الاعتماد عليه من الناحية التاريخية ويتحلى بالدقّة”، أفاد بأن “عدة منشآت نووية إيرانية أساسية دمّرت ولا بدّ من بنائها من جديد على سنوات”.
وشنّت إسرائيل حملة جوية غير مسبوقة استهدفت مواقع نووية إيرانية وعلماء وقادة عسكريين في 13 يونيو في محاولة لإنهاء البرنامج النووي الذي تقول طهران إنه لأغراض مدنية فقط، لكن واشنطن وقوى أخرى تقول إن هدفه تطوير أسلحة ذرية.
وأمضى ترامب أسابيع في انتهاج مسار دبلوماسي لاستبدال الاتفاق النووي مع طهران الذي سحب منه بلاده خلال ولايته الأولى عام 2018، لكنه قرر في النهاية اتخاذ إجراء عسكري.
وكانت العملية الأمريكية ضخمة، إذ شاركت فيها أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات تزود بالوقود جوا، فضلا عن غواصة صواريخ موجهة.
المصدر : وكالات