انطلاق فعاليات القمة “العربية-الصينية”.. وولي العهد السعودي يشدد على ضرورة مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين الدول العربية وبكين

انطلقت فعاليات القمة “العربية – الصينية” للتعاون والتنمية، بالمملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وزعماء وقادة الدول العربية والخليجية والرئيس الصيني شي جين بينج.
وبدأت فعاليات القمة بقراءة آيات من الذكر الحكيم.
ومن جهته، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إن العلاقة التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية قائمة على التعاون والصداقة والاحترام المتبادل في كافة المجالات، حيث تولي الدول العربية أهمية قصوى لدعم مسيرة التطور والتنمية من أجل تطوير اقتصادياتها.
وأضاف بن سلمان، خلال انطلاق فعاليات القمة، أن انعقاد هذه القمة يؤسس لمرحلة جديدة من ارتقاء العلاقة بين الدول العربية والصين، وتعزيز الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك؛ من أجل تحقيق المستقبل الذي يطمح له الشعوب.
وشدد على ضرورة مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين الدول العربية والصين في إطارها الثنائي والمتعدد وتطوير التنسيق السياسي على الساحة الدولية تجاه القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف ولي العهد السعودي أن المملكة العربية السعودية تعمل على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم اليوم ودعم العمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة بما يسهم في تحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة.
وقال إن التحدي الذي يمثله التغير المناخي وإيجاد حلول أكثر استدامة وشمولية في إطار نهج متوازن، يسعى لتخفيف آثاره السلبية والمحافظة على مستويات نمو الاقتصاد العالمي، حيث نستهدف الوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون دون التأثير على نمو سلاسل الإمداد.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تثمن تعاون شراكاتها الدولية مع الدول العربية والصين في إطار مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مؤكدًا استعداد بلاده للتفاعل الإيجابي مع المبادرات التي تعزز العمل البيئي المشترك مع مراعاة المصالح التنموية للدول وتفاوت الامكانيات بينها في ظل تنامي حدة التحديات الدولية بما في ذلك الأمن الغذائي وأمن الطاقة.
وثمن دور الصين في طرح عدد من المبادرات القيمة ومن أهمها مبادرة أصدقاء التنمية العالمية التي تتوافق مع جوانب عديدة من أولويات المملكة تجاه دعم التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي.
وشدد ولي العهد السعودي على أن التنمية الإقليمية والدولية تتطلب جهودًا بيئية وسياسية واجتماعية مستقرة وآمنة، فضلاً عن تكثيف جهود المجتمع الدولي لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدًا استمرار المملكة في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ودعم الحلول السياسية والحوار لحل النزاعات الإقليمية والدولية.
وجدد تأكيد المملكة على وجود حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني، كما أعرب عن تقديره لموقف الصين الداعم لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأكد دعم المملكة للجهود الرامية لإنهاء الأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاثة، مشددًا على أهمية مضاعفة الجهود الرامية لإيجاد حلول سياسية لإنهاء الأزمة في كل من سوريا وليبيا وبما يكفل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
وجدد التأكيد على أهمية مواصلة التعاون العربي الصيني لتحقيق الأهداف المشتركة وتطلعات الشعوب والقيام بدور فعال على الساحة الدولية وأن تساهم هذه القمة في تحقيق آثار إيجابية مستهدفة في جميع المجالات على المستوى الإقليمي والدولي.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينج، في كلمته خلال القمة، عن سعادته بعقد القمة العربية الصينية الأولى، معتبرًا أياه حدثًا مفصليًا في تاريخ العلاقات “الصينية – العربية” نحو مستقبل أفضل.
وأضاف أن الصين والدول العربية يثقون ببعضهما البعض وتربطها مشاعر أخوية، وهناك تبادل ودعم ثابت في القضايا ذات المصالح الحيوية للشعوب، مشيرًا إلى أن الشركة الاستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل قوية لا تنقطع.
وأشار إلى أن التعاون الصيني العربي القائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، نموذج يحتذى به للتعاون بين الجانبين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، مضيفًا أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية تجاوز 300 مليار دولار بزيادة 1.5%، وبلغ الاستثمار المباشر المتبادل 27 مليار دولار بزيادة 2.6%، وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع في إطار التعاون في بناء الحزام والطريق الذي عاد بالخير على قرابة ملياري نسمة من السكان.
وأوضح الرئيس الصيني أن الشمول والاستفادة المتبادلة تتمثل في قيم الصداقة الصينية – العربية، مؤكدًا دعم بلاده للسلام والالتزام بالتعهدات والسعي وراء الحق، والمدافعة عن الأصالة في مواجهة صراع الحضارات، داعيًا للحوار بين الحضارات ومناهضة التمييز الحضاري والحفاظ على التنوع الحضاري في العالم.
وقال الرئيس الصيني “إنه في الوقت الراهن دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، وتشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات جديدة وعميقة، حيث باتت رغبة الشعوب العربية في السلام والتنمية أكثر إلحاحًا، واشتدت نداءاتها الداعية إلى الإنصاف والعدالة، لذلك وفي هذا السياق على الجانبين الصيني والعربي باعتبارهما شريكين استراتيجيين، تطوير روح الصداقة الصينية العربية وتعزيز تضامن وتعاون وبناء مستقبل مشترك أوثق بين الصين والدول العربية بما يعود بالمزيد من الفوائد على شعوب الجانبين ويساهم في قضية تقدم البشرية”.
وأضاف الرئيس الصيني، خلال كلمته، أن الجانب الصيني يدعم جهود الدول العربية لاستكشاف طرق التنموية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية والتحكم في مستقبلها ومصيرها.
وأكد حرص الجانب الصيني، على تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع الجانب العربي وتبادل الدعم الثابت في مساعي الجانب الآخر إلى الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة الأراضي والكرامة الوطنية، وعلى الجانبين التمسك سويًا بمبدأ عدم التدخل بالشئون الداخلية وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية والدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية.
وقال “علينا التركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون القائم على الكسب المشترك، وتعزيز الموائمة بين الاستراتيجيات التنموية وبناء الحزام والطريق بجودة عالية”، مشددًا على ضرورة تقوية التعاون التقليدي في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية وغيرها وتقوية أقطاب النمو الصاعدة مثل التنمية الخضراء منخفضة الكربون والسياحة والاستثمار وفتح آفاق جديدة في مجالات الطيران والفضاء والاقتصاد الرقمي والاستخدمات السلمية للطاقة النووية والتعامل الفعال مع التحديات الكبرى القائمة مثل أمن الغذاء والطاقة.
وأكد الرئيس الصيني، حرصه على العمل مع الجانب العربي على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وتدعيم التعاون الجنوب الجنوب؛ لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على سلام المنطقة وتحقيق الأمن المشترك.
وجدد الرئيس الصيني، دعمه للجانب العربي في إيجاد حلول للقضايا السياسية الساخنة والشائكة بحكمة عربية، وبناء منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط.
وحث الرئيس الصيني، المجتمع الدولي على احترام شعوب الشرق الأوسط باعتبارهم أسياد المنطقة، مرحبًا بمشاركة الجانب العربي في مبادرة الأمن العالمي، معربًا عن استعداده لمواصلة المساهمة بالحكمة الصينية في تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط.
وشدد على ضرورة تعزيز التبادل الحضاري وزيادة التفاهم والثقة المتبادلة وتوسيع نطاق تبادل الأفراد وتعميق التعاون الإنساني والثقافي وتبادل الخبرات في الإدارة.
وأكد الرئيس الصيني أنه من الضروري رفض الإسلاموفوبيا بشكل مشترك والتعاون في نزع التطرف ورفض ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه، ومن الضروري تكريس قيم البشرية المشتركة المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديموقراطية والحرية، وتنصيب قدوة للتواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات في العصر الجديد.
وقال “رأينا بارتياح أنه تم الاتفاق في هذه القمة على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد مع وضع الخطوط العريضة لخطط تعاون شامل بين الصين والدول العربية بغية تخطيط آفاق لتطور العلاقات بشكل مشترك كخطوة أولى لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتنفيذ الخطوط العريضة لخطط التعاون الشامل بين الصين والدول العربية”.
وأضاف أن الجانب الصيني يحرص على العمل مع الجانب العربي لتنفيذ الأعمال الثمانية المشتركة خلال السنوات الثلاثة إلى الخمسة القادمة التي تغطي المجالات الثمانية الآتية، تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن الجانب الصيني أفاد الجانب العربي بالمحتويات المفصلة للأعمال الثمانية المشتركة، وسيعمل مع الجانب العربي سويًا على تنفيذها في أسرع وقت ممكن وتحقيق حصاد مبكر.
وقال الرئيس الصيني “إن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتضع الضمير الأخلاقي للبشرية على المحك”، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن يستمر الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة، كما أن التطلع لإقامة دولة مستقلة لا يقبل رفضًا.
وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولى أن يرسخ الإيمان بحل الدولتين والتمسك بمبدأ الأراضي مقابل السلام بحزم والعمل بكل ثبات على بذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام وزيادة المساعدات الإنسانية والإنمائية لفلسطين لدفع الحل العادل والعاجل للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ترحيب الجانب الصيني بالتقدم المهم الأخير الذي حققته جهود الوساطة العربية لدفع المصالح الداخلية الفلسطينية.
وأوضح أن الجانب الصيني يدعم بكل ثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويواصل تقديم المساعدات الإنسانية للجانب الفلسطيني لدعمه لتنفيذ المشاريع المعيشية، كما سيزيد من التبرعات إلى وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
وأكد الرئيس الصيني أن الحزب الشيوعي الصيني عقد المؤتمر الوطني العشرين بنجاح، حيث تم تحديد المهام والطرق لدفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني، كما رسم الخطوط العريضة الطموحة لتنمية الصين في المستقبل، لافتًا إلى التزام بلاده بالحفاظ على السلام في العالم وتعزيز التنمية المشتركة والدفع لبناء مجتمع المستقبل المشترك وسيتلزم بكل ثبات بسياسة خارجية سلمية مستقلة والدفاع عن العادلة والإنصاف ضروريين والالتزام بتطوير الصداقة والتعاون مع كافة الدول على أساس المباديء الخمسة للتعايش السلمي وتوسيع الشراكة العالمية، وسيتمسك بثبات استراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والدفع بالانفتاح عالي المستوى والتشارك في بناء الحزام والطريق بجودة عالية بما يوفر فرص جديدة لكافة الدول بما فيها الدول العربية من خلال التنمية الجديدة في الصين.
ولفت إلى أن القضية العظيمة تبدأ بالحلم وتنجز بالعمل الملموس، لنكرس روح الصداقة الصينية العربية ونعمل يدًا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد ونعمل سويًا على خلق مستقبل أكثر روعة وإشراقة للعلاقات الصينية العربية.
من جهته، قال رئيس الوزراء بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أيمن عبدالرحمن، إن القمة العربية الصينية تهدف لمواصلة تعميق التعاون بين الدول العربية والصين في مختلف المجالات.
وأضاف عبدالرحمن، في كلمته، أن تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين من شأنه أن يسهم في بروز عالم متعدد الأقطاب بعيدًا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة.
وأضاف رئيس الحكومة الجزائرية، أن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية في العالم العربي بما يستوجب تكثيف جهود الجانبين لإيجاد حل عادل وشامل، لافتًا إلى أن الصين قدمت دعمًا كبيرًا للدول العربية في مواجهة أزمة وباء “كورونا”.
ومن جانبه، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ – في كلمته خلال القمة العربية الصينية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالرياض – إن “القمة تعد تكريسًا لإرادتنا السياسية المشتركة في إرساء نموذج تعاوني يكون دعامة لشراكة استراتيجية راسية الأساس وتحول نوعي في المسار العام لهذا المنتدى”.
وأضاف أن منتدى الصيني العربي تمكن من بناء جسر للتعاون بين الصين والدول العربية، مشيرًا إلى رسوخ تضامن الصين والدول العربية في القضايا المشترك سواء الدعم لمبدأ الصين الواحدة ودعم الصني لقضايانا العربية وتنعكس في الشراكة العربية ضمن مبادرة الحزام والطريق التي تفتح إمكانيات كبيرة نحو تعاون اقتصادي أرحب.
وثمن الدعم الذي تقدمه الصين لبلاده، كما ثمن إعلان الصين الأعمال الـ 8 المشتركة التي تتعلق بالتنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار والطاقة وحوار الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار.
وأكد الرئيس الموريتاني، على ضرورة ترسيخ الأمن والسلام في الوطن العربي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى ضرورة تسريع مسارات التسوية السليمة للأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال حالة الاضطراب الأمني لمواصلة تهديد الأمن القومي العربي.
ومن جانبه، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، في كلمته خلال القمة، “إننا نلتقي اليوم في هذه القمة الأولى من نوعها، وفوق هذه الأرض الطيبة الآمنة تحت عنوان (معًا من أجل السلام والتنمية)؛ لأنه لا تنمية بدون السلام ولا سلام للجميع في غياب تنمية عادلة في كل المستويات، فيجب علينا أن نعمل من أجل بناء أسس جديدة لبناء جديد تغيب فيه الأسلاك الشائكة والجدران الفاصلة والمحاور المتقلبة”.
وأضاف سعيد أن الإنسانية عانت كلها طويلاً من التوزيع غير العادل للثروات والحروب والمجاعات ومازالت تسفك الدماء وتسيل ومازال الاحتلال جاثمًا على أرض فلسطين، ومازالت شعوب بأكملها يموت فيها عشرات الآلاف من الجوع والعطش تتناقلها وسائل الإعلام لكن دون أثر في الواقع والفعل، فضلاً عن الحروب الأهلية والإرهاب الذي لا يجد أفضل من هذه الأوضاع ليزداد وحشية وانتشارًا.
وأوضح أن التنمية في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ الإنسانية يجب أن تكون حقيقية ملموسة في العالم بأسره لا شعارًا أو اسمًا لمسمى لا نماء فيه ولا سلام، لافتًا إلى أن لقاء اليوم يهدف إلى فتح طريق جديد في التاريخ.
وأكد الرئيس التونسي أن القمة العربية الصينية تهدف إلى البحث عن مصطلحات ومفاهيم وأفكار جديدة ومختلفة عن تلك التي سادت ولم تؤدي إلى كثير من الأحيان إلا لمزيد من الحرمان والبؤس والفقر والحروب وإهمال حق الشعوب في تقرير مصيرها بأنفسها وأولها حق الشعب الفلسطيني في أرض فلسطين وعاصمتها القدس.
ومن ناحيته، أكد رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة عثمان غزالي، ارتقاء العلاقات العربية الصينية نحو آفاق أكثر ازدهارًا وتقدمًا في مختلف مجالات التعاون المشترك.
وشدد غزالي، في كلمته، على أن هذه القمة ستسهم في توضيح السياسات بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز الحوار السياسي الذي يهدف إلى حماية المصالح العربية الصينية ودعم السلام الدولي وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
كما أكد على أن القمة العربية الصينية ستسهم في خلق روح جديدة للشراكة العربية الصينية على أسس متينة وتعاون اقتصادي متكامل، منوهًا بأن العلاقة مع الصين يسودها الاحترام المتبادل.
ومن جهته، قال رئيس جمهورية جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، إن القمة العربية الصينية تؤسس لعهد جديد في مصير العمل الوثيق والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الطرفين.
أكد رئيس جيبوتي ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لمواكبة المتغيرات والتحديات العالمية وإيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات.
وشدد على أهمية الدور الذي تلعبه الصين كعامل توازن على صعيد العلاقات الدولية انطلاقًا من المكانة المركزية التي تحتلها في النظام الدولي، مؤكدًا الأهمية التي تمثلها الدول العربية كمجموعة دولية ذات موقع جغرافي فريد وثقل سياسي وحضور تاريخي مشهود، يجعل التنسيق المشترك والتعاون بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية أمرًا حيويًا يضفي أثرًا حاسمًا على القضايا المهمة.
ومن جانبه، أكد رئيس المجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، في كلمته، على أن القمة تمثل فرصة لتحقيق التقدم والازدهار والتنمية لشعوب المنطقة العربية والصينية من خلال صياغة استراتيجية مشتركة للتعاون ورؤى موحدة للسلام المستدام، مؤكدًا اعتزازهم الشديد بالعلاقات التاريخية العربية الصينية.
وثمن العليمي، موقف الصين الثابت والمساند للحكومة الشرعية في اليمن، مجددًا التزام بلاده بموقفها تجاه مبدأ “الصين الواحد”.
وأشار إلى ضرورة الاستفادة من المبادرات الإقليمية والدولية السانحة بما في ذلك الحزام والطريق والشرق الأوسط الأخضر جنبًا إلى جنب مع مضاعفة جهود صناعة السلام والإبداع والريادة، مشددًا على ضرورة إنهاء النزاعات والحروب في المنطقة وفي المقدمة دفع الميليشيات الحوثية إلى الرضوخ للإرادة الشعبية والدولية والحيلولة دون التدخل الإيراني في شؤون اليمن.
وشدد على مواصلة العمل معهم من أجل السلام الشامل الذي يستحقه الشعب اليمني، مضيفًا أن هذه القمة يجب أن تكون استجابة واعية لجميع التحديات التي تشهدها المنطقة، معربًا عن أمله في وجود استراتيجية موحدة لمواجهة جميع التحديات المشتركة ودعم الشعب اليمني ومساندة الحكومة الوطنية في مواجهة الميليشيات الحوثية، مؤكدًا دعمهم الثابت تجاه الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في كلمته، أن بلاده تفتقد هذه الأيام لوجود شريك في إسرائيل يؤمن بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية، والاتفاقيات الموقعة، ونبذ العنف والإرهاب، وهي المبادئ التي يلتزم بها الفلسطينيون ويعملون بموجبها، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع أي حكومة إسرائيلية لا تعترف بهذه المبادئ والقيم.
وأعرب عباس عن تطلعه إلى مواصلة حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين، وعلى العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وشكر الرئيس الفلسطيني، السعودية وقيادتها على استضافة هذه القمة التاريخية والهامة، والتي تَوَّجَت سنوات من الحوار العربي الصيني في إطار منتدى التعاون وعلى المستويات كافة، وحيا جميع قادة ورؤساء الوفود من الدول العربية المشاركين في هذه القمة، مقدرًا جهودهم المتواصلة في إنجاح هذه الشراكة الاستراتيجية مع الصين.
وأشار إلى أن هذه القمة هي الأولى من نوعها والتي تعد فرصة لمد المزيد من جسور التعاون على أساس التبادل الاقتصادي، والاستثمارات، وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، مع التأكيد على الطرق الأربعة لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
وأكد عباس أن دولة فلسطين ستواصل وقوفها بثبات إلى جانب الصين؛ لدعم سياستها (الصين الواحدة)، وفي مواجهة الحملات التي تستهدفها في المحافل الدولية كافة، شاكرًا نظيره الصيني شي جين بينج؛ لرؤيته ولمواقف الصين الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ولكل ما تقدمه من مساعدات وبرامج تعاون تنموية.
ومن جهته، أعرب الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عن أمله في أن تحقق القمة العربية الصينية خطوة متقدمة لتعزيز وتوطيد العلاقات بين العالم العربي والصين في مختلف المجالات.
وأكد البرهان، في كلمته، أن استراتيجية الحزام والطريق التي طرحتها القيادة الصينية تمثل نموذجًا عمليًا يجسد معاني التعاون والترابط والتنمية على امتداد العالم.
وثمن المبادرة التنموية والاستثمارية التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بإنشاء صندوق استثماري يشمل عددًا من الدول العربية ومن بينها السودان، فضلاً عن المشروع التنموي القاري الكبير والمتمثل في مشروع خط السكة الحديد – الذي تم اعتماد فكرته في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي الـ11 بالعاصمة السنغالية دكار – ليمتد من مدينة بورسودان حتى مدينة دكار بالسنغال غربًا، مؤكدًا أن مثل هذا المشروع يمكن أن يحدث طفرة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة خاصة إذا تكامل مع مشروع الحزام والطريق ليحققان معًا التواصل وتبادل المنافع بين دول العالم.
وفي ختام كلمته، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، دعم بلاده للأعمال الثمانية المشتركة التي ستعمل فيها الصين مع الجانب العربي خلال السنوات القادمة.
وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في كلمته، “إن التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة في عالمنا اليوم تتطلب منا مرونة أكثر في تحديد مفهوم الشراكات الاقتصادية والابتعاد عن القوالب التقليدية، خاصة في ضوء ما توليه الصين من أهمية لعلاقتها بالعالم العربي وما نتج عن هذا التوجه من تطور في العلاقات العربية الصينية منذ مؤتمر التعاون العربي الصيني عام 2004، حيث أصبحت الدول العربية الشريك الاقتصادي السابع للصين من حيث حجم التبادل التجاري والمورد الأول للنفط الخام للاقتصاد الصيني”.
وأضاف المنفي أن هذه القمة ستكون علامة فارقة ومحطة تاريخية لتعزيز العلاقات الصينية ببلداننا العربية، حيث بنيت هذه العلاقة على أساس احترام سيادة الدول والمصالح المشتركة واحترام خيارات الشعوب، مؤكدًا أن ليبيا من البلدان التي ربطتها علاقات ثابتة مع الصين تأسست على موقف الصين الداعم للاستقلال الدولة الليبية عام 1951 وعلاقة اقتصادية نمت بمعدل سنوي يفوق 17% في الفترة من 1995 إلى 2020.
وأعرب عن أمله في أن تلعب الصين الدور الذي يناسب ثقلها الدولي وأهمية العلاقات بين البلدين من أجل استقرار ليبيا وضمان استقلالها ووحدة أراضيها وهو ما يؤدي الى دوران عجلة التنمية وعودة الشركات الصينية إلى العمل في مشروعات البنية التحتية والتطور العمراني التي انطلقت عام 2010 وتوقفت بسبب التغير السياسي وحالة عدم الاستقرار التي مازلت تشهدها البلاد.
وأشار إلى أن ليبيا احتفلت منذ أيام بالقضاء على الإرهاب والجماعات المتطرفة وتمكنت من تحقيق الأمن والاستقرار، وانعكس ذلك إيجابيًا على استئناف إنتاج النفط والغاز بطاقته الطبيعية، ولذلك ندعم العمل المشترك للقضاء على بؤر الإرهاب والتطرف أينما وجد.
من جانبه، قال رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش – في كلمته خلال القمة العربية الصينية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي – إن تشكل القمة حدث تاريخي ومنعطف مهم في العلاقات بين الجانبين وفرصة سانحة وإضافة لبنة جديدة إلى العلاقات القوية القائمة بين العالم العربي والصين.
وأضاف أن القمة تنعقد في سياق دولي مشحون بالأزمات التي خلفتها جائحة كورونا والتطور الجيواستراتيجي ونزاعات مسلحة تؤثر على منطقتنا العربية وعلى الصين ودول العالم، مشيدًا بحرص الصين على دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية، والمساندة لتجاوز الأزمات التي تشهدها والحد من تداعياتها.
وأكد رئيس الحكومة المغربية، على ضرورة احترام مبادئ حسن الجوار والسيادة الوطنية للدول، ووحدة أراضيها والامتناع عن التدخل في شئونها الداخلية، مشيرًا إلى أن دعم الصين للقضية الفلسطينية مكسب دولي ثمين من أجل حل عادل ودائم في إطار قرارات الشرعية الدولية، مثمنًا دعم الصين الثابت للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة، ورفضها اتخاذ أي قرارات أوحادية الجانب من شأنها تقويض جهود إحياء عملية السلام وإبعاد ملف القدس عن طاولة المفاوضات وعزلها عن ملفات الوضع النهائي، مؤكدًا سعيهم مع كل القوى المحبة للسلام توفير الظروف الملائمة لتغليب خيار السلام وعودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات.
كما أكد انخراط بلاده في سياسة الصين الواحد، كأساس للعلاقات بين البلدين الصديقين، ودعم المبادرات التي قدمتها الصين ما يعكس مستوى التعاون الوثيق بين البلدين، وحرص المغرب على المضي قدمًا في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين حول مبادرة الحزام والطريق وتوسيع آفاق التعاون الثنائي ليشمل قطاعات جديدة واعدة ذات قيمة مضافة.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي : “إن عالمنا العربي الذي يملك الكثير من المؤهلات البشرية والطبيعية، هو في صلب اهتمام العالم وأولها الصين التي تربطنا بها أواصر صداقة وقواسم مشتركة”.
وأضاف ميقاتي – في كلمته خلال أعمال القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية بالرياض – أن العلاقات الصينية العربية ترتقي اليوم إلى مستوى غير مسبوق يفتح للعالم أجمع آفاقًا من العمل المشترك القائم على التعاون المجدي للطرفين والاستفادة من التجارب الناجحة.
وأكد أن لبنان سيعمل بكل جهد لتفعيل التعاون بينه وبين اشقائه العرب، والصين التي هي ثاني أقوى اقتصاد في العالم ومركز ثقل للاستقرار والتنمية والتطور العلمي.
من جانبه، قال رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني – في كلمته خلال القمة العربية الصينية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي – إن العراق يدعم جميع الجهود الرامية لتعزيز علاقات التعاون والصداقة بين الدول العربية والصين، مضيفًا أن القمة فرصة للتكامل الاقتصادي في المنطقة من خلال تعزيز التعاون مع الصين، والاستفادة منها في شتى المجالات.
وأضاف السوداني أن العراق يتطلع إلى تعزيز الشراكة ضمن مبادرة الحزام والطريق وضمن مجالات الاستثمار والطاقة ومشاريع البنى التحتية، داعيًا إلى الانفتاح الاقتصادي على العراق؛ حيث إنه يمثل بيئة واعدة للاستثمار ولديه مقومات النجاح المادية والبشرية.
وشدد رئيس الحكومة العراقي، على أن بلاده لن تسمح بأن تكون مقرًا أو ممرًا للاعتداء على دول الجوار، مشددًا على رفض العراق الاعتداء على أراضيه وضرورة احترام سيادة العراق.
وأكد حرص بلاده على النظام الاقتصادي العالمي من خلال دورها كعضو مؤسس في منظمة “أوبك”، لتحقيق إنتاج النفط بما يحقق المصالح المتوازنة للمنتجي والمستهلكين على حد سواء، ويشجع التنمية المستدامة اقتصاديًا وبيئيًا.
كما أكد التزام العراق ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقه في دولته الوطنية وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى استضافة بلاده منتدى الحضارات في بغداد، مثمنًا استضافة مصر لمؤتمر المناخ (كوب 27) بمدينة شرم الشيخ، وباستضافة قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم، مؤكدًا أن ذلك يمثل صقلاً متزايدًا في عالم متغير.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج – في كلمته الختامية – : “إن العلاقات بين الصين والدول العربية شهدت تطورًا كبيرًا، حيث أقام الجانبان علاقات شراكة استراتيجية قائمة على تعاون شامل وتنمية مشتركة لمستقبل أفضل”.
وأضاف بينغ أن القمة العربية الصينية عملت على تعزيز البناء لمواجهة أزمة الغذاء والطاقة والمناخ وتلتزم بإيجاد حلول سياسية بالقضايا الساخنة والشائكة والعمل على الحفاظ على السلم والأمان في المنطقة وتدعو إلى التوصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات وتعزيز تعايش متناغم بين الحضارات المختلفة.
وتابع أن الصين أقامت علاقات شراكة استراتيجية شاملة مع 12 دولة عربية كل على حدا، ووقعت على وثائق تعاون لبناء الحزام والطريق مع 20 دولة عربية، وأعربت 17 دولة عربية عن دعمها لمبادرة التنمية العالمية، وانضمت 15 دولة عربية إلى البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وتم إنشاء 17 آلية تعاون في إطار منتدى تعاون الصين العربي.
وأكد الرئيس الصيني أن العلاقات الصينية العربية حققت طفرة تاريخية بما عاد بفوائد ملموسة على الشعبين وضخ مزيدًا من عوامل الاستقرار في المنطقة والعالم، مشيرًا إلى أن القمة الصينية العربية تكللت بالنجاح التام، حيث اتفق الجانبان على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد الأمر الذي يعد معلمًا فارقًا في تاريخ العلاقات الصينية العربية.
وشدد على حرص الجانب الصيني على أخذ هذه القمة كمنطلق جديد إلى العمل سويًا على تكريس الروح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في التضامن والتآزر والمساواة والمصالح والاستفادة المتبادلة والشمول ودفع آفاق واعدة للتعاون بيننا وفتح غد أجمل للتقدم البشري.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)