بالفيديو.. وزير الخارجية يؤكد دعم مصر الكامل لجهود رئيس وحكومة لبنان لاستعادة الأمن والاستقرار

أكد وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطى، اليوم الثلاثاء، دعم مصر الكامل للجهود المخلصة التي يقوم بها الرئيس اللبنانى جوزيف عون والحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام لاستعادة الأمن والاستقرار في لبنان وتحقيق طموحات الشعب اللبناني الشقيق.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم مع نظيره اللبناني يوسف رجي فى ختام مباحثاتهما بالقاهرة.
ورحب الوزير عبد العاطى بوزير خارجية لبنان الشقيقة والوفد المرافق الذي يحل ضيفا على بلده الثاني مصر فى زيارة تعكس عمق العلاقات بين البلدين، موضحا أن المباحثات اليوم تناولت العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان وكيفية تطويرها والمزيد من تفعيل التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.
وأضاف انه تم الاتفاق على إعطاء دفعة للعلاقات تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره اللبناني جوزيف عون عندما التقيا بالقاهرة في مارس الماضي على هامش القمة العربية.
وأشار الوزير عبد العاطى إلى قرب عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي الوزراء والتي ستعقد هذا العام بالقاهرة بما يعزز من آفاق العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن هناك دعوة من الرئيس السيسي لنظيره اللبناني لزيارة مصر، ونعمل من خلال القنوات الدبلوماسية على تحديد موعد الزيارة التي ستتم قريبا.
وقال الوزير إن زيارة نظيره اللبناني يوسف رجي تأتي في مرحلة تاريخية شديدة الحساسية يكتنفها الظرف الإقليمى المعقد.
وأضاف الوزير عبد العاطي أنه ناقش ونظيره اللبناني الأوضاع في لبنان لاسيما مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي على أراضى لبنان في جنوب البلاد ومع ما شهدته الفترة الماضية من عدوان إسرائيلي مستمر طال المدنيين وأصاب البنية التحتية لعدد من المدن اللبنانية بتدمير شديد.
وأوضح عبد العاطى، خلال المؤتمر، أنه أكد ونظيره اللبناني على أهمية الالتزام الكامل باتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب الكامل وغير المنقوص لإسرائيل من جنوب لبنان والاحترام الكامل لسيادة لبنان على أراضيه والتحذير الكامل من مغبة عودة التصعيد إلى لبنان.
وأشار الوزير عبد العاطى إلى أنه تم خلال المباحثات التأكيد على ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 1701 دون انتقائية وبما يمكن الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة من الاضطلاع بمسؤولياتها ومهامها باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في لبنان، لافتا إلى أنه تم الحديث كذلك عن أهمية دعم المجتمع الدولي للبنان في هذه المرحلة الدقيقة ومستقبلا للخطط الخاصة بإعادة إعمار ما تم تدميره من جانب العدوان الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه أكد لنظيره اللبناني دعم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الكامل ودعم مصر للدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية وللرئيس جوزيف عون في كل مساعيه الخاصة باضطلاع الدولة ومؤسساتها والجيش اللبناني في كل المهام الخاصة بفرض القانون والأمن في كل ربوع لبنان والجنوب اللبناني مع التأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من كافة النقاط التي يحتلها بالجنوب.
ونوه الوزير بأنه ناقش مع يوسف رجي مجمل الأوضاع في المنطقة سواء في سوريا وغزة والضفة الغربية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والأزمة الطاحنة على قطاع غزة، موضحا أنه أكد من جانبه على استمرار الجهد المصري الصادق بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير الماضي والعمل على حقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة.
وأضاف أن المباحثات تناولت الجهود المصرية لتثبيت التهدئة والعمل على إطلاق سراح الرهائن وعدد كبير من الأسرى وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأكد مجددا دعم مصر حكومة وشعبا وقيادة للبنان الشقيق.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن فخره بزيارة مصر، موجها الشكر لوزير الخارجية بدر عبد العاطي على الاستقبال الإخوي.
وقال رجى، خلال المؤتمر الصحفى، إن مصر قيادة وشعبا في قلب لبنان، معبرا عن امتنان الشعب اللبناني والرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وكافة أعضاء الحكومة لمصر وشعبها والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للدعم المطلق والدائم للبنان خاصة لجهوده الدبلوماسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية .
وثمن وزير الخارجية اللبناني الدعم المصري، لافتا إلى أن هناك عهدا جديدا وواعدا بدأ مع جوزيف عون ونواف سلام، وأن هذا العهد يحظى بدعم كامل من الشعب اللبناني والأخوة العرب ودعم سياسي ودبلوماسي واقتصادي.
وأضاف أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وتفعيل التبادل التجاري والثقافي لأن لبنان عانى لفترة طويلة من فراغ رئاسي، معربا عن أمله في أن يعزز لبنان علاقته مع مصر والدول العربية في ظل هذا العهد الجديد، موضحا أنهم ناقشوا الوضع في سوريا وخاصة قضية النازحين السوريين في لبنان والذين يبلغ عددهم 5ر1 مليون، وشدد على ضرورة أن يساهم المجتمع الدولي في عودة النازحين السوريين لبلادهم، خاصة وأن لبنان عانى اقتصاديا واجتماعيا وأمنياً .
وقال وزير الخارجية اللبناني إنه ناقش ضرورة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا والوضع الإقليمي بشكل عام، مؤكدا دعم لبنان المقاربة المصرية فيما يتعلق بالحرب في غزة، موضحا أن بلاده تساند مصر في المطلق فيما يتعلق بجهودها لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة .
وحول كيفية التعاون بين مصر ولبنان لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة خاصة في ظل التوترات الإقليمية، قال الوزير عبد العاطى “إن هناك اللجنة العربية الإسلامية الوزارية التي تم تكليفها من جانب قمة فلسطين الطارئة التي عقدت في القاهرة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مارس الماضي، ولدينا جدول وبرنامج عمل لهذه اللجنة السباعية للتحرك بشكل دؤوب ومستمر في العديد من العواصم الأوروبية قريبًا وفي عواصم أخرى شرق العالم، حتى يتم حشد الدعم والموارد لدعم خطة إعادة الأعمار وهذا هو الهدف الأول الذي نركز عليه الآن”.
وأوضح أن الإجماع والتوافق الدولي على دعم الخطة العربية الاسلامية التي يدعمها المجتمع الدولي ممثلًا في الاتحاد الأوروبي، واليابان، والصين، وروسيا، والبرازيل، وجنوب إفريقيا والعديد من الدول.
وأضاف “أن الخطوة الثانية هي قيام اللجنة بزيارات لعديد من العواصم الفاعلة لحشد الدعم والتاييد خاصة لعقد مؤتمر القاهرة الخاص بإعادة الإعمار، والذي يجرى التنسيق له مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والشركاء الدوليين، حيث ستكون مهمة المؤتمر ترجمة الخطة على أرض الواقع، وما يعطلنا هو استمرار العدوان وأعمال القتل”، لافتًا إلى أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار سيتم المضي قدمًا في عقد المؤتمر.
وحول العلاقات المصرية اللبنانية، كشف الوزير عبد العاطى عن دفعة كبيرة للغاية في الفترة القادمة وعلى رأسها الدعوة الموجهة من الرئيس السيسي لنظيره اللبناني جوزيف عون لزيارة مصر، واجتماع مقرر للجنة العليا المشتركة، ونأمل في سرعة تنسيق وتنظيم فعالية اقتصادية كبيرة تجمع مجتمع الأعمال من البلدين سواء على هامش أعمال اللجنة المشتركة أو في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص سيكون له دورًا شديد الاهمية.
وردًا على سؤال حول الاتصالات الدولية التي يقوم بها لبنان لفرض ضمانات حقيقية لعدم تكرار الاعتداءات الإسرائيلية في المستقبل، قال وزير الخارجية اللبناني “إن حكومة بلاده تبذل جهودًا كبيرة مع الأصدقاء في المجتمع الدولي؛ لممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط من كافة المواقع العسكرية التي تحتلها بجنوب لبنان”، موضحًا الجهد الدبلوماسي الكبير المبذول في هذا الصدد.
وردًا على سؤال حول تطورات نزع سلاح حزب الله، قال وزير الخارجية اللبناني “إن الرئيس جوزيف عون أكد – خلال خطاب القسم – ضرورة حصر السلاح مع القوى الشرعية اللبنانية وهو ما أكدت عليه كذلك الحكومة اللبنانية”.
وأضاف “أن هذا مطلب لبناني أولًا”، لافتًا إلى أنه مطلب الدولة والشعب، قائلًا “إن سياسة الحكومة الحالية تعتمد على الحكمة وتنظر لأفضل سبيل لتحقيق هذا الهدف”.
وردًا على سؤال حول آخر الاتصالات والجهود المصرية في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا، قال الوزير عبد العاطى “إن الاتصالات المصرية مستمرة والجهد متواصل لوقف كل أشكال الانتهاك لسيادة الدول العربية ووقف أعمال القتل والترويع التي تمارسها إسرائيل”.
وأضاف “أن القانون الدولى والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة أصبح على المحك في ظل وجود دولة واحدة تفرض رؤيتها وسياستها”، منوهًا بأن هناك حالة من اليأس لدى الرأي العام في المنطقة بسبب توهم طرف أن غطرسة القوة تحقق له الأمن والاستقرار، مشددًا على ضرورة احترام سيادة الدول والقانون الدولي، وأن يقوم المجتمع الدولي بفرض إرادته بهذا الشأن.
وأشار إلى أن الاتصالات مستمرة، ولدينا قدر كبير من التفاؤل حول الوضع في لبنان بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، ونأمل أن يتعافى لبنان في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمسة مواقع في الجنوب، قائلًا “إننا نتطلع لخروج القوات الإسرائيلية من هذه المواقع حتى لا نعطي ذريعة لأي طرف”.
وتابع “أنه عندما ينتهي الاحتلال سيكون هناك مجال ليفرض الجيش اللبناني وجوده”، مشيرا إلى أننا ناقشنا جهود مصر في غزة وسوريا، ولا نقبل بالاستخفاف من جانب إسرائيل باتفاقية فض الاشتباك عام 1974 واستمرارها في استباحة الأراضي السورية.