يختار الناخبون الكنديون الإثنين رئيسا للحكومة في خضم أزمة غير مسبوقة تشهدها البلاد من جراء تهديدات دونالد ترامب الذي أكّد مجددا سعيه لضم الجارة الشمالية للولايات المتحدة.
وتبدو الأفضلية في الانتخابات محصورة بمتنافسَين، مع تقدم مرشح الحزب الليبرالي ورئيس الوزراء الحالي مارك كارني على زعيم حزب المحافظين بيار بوالييفر.
ومع أنّ ترامب لا يخوض الانتخابات في كندا، يحتلّ سيدّ البيت الأبيض حيّزا مهما في أذهان جميع الكنديين.
وأكد مجددا أنه ما زال يسعى لضم كندا قائلا إن البلاد قد تصبح “الولاية الحادية والخمسين العزيزة … لن تكون هناك حدود مرسومة بشكل مصطنع. تصوروا كم ستكون هذه الأرض رائعة”، معتبرا أن الخطوة ستكون مليئة بـ”الإيجابية”.
وسارع بوالييفر الآخذة حظوظه بالتراجع كلّما انصب أكثر التركيز في الحملة على ترامب.
وجاء في منشور له على إكس توجّه فيه إلى ترامب “ابق خارج انتخاباتنا”، وتابع “إن كندا ستكون على الدوام فخورة وسيّدة ومستقلّة ولن نكون أبدا الولاية الحادية والخمسين”.
وتتمحور هواجس الناخبين حول مسألتين: من هي الشخصية الأنسب لمواجهته؟ من سيكون أفضل من يدافع عن المصالح الكندية في هذه المرحلة المفصلية؟
بعدما دخل معترك السياسة قبل شهر واحد فقط، تعهّد مارك كارني (60 عاما) المصرفي والحاكم السابق لبنك كندا وبنك إنكلترا، “إعادة تشكيل” الاقتصاد الكندي.
بناء عليه، عمِل منذ حلوله مكان رئيس الحكومة السابق جاستن ترودو، على إقناع الناخبين بأنّ مسيرته المهنية تجعل منه المرشّح المثالي لمعالجة الأزمة التاريخية التي تعيشها البلاد، على خلفية فرض رسوم جمركية مرتفعة على قطاعات رئيسية مثل السيارات والصلب.
وخلال عدّة محطات من حملته الانتخابية، قال إنّ الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب “تريد أن تكسرنا حتى تتمكّن من امتلاكنا (ضمّنا)”.
وأضاف هذا المتحدث باللغة الإنجليزية الذي وُلد في غرب البلاد الناطقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، “كنت مسؤولا عن إدارة ميزانيات واقتصادات وأزمات. المرحلة تتطلّب خبرة وليس إجراء تجارب”.
في مواجهته، يريد زعيم المحافظين وهو سياسي محترف يبلغ 45 عاما، أن تدير البلاد صاحبة تاسع أكبر اقتصاد في العالم، ظهرها لليبراليين. وتعهّد تجسيد “التغيير” عبر خفض الضرائب والإنفاق العام ومعالجة “أيديولوجيا اليقظة (Woke)”.
وفي الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية، قال بوالييفر “لا يمكننا أن نتحمّل أربع سنوات أخرى كهذه”، متحدثا عن مسار يؤدي إلى “مزيد من اليأس ومزيد من التضخّم”.
في هذا البلد الشاسع الذي يمتد على ست مناطق زمنية، دُعي 29 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع، لكن أكثر من سبعة ملايين منهم اعتمدوا التصويت المبكر، وهي نسبة إقبال قياسية.
ومن المتوقّع أن تبدأ النتائج بالظهور بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة 19.00 بتوقيت المقاطعات الواقعة على ساحل المحيط الهادئ.
في مونتريال قال المهندس حمزة فهري “إنها انتخابات فريدة”، وتابع “لقد غيّرت رأيي مؤخرا. سابقا كنت أريد رحيل الليبراليين”.
وأضاف “لكن في نهاية المطاف سأقترع لكارني لأنه رجل قوي وجدي ويمكنه التصدي لترامب، هذا ما يحتاج اليه البلد”.
لكن في المعسكر المقابل، يحلم مناصرو بوالييفر بالتغيير بعدما حكم الليبراليون البلاد مدى عشر سنوات بقيادة جاستن ترودو.
وقالت كيلسي ليشاسين المقيمة في ساسكاتشوان “لست موافقة على الطريقة التي يحكم فيها الليبراليون بلادنا. هذا الأمر يجب أن يتغيّر”.
في أوتاوا أعربت كارولاين خوسيه عن قلقها إزاء تهديدات ترامب التي أشعرت الناخبين “بشيء من الذعر”، وجعلتهم إزاء تحديات أساسية لم يتم التطرق لها على غرار التفاوت الاجتماعي.
وقالت “أود أن يقترع الناس بذكاء”.
وأظهرت نتائج آخر استطلاعات الرأي، حصول الليبراليين على 42.8 بالمئة من الأصوات في مقابل 39.2 بالمئة للمحافظين.
أمّا الأحزاب الأخرى، وهي الحزب الديموقراطي الجديد (يسار) والكتلة الكيبيكية (استقلاليون) والخضر، فقد تتكبد هزائم كبيرة.
المصدر: وكالات