بعد نحو عامين، تشهد الطاقة النووية تطورا مهما، إذ سينتهي الروس من بناء أول وحدة عائمة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية، لتثير موجة من الجدل حول كونها حلا للعديد من مشاكل نقص الكهرباء، أو أنها ستكون سببا لمزيد من المشاكل.
تبعا للموقع “زو سأتوم”، فإن الوحدة العائمة من الطراز “لومونسوف”” تبلغ قدرتها 35 ميجا وات، والغرض منها كونها عائمة أن تكون قادرة على بلوغ مناطق نائية يصعب الوصول إليها، ومن الممكن الاعتماد عليها في أغراض متعددة، منها تحلية مياه البحر.
ويوضح الموقع المتخصص في شؤون الصناعات الروسية النووية أن كابلات بحرية ستقوم بنقل الكهرباء من المحطة العائمة إلى اليابسة.
مراقبون غربيون يبدون قلقهم من هذه الوحدات ويرون أن الروس لا يأبهون بأي اعتبارات بيئية أو سياسية أن كل همهم الحصول على أكبر قطعة ممكنة من كعكة السوق النووية العاليمة.
وتؤكد” شبكة التحليل النووي العالمية” وهي مؤسسة أمريكية أن ذلك تحقق لهم تماما، إذ أن قائمة زبائن تلك الوحدات تنمو باستمرار كما تؤكد أيضا أن مفهوم العلمي والهندسي للوحدات “لومونسوف” لا ينطوي على تطور ذي شأن يذكر، فقد سبق الأمريكيون الروس إليه منذ نحو 40 هاما مضت ثم احجموا عنه لخطورته.
الوحدات النووية العائمة: أهى أحد حلول مشكلة الطاقة أم هي مشكلة جديدة. توجه موقع قناة النيل الإخباري بهذا التساؤل إلى خبير مصري بارز في هذا الحقل، فلم يبد مانعا من هذه الخطورة، وقال د/ كمال شعث إن قدرة الوحدة العائمة محدودة وأعرب عن اعتقاده بأن مطوريها لن يغامروا بسمعتهم العلمية والتجارية بطرح تكنولوجيا لا تلبي معايير الجودة والأمان النووي.
وأوضح د/شعث أستاذ المفاعات النووية في هيئة الطاقة الذرية المصرية أن طرح الوحدات النووية العائمة لأول مرة لا يعني أنها المرة الأولى التي تجوب فيها المفاعلات مياه البحار والميحطات، ذلك أنه هناك الكثير من الغواصات وحاملات الطائرات وكاسحات الجليد تدار بالمفاعلات النووية محققة معدلات عالية جدا من الكفاءة والأمان مع أن قدرات مفاعلاتها لا تقل كثيرا عن قدرة المفاعلات العائمة، وأبدى د/شعث تشككه في أن يساهم طرحها إسهاما كبيرا في حل مشاكل الكهرباء على نطاق واسع لأنها محدودة بطبيعتها.
أمام مجلة “ذي إيكونوميست” الاقتصادية العاليمة فقد نشرت تقريرا أكدت فيه أن لدى الروس تصورا يضاعف قدرات الوحدات من طراز “لومونسوف” لتوليد 70 ميجا وات من الكهرباء عن طريق إقامة وحدتين على منصة عائمة واحدة، ونقلت المجلة عن خبراء أمريكيين أنه لا يوجد فنيا ما يمنع الوصول مستقبلا بقدرة المحطة النووية العائمة إلى 1000 ميجا وات.
وأكد “زو سأتوم” أن مصممي الوحدات “لومونسوف” أخذوا في اعتبارهم قدرتها على الصمود أمام الموجات الزلزالية التي تحدقث في قاع البحر وأيضا موجات “تسونامي” البحرية.