فيما وصلت حالات الإصابة المؤكدة بالملاريا 14 حالة، محتجزة في ” مستشفى حميات إدفو”، وتتجه حالات الاشتباه إلى نحو 600 حالة، أوفد ” معهد بحوث الحشرات الطبية” بالقاهرة فريقا علميا مجهزا إلى “محافظة أسوان” لفحص المواقف ميدانيا وإعداد تقرير عنه، وقال “د.محمد سليمان” مدير المعهد لموقع “قناة النيل” الإخباري أنه يرجح – حتى الآن – وفي ضوء المعلومات المتوفرة حتى الآن أن الإصابات ومستوى الانتشار لايشكلان خطورة كبيرة.
وأوضح “د.سليمان” أن القاعدة في المناطق الحارة أنه أينما وجدت المسطحات المائية العذبة: وجد معها احتمال وجود البعوض الناقل لطفيل الملاريا، لذلك فظهور المرض في “محافظة أسوان” لايمكن اعتباره مفاجئا تماما..
وأضاف أن معهده بادر – إعمالا لهذه القاعدة – إلى بحث احتمالات ظهور المرض مع بدايات “مشروع توشكا”، لكنه يقطع الآن ببراءة المشروع من ظهوره الحالي، وهو يميل إلى الاعتقاد بأن من يتنقلون بين الأراضي السودانية المصرية هم من تسببوا في نقله.
على خلاف هذا الرأي: أعربت “د.أماني سليمان” مديرة “معهد بحوث ناقلات الأمراض “في جامعة عين شمس” عن عدم توقعها المسبق لظهور الملاريا في مصر، وذكرت أنه لم تتوفر شواهد ذات قيمة على عودة المرض.. منذ أربعينات القرن الماضي.
استطلع “الموقع” رأيا ثالثا مهما، يعد صاحبه حجة في شؤون بعوض الملاريا في مصر والطفيلي الذي ينقله فقال أنه منذ بناء “السد العالي” وتكون بحيرة ناصر، وبالتحديد منذ سنة 1970: والحدود المائية العذبة بين مصر والسودان تشهد متابعة مستمرة لموقف البعوض، والذي لاشك أنه منذ نحو نصف قرن وهذه المنطقة تشهد تغيرات بيئية جوهرية، تجعل من المتوقع أن تكون لها انعكاساتها على تلك الحشرات، ويضيف “د.محمد قناوي” أستاذ علم الحشرات الطبية في “جامعة عين شمس” أن القيام بما يعرف علميا “باستقصاء الوبائي” هو الفيصل في تحديد ما إذا كان المرض ينشأ في الأراضي المصرية أم أنه قد وفد من السودان.
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل