حذّرت الصين الأربعاء من أن مشروع “القبة الذهبية” الصاروخي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “يقوّض الاستقرار العالمي”، داعية الولايات المتحدة إلى التخلي عنه.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينج إن المشروع الذي خصص له ترامب تمويلا أوليا مقداره 25 مليار دولار “يقوّض التوازن الاستراتيجي والاستقرار العالميين.
وأعربت الصين عن قلقها البالغ حيال ذلك. وحضّت “الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي في أقرب وقت ممكن”.
وكان ترامب قد كشف عن خطط بناء درع صاروخية باسم “القبة الذهبية”، بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة بنهاية ولايته الثانية.
وقال ترامب في البيت الأبيض: “خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأمريكى بأنني سأبني درعًا صاروخية متطورة جدًا” مضيفًا: “يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة”.
وأوضح أن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى “حوالي 175 مليار دولار” عند إنجازه، وأن القبة “ستكون مصنعة في أميركا بالكامل”.
وذكر الرئيس الأمريكى أن الهدف من بناء الدرع الصاروخية هو “مواجهة أي ضربات بعيدة المدى”، و”حماية سمائنا من الصواريخ الباليستية”.
وشدد ترامب على أن “القبة الذهبية ستحبط أي هجوم صاروخي ولو كان من الفضاء”.
واعتبر ترامب أن “القبة الذهبية استثمار تاريخي في أمن أميركا والأميركيين”.
وكشف ترامب أن الجنرال مايكل جويتلاين، نائب رئيس سلاح الفضاء، سيقود المشروع.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث أن “القبة الذهبية ستغير قواعد اللعبة لصالح أمريكا”.
وفي نهاية يناير ، وقّع ترامب مرسوما لبناء “قبة حديدية أميركية”، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة.
وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذلك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا “أشبه بحرب النجوم”، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأمريكى في عهد الرئيس رونالد ريجان إبان الحرب الباردة.
وتسمية “القبة الحديدية” تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تعمل ضد هجمات صاروخية أو بمسيّرات.
وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في العام 2011. ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90 بالمئة، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها.
وفي بادئ الأمر، طوّرت إسرائيل بمفردها “القبة الحديدية” بعد حرب عام 2006 مع حزب الله اللبناني، لتنضم إليها لاحقا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعما ماليا بمليارات الدولارات.
وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.
المصدر : وكالات