شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، افتتاح المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الثاني “صحة إفريقيا” تحت شعار “بوابتك نحو الابتكار والتجارة”، المنعقد في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
يعد المعرض والمؤتمر بوابة القارة الإفريقية والدولة المصرية نحو الابتكار والتجارة، ليكون بمثابة ملتقى بين الشركات العالمية العاملة بالمجال الطبى والجانب الإفريقى بشكل سنوي.
وحضر الافتتاح رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وتشهد الفعاليات المقرر انعقادها خلال الفترة من 6 إلى 9 يونيو، مشاركة عالمية لأكثر من 90 دولة، بالإضافة إلى ما يزيد على 1200 متحدث، ويكتسب المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الثاني الذي تنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية أهمية كبيرة في ضوء توجيهات الرئيس السيسي .
ويجمع المعرض والمؤتمر، كل ممثلي الرعاية الصحية ليوفر لهم فرصة فريدة من نوعها لاستكشاف ما يتم تقديمه في مختلف القطاعات مثل المستلزمات الطبية، المعدات الطبية، مستحضرات صيدلانية، مستهلكات المعامل والمواد الكيميائية، معدات ومستلزمات طب الأسنان، مستحضرات العناية بالجلد، التغذية والفيتامينات، مقدمي الرعاية الصحية، الصيدليات، الرعاية الصحية، والصناعات المغذية والتعبئة.
وتتضمن فعاليات المؤتمر عقد ما يزيد على 316 جلسة و36 ورشة عمل بمشاركة خبراء دوليين في المجال الطبي، حيث تقدم الجلسات العلمية بواسطة “الجمعية الطبية المصرية EMA”.
وأكد رئيس هيئة الشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية بهاء الدين زيدان أن المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الثاني يمثل منبرا يتلاقى فيه جميع الخبراء في مجال الرعاية الصحية من جميع دول العالم لتبادل الخبرات وعقد الصفقات والاطلاع على كل ما هو حديث في مجال الرعاية الصحية.
وقال زيدان، في كلمة له خلال الافتتاح، “لقد كان لرعاية الرئيس السيسي بالمؤتمر الإفريقي الأول الدور الكبير في نجاحه مما كان له من عظيم الأثر على التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في المجال الطبي، كما سيكون لرعاية وتشريف الرئيس السيسي المؤتمر الثاني رسالة على حرص مصر على هذا التعاون مما ينعكس على رؤية إفريقيا 2063 في المجال الطبي” .
وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي يستعرض مدى أهمية الاستثمار في إفريقيا لما تتمتع به من ثروات وفرص وموارد وافرة وأراضيها الخصبة الشاسعة، وهي سوق استثمار المستقبل.
وأشار الفيلم إلى التحديات التي تواجه القارة الإفريقية من تحديات هائلة في عصر متغيرات سريعة ومتلاحقة، أدت إلى عرقة جهود التنمية الشاملة والمستدامة، مضيفا أن قطاع الرعاية الصحية أول من تأثر بهذه المتغيرات بسبب تفاقم الخلل في سلاسل الإمداد والتوريد وزيادة التكلفة، فضلا عن هشاشة المنظومة وتراخيها.
وأوضح الفيلم مدى أهمية منصة “الأعمال الإفريقية الموحدة والمستدامة”، لتكون بمثابة الأمل في تغيير هذا الواقع، وتعمل على النهوض بقطاع الرعاية الصحية وتصنيع الدواء بإفريقيا وتكون محورا قاريا للتجارة والاستثمار وتبادل الخبرات.
ولفت الفيلم إلى أنه تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي، تطلق الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد التموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية الدورة الثانية من مؤتمر ومعرض صحة إفريقيا الذي يعد أكبر محفل دولي وأهم منصة تفاعلية تعمل على صياغة خريطة إفريقية موحدة لبناء قطاع صحي متطور ومستدام.
وعرض الفيلم تصريحا سابقا للرئيس السيسي يؤكد فيه مدى أهمية السوق الإفريقي باعتباره سوقًا واعدًا، وخلال 20 أو 30 عاما سيوجد بإفريقيا 2.5 مليار نسمة، معتبرا أن هذا سوق كبير جدا وبالتالي سيكون المستقبل لإفريقيا.
وأكد الفيلم أهمية المعرض في تسريع التغيير لمكافحة السرطان في إفريقيا بالإضافة إلى حملات القضاء على فيروسي (بي وسي)، ومبادرات تعزيز صحة الأم والطفل استنادا للتجارب المصرية الرائدة في هذا المجال.
وأعلن الفيلم عن إطلاق جائزة “نرعاكم كأهالينا”، إيمانا من الدولة المصرية بدورها ومسئولياتها تجاه قارتها، وذلك عبر شراكة مجتمعية بين معرض صحة إفريقيا وأكبر مجموعة مستشفيات بالشرق الأوسط وإفريقيا، وهي الجائزة الأولى من نوعها التي تستهدف تكريم منفذي المشروعات التي تستهدف تحسين خدمات الرعاية الصحية بجميع المنشآت الصحية بالقارة الإفريقية.
وعقب الفيلم التسجيلي، ألقى مدير عام مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا جون كاسييا، كلمة أكد خلالها إيمانه بإمكانيات بلاده في المجال الطبي وبالدور المصري في إفريقيا .
وقال كاسييا “لقد عانينا الكثير من جائحة كورونا التي قتلت وحصدت المزيد من الأرواح، ولقد قمنا معا وجنبا إلى جنب بمواجهة فاعلة لهذا الفيروس”، وأضاف “نحن نعتبر المؤتمرات الطبية الإفريقية مهمة للغاية بالنسبة لنا لتنمية القطاع الطبي والتكنولوجي وخاصة في مجال إنتاج اللقاحات”.
وأعرب، في ختام كلمته، عن شكره للرئيس السيسي وللحكومة المصرية على تنظيمها فعاليات المؤتمر الطبي الإفريقي الثاني واهتمامهم بالقطاع الصحي الإفريقي .
وقال وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، إن حجم الإنفاق الحكومي على قطاع الصحة بلغ 32 مليار جنيه في 2014، ووصل حاليا إلى 222 مليار جنيه، وهذا يدل على حجم الإنفاق الذي تم خلال الـ9 سنوات الماضية.
وأضاف الوزير، في كلمته خلال المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الثاني بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن 170 مليار جنيه هو حجم الاستثمار في القطاع الصحي من هذه القيمة، منوها في الوقت نفسه بأن المحددات الاجتماعية للمشروعات أثبتت تحسين الحياة الصحية للمواطن.
من جانبه، أكد الطبيب الألماني يواكيم ميلر المتخصص في مجال طب الأذن وعلاج فقدان السمع، أن إمكانية زراعة قوقعة الأذن أصبحت متاحة الآن في مصر بفضل مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي (للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال لدى حديثي الولادة)، ووصول ذلك التطور الطبي الحديث لمصر في فترة قصيرة، معربا عن شكره وتقديره للرئيس السيسي على تلك المبادرة وتحقيقها في مصر.
وأعرب ميلرـ في كلمة مسجلة خلال المؤتمر ـ عن تمنياته بالتوفيق لـ “المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي”، وأن يتم من خلاله تسليط الضوء على أهمية علاج فقدان السمع ومحاولة القضاء عليه في إفريقيا.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)