شهد عام 2025 طفرة غير مسبوقة في نشاط وزارة الأوقاف المصرية، حيث رسخت الوزارة موقعها كمؤسسة وطنية رائدة في مجالات الدعوة والتثقيف الديني وخدمة المجتمع، من خلال خطة استراتيجية شاملة ارتكزت على ترسيخ مفاهيم الوسطية، ومكافحة الفكر المتطرف، وبناء الوعي الديني الصحيح لدى جميع فئات المجتمع.
وقد اتسمت تحركات الوزارة خلال العام الجاري بالتكامل بين العمل الدعوي والعلمي والاجتماعي، معززة ذلك بتعاون واسع مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وتوظيف أمثل للتقنيات الحديثة والوسائل الإعلامية في نشر الرسالة الدينية الصحيحة.
وفي إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية والتوعوية، وتحت شعار “صحح مفاهيمك”، كثفت الوزارة من جهودها خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025، حيث تم تنفيذ 610 قوافل دعوية متنوعة، بالإضافة إلى 48 قافلة مشتركة مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، من بينها قوافل انطلقت إلى مناطق مثل رفح والشيخ زويد بشمال سيناء.
كما شهدت الفترة نفسها تنفيذ أكثر من 10 آلاف ندوة علمية كان الهدف منها ترسيخ الفهم الصحيح للنصوص الشرعية ومواجهة الانحرافات الفكرية.
وفي إطار تفعيل برنامج “المنبر الثابت”، أقيم أكثر من 14 ألف درس ديني في جميع مساجد الجمهورية، بما يعكس التزام الوزارة بتأهيل الكوادر الدعوية على أسس علمية منهجية.
كما امتدت جهود وزارة الأوقاف إلى التعاون مع مؤسسات الدولة، حيث شاركت وزارة الشباب والرياضة في نحو 10 آلاف ندوة وفعالية توعوية، وأسهمت وزارة الصحة والسكان في استضافة ما يقارب ألف فعالية دعوية داخل المنشآت الصحية، كما شهدت المدارس تنفيذ 3500 نشاط مشترك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وشاركت وزارة التضامن الاجتماعي في فعالية دعوية موجهة للفئات الآولى بالرعاية، وساهمت الهيئة العامة لقصور الثقافة أيضا في تنظيم نحو 900 نشاط دعوي وفني مشترك مع وزارة الأوقاف، دعما للجوانب الثقافية والدينية في آن واحد.
وشهدت الفترة ذاتها تفعيل برنامج “الذاكرين”، الذي قدم من خلاله آلاف المجالس العلمية والدروس التعبدية، ليعزز الارتباط الروحي والديني لدى جمهور المساجد، ويرسخ ثقافة الذكر والعبادة في الحياة اليومية.
وفي نقلة نوعية تجسد رؤية وزارة الأوقاف لبناء مجتمع قرآني مستنير، كثفت الوزارة جهودها خلال السنوات الماضية في مجال العناية بالقرآن الكريم وأهله، مؤكدة التزامها العميق بترسيخ الثقافة القرآنية ونشر علومه بين جميع فئات المجتمع، فقد تحولت المساجد إلى منصات تعليمية نابضة بالحياة، من خلال سلسلة برامج ومبادرات متكاملة شملت المقارئ القرآنية، ومجالس الإقراء، ومراكز التلاوة، وحلقات التحفيظ، إلى جانب المبادرات النوعية والمسابقات الدولية والمحلية، فضلا عن الأمسيات الابتهالية التي جمعت بين روحانية الأداء وروعة التلاوة.
وفي انسجام مع متطلبات العصر، تبنت الوزارة التكنولوجيا الحديثة في برامج التحفيظ، حيث نظمت 11,424 حلقة إلكترونية عن بعد، ما أتاح للطلاب في كل المحافظات والمتابعين حول العالم فرصة التعلم المرن والدائم، كما أطلقت مبادرة “حصن طفلك بالقرآن”، التي استهدفت الأطفال خلال إجازة نصف العام، ونجحت في إقامة أكثر من 108,000 جلسة تحفيظ داخل 6,014 مسجد، لترسخ فيهم حب كتاب الله في سن مبكرة وبطريقة منهجية مؤثرة.
وعززت الوزارة جهودها بمبادرة «صحح قراءتك» التي انطلقت في (1503) مساجد موزعة على مستوى الجمهورية، وشملت النساء أيضا عبر جلسات خاصة بمسجد السيدة نفيسة، أسهمت هذه المبادرة في تحسين مهارات التلاوة وتصحيح الأخطاء الشائعة لدى المشاركين، إذ تم عقد (360720) جلسة في خلال العام.
وأطلقت الوزارة مبادرات فريدة مثل أول مقرأة للفتيات الفائزات في المسابقات العالمية، وأخرى للأسر القرآنية وذوي الهمم؛ ما يؤكد اهتمام الوزارة بكل فئات المجتمع ودعم المتميزين في المجال القرآني، كما عقدت ختمات قرآنية جماعية بمناسبة استقبال شهري شعبان ورمضان في المساجد الكبرى والمقارئ النموذجية.
وحرصت الوزارة على دمج الجهود الميدانية مع التقنيات الحديثة في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، ما جعل الوصول إلى علومه أكثر سهولة ومرونة، ولم تغفل الوزارة تأهيل المحفظين الجدد، إذ تم اعتماد (148) محفظا جديدا بالتعاون مع وزارة التضامن ليصل العدد الإجمالي إلى (2872) محفظا معتمدا.
وشددت الوزارة على دور المساجد في تعزيز الروحانية ونشر ثقافة القرآن الكريم، من خلال المقارئ والجلسات التحفيزية والمبادرات التي ركزت على غرس قيم القرآن الكريم في نفوس المشاركين.
وأكدت الجهود المبذولة نجاح الوزارة في تحقيق رؤيتها الشاملة لدعم الحفظة، وتشجيع التفوق القرآني، وخلق بيئة تعليمية متكاملة تتناسب مع مختلف الأعمار والمستويات؛ كما أسهمت في إبراز مصر بوصفها منارة عالمية في علوم القرآن الكريم.
وأكدت بذلك الوزارة التزامها بالمضي قدما في تطوير منظومة العناية بالقرآن الكريم من خلال تعزيز الشراكات، وإطلاق مبادرات جديدة تخدم أهل القرآن، وتوفر جميع الإمكانيات اللازمة لدعم أنشطتها المتنوعة، واستدامة مكانة مصر الرائدة في هذا المجال، والوفاء برسالة الوزارة في خدمة الدين والمجتمع على السواء.
وخلال العشر سنوات الماضية كان للوزارة دور بارز، في شتى مسئولياتها الدعوية والاجتماعية والتنموية، والتي تأتي في إطار الفلسفة العامة لبناء مصر الجديدة التي تبناها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لبناء الإنسان المصري والدولة المصرية الحديثة.
جاءت على رأس تلك الاستراتيجية تحسين أحوال الأئمة، وزاد بدل صعود المنبر (1000) جنيه في يناير 2016م، وزيادة ثانية قدرها (600) جنيه لحملة الليسانس، و(800) جنيه لحملة الماجستير، و(1000) جنيه لحملة الدكتوراه في يونيو 2019م، وزيادة ثالثة قدرها (500) جنيه لحملة الدكتوراه، و(300) جنيه لحملة الماجستير، و(100) جنيه لحملة دبلوم الدراسات العليا وخريجي البرنامج الرئاسي في يناير 2021م، وزيادة رابعة قدرها (250) جنيها في بدل صعود المنبر في سبتمبر 2021م، وزيادة خامسة قدرها (400) جنيه في بدل صعود المنبر في مارس 2023م، وذلك إضافة إلى العلاوات المقررة لجميع موظفي الدولة.
إلى جانب ذلك كان هناك بعض الزيادات المترتبة على الأقدمية في الدرجات الوظيفية، أو عن الجهود غير العادية التي يتقاضاها أعضاء المقارئ المعتمدون، والمشاركون في القوافل الدعوية، ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم المعتمدة، ومجالس الإقراء والإفتاء المعتمدة، وبدل الاغتراب في المحافظات التي لها بدل اغتراب.
كما تم توفير منح ماجستير مجانية بلغت في عام 2021م وحده (780) منحة ماجستير مجانية، بإجمالي (1339) منحة مجانية شاملة الكتب والدراسة خلال أربع سنوات، مع المعهد العالي للدراسات الإسلامية، وجامعة الأزهر، والجامعات المصرية، إضافة إلى تحسين أحوال خطباء المكافأة، بزيادات تراوحت ما بين 712% كحد أعلى، و300% كحد أدنى، وبدلات شيوخ وأعضاء المقارئ، ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم، وذلك بإجمالي تكلفة تقدر بأكثر من مليار جنيه سنويا، من الموارد الذاتية للوزارة.
أما في إطار مواجهة الفكر المتطرف، بالفكر المستنير فقد تم إصدار (500) مؤلف ومترجم ، وإصدار (135) كتابا في قضايا تجديد الفكر الديني وتم طباعة (141) كتابا مترجما إلى اللغات الأجنبية من أهمها : (الفهم المقاصدي للسنة النبوية وترجم إلى (14) لغة – نحو تجديد الفكر الديني وترجم إلى (13) لغة – حماية الكنائس في الإسلام وترجم إلى (13) لغة – فقه الدولة وفقه الجماعة وترجم إلى (10) لغات – مفاهيم يجب أن تصحح وترجم إلى (7) لغات – الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وترجم إلى (7) لغات – الجاهلية والصحوة وترجم إلى (7) لغات – الدين والدولة وترجم إلى (5) لغات – مفاهيم يجب أن تصحح في مواجهة التطرف وترجم إلى (3) لغات – ضلالات الإرهابيين وتفنيدها وترجم إلى (لغتين) – الشأن العام بين حرية الرأي ومسئولية الكلمة وترجم إلى (لغتين).
إضافة لذلك تم ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أربع لغات : (الأردية) و (اليونانية) و(الهوسا) و(العبرية)، وتم إصدار (72) كتابا ضمن سلسلة “رؤية” للفكر المستنير، وعدد (92) كتابا مترجما ضمن سلسلة “رؤية” المترجمة إلى اللغات الأجنبية، وعدد (31) كتابا ضمن سلسلة “رؤية” للنشء، وعدد (26) كتابا ضمن سلسلة “رؤية” للنشء مترجمة إلى اللغات الأجنبية، وعدد (3) كتب ضمن سلسلة “رؤية” للنشء بطريقة برايل، بالتعاون بين وزارة الأوقاف ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب.
واستكمالا لدور الوزارة في التدريب والتثقيف والدعوة الإلكترونية، تم افتتاح أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين يناير 2019م، وقيامها بدور رائد في مجال التدريب، واعتماد مركز الحاسب الآلي بأكاديمية الأوقاف الدولية ليكون مركزا دوليا معتمدا، وحصول (1727) إماما وواعظة وإداريا على رخصة الحاسب الآلي منه، كما تم إطلاق استراتيجية بناء الوعي 2021م بالتعاون بين وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للإعلام، وتنفيذ عدد من فعالياتها.
كما تم إطلاق العديد من المبادرات المحلية والدولية ومن أهمها: (مبادرة محمد “صلى الله عليه وسلم” رسول الإنسانية، مبادرة واعظات وراهبات، مبادرة وطن بلا إدمان، مبادرة الأمل حياة، مبادرة نتعايش باحترام متبادل، مبادرة “حق الطفل”، مبادرة “سكن ومودة”، مبادرة “نبي الرحمة” (صلى الله عليه وسلم)، مبادرة “نبي الهدى” (صلى الله عليه وسلم)، مبادرة “حج مبرور”، مبادرة “حق الوطن”، مبادرة اعرف قدر نبيك “صلى الله عليه وسلم”، مبادرة تعليم اللغة العربية، ومبادرة هذا نبينا “صلى الله عليه وسلم”).
فضلا عن إطلاق الدورات التدريبية المشتركة بين وزارة الأوقاف والجامعات المصرية يناير 2021م، من خلال توقيع عدد (24) بروتوكول تعاون مع كل من : (جامعة الأزهر من خلال جميع فروعها على مستوى الجمهورية – جامعة عين شمس – جامعة القاهرة – جامعة المنوفية – جامعة المنصورة – جامعة الفيوم – جامعة بني سويف – جامعة جنوب الوادي بقنا – جامعة الأقصر – جامعة أسوان – جامعة أسيوط – جامعة الوادي الجديد – جامعة جنوب الوادي فرع البحر الأحمر – جامعة سوهاج – جامعة العريش – جامعة طنطا – جامعة دمنهور – جامعة بورسعيد – جامعة السويس – جامعة دمياط – جامعة المنيا – جامعة مطروح – جامعة الإسكندرية – جامعة الزقازيق)، وتم تدريب أكثر من (4100) إمام وواعظة.
كما تم توقيع (14) ملحق بروتوكول تعاون مع كل من : (جامعة عين شمس – جامعة المنوفية – جامعة المنصورة – جامعة بني سويف – جامعة جنوب الوادي بقنا – جامعة الأقصر – جامعة أسوان – جامعة جنوب الوادي (فرع البحر الأحمر) – جامعة سوهاج – جامعة العريش – جامعة بورسعيد – جامعة مطروح – جامعة القاهرة – جامعة الفيوم – جامعة الإسكندرية)، لمنح الماجستير والدكتوراه على أن تكون تكلفة الدراسة مناصفة بالشراكة بين الأوقاف والجامعة، وتم تفعيلها مطلع العام الدراسي 2021/ 2022م.
وتابعت الوزارة دورها التوعوي إلكترونيا، فتم إعلان عام 2023م عاما للدعوة الإلكترونية، والتوسع في النشر الدعوي الإلكتروني من خلال (36) موقعا وصفحة وقناة تتبع وزارة الأوقاف والجهات التابعة لها منها (10) صفحات متخصصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
