اكتشف علماء الآثار في حصن ماجنا الروماني القديم، الواقع قرب جدار هادريان في نورثمبرلاند، بإنجلترا قطعة أثرية نادرة ومثيرة للدهشة لحذاء جلدي روماني شبه مكتمل بطول يبلغ نحو 32 سم (12.6 بوصة)، ما يعادل مقاس 13–14 رجالي في المملكة المتحدة، وهو من بين أكبر أحجام الأحذية الرومانية المكتشفة حتى الآن.
أثار الحذاء، الذي وجد محفوظًا في الخنادق الدفاعية الرطبة للحصن، دهشة الخبراء والمتطوعين، الذين أطلق بعضهم عليه اسمًا طريفًا: “فوتيوس ماكسيموس”، في إشارة لحجمه الكبير والحالة الجيدة التي عثر عليه بها.
وترجح التحليلات أن الحذاء كان يعود إلى جندي ضخم البنية، وربما أحد كبار القادة أو أفراد المشاة الثقيلة في الحامية الرومانية.
عثر على الحذاء ضمن مجموعة من القطع الجلدية في الطبقات اللاهوائية المشبعة بالمياه في خندق يعرف باسم “كاسر الكاحل”، وهو جزء من النظام الدفاعي للحصن.
أسهمت الظروف البيئية منخفضة الأكسجين في الحفاظ على الجلد ومنع تحلله، مما أتاح للعلماء فحص تفاصيل تركيب النعل والمسامير والطبقات الجلدية.
الحذاء يحتفظ بجزء من الكعب، ويُظهر تقنيات التصنيع الرومانية التي استخدمت طبقات متعددة من الجلد، مع تدعيمها بـ مسامير حديدية صغيرة لأغراض الثبات والمتانة.
أعربت المتطوعة جو، إحدى المشاركات في عمليات التنقيب، عن تأثرها العميق عند استعادة أول زوجي حذأين مكتملين هذا الأسبوع، ووصفت التجربة بأنها “اتصال مباشر مع أشخاص من الماضي”.
وقد قارنت صحيفة “ديلي ميل” حجم الحذاء بأقدام مشاهير معاصرين مثل ستيفن فراي (195 سم) وستيفن ميرشانت (201 سم)، وكلاهما يرتدي حذاءً بمقاس مماثل، مما يسلط الضوء على البنية الجسدية الكبيرة لصاحبه الروماني الغامض.
تم بناء حصن ماجنا، المعروف أيضًا باسم كارفوران، في نهاية القرن الأول الميلادي كجزء من شبكة دفاعية رومانية شملت طريق ستانغيت وسور هادريان، وكان الحصن يتمتع بموقع استراتيجي عند تقاطع طريقين رومانيين رئيسيين، ما جعله محطة مهمة، وإن كانت أقل حجمًا من حصن فيندولاندا المجاور.
ورغم أن ماجنا كان أقل تنقيبًا سابقًا، فإن المواسم الأخيرة كشفت عن مجموعة متزايدة من الاكتشافات، شملت أوتاد خيام خشبية، وفخارًا، وقطعًا جلدية محفوظة، مما يعكس الحياة اليومية والبنية التحتية للحامية الرومانية التي كانت تقيم هناك.
مع ذلك، يحذر الباحثون من أن تغير المناخ قد يهدد هذه الكنوز الأثرية، فالحفاظ على المواد العضوية كالحذاء المكتشف يعتمد على رطوبة التربة وغياب الأكسجين.
لكن انخفاض منسوب المياه وجفاف أحد الينابيع في الموقع أثارا القلق بشأن تعرض الحفريات المستقبلية للخطر.
بين الحجم غير المسبوق للحذاء، والموقع الدفاعي المعقد الذي وجد فيه، وظروف الحفظ النادرة، يعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة للتراث الأثري الروماني في بريطانيا، ويمنح لمحة إنسانية مذهلة عن أفراد مجهولين عاشوا قبل ما يزيد عن 1900 عام.
المصدر: وكالات