عشرات الشهداء جراء استهداف الاحتلال لطالبى المساعدات .. والأمم المتحدة تعتبر ها جريمة حرب

أعلنت مصادر طبية فلسطينية اليوم /الثلاثاء/ استشهاد 10 فلسطينيين بينهم 4 مسعفين بنيران الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في حي التفاح بقطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن المصادر إفادتها باستشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف مسيرة للاحتلال منطقة معن شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، كما استشهد 3 آخرون في قصف الاحتلال جباليا البلد شمال قطاع غزة.
أعلنت مصادر طبية في غزة أن نحو 60 فلسطينيا استشهدوا منذ الفجر بنيران الجيش الإسرائيلي، غالبيتهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بالقرب من نقطة التوزيع الأميركية في نتساريم وسط القطاع.
كما أشار شهود عيان إلى أن طائرات إسرائيلية مسيرة قصفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ما أدى لوقوع شهداء وجرحى في صفوف النازحين
إلى ذلك قصف الجيش الإسرائيلي عددًا من المنازل السكنية في مناطق معن وقيزان النجار، وبلدتي عبسان وخزاعة جنوب شرقي مدينة خان يونس، بالتزامن مع عمليات نسف وتدمير للمنازل والبيوت.
ووسط القطاع، أغارت الطائرات الإسرائيلية على منزل سكني في مدينة دير البلح، ما أسفر عن وقوع إصابات، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في المنزل المستهدف.
كذلك، في شمال غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي منزلًا سكنيًا مأهولًا بالسكان في بلدة جباليا، ما أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين من عائلة واحدة، تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، نظرًا لعدم توفر المستشفيات في شمال القطاع.
وكان عشرات المدنيين سقطوا على مدى الأسبوعين الماضيين، خلال توزيع “مؤسسة غزة الإنسانية” للمساعدات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، في مراكز جنوب ووسط القطاع.
في حين نفت القوات الإسرائيلية الأمر، وأكدت أنها تحقق في تلك الحوادث.
من جهتها، ذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وإسرائيل، في تقرير جديد اليوم/الثلاثاء/ ، أن إسرائيل دمرت النظام التعليمي في غزة ودمرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، كجزء من هجوم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني ارتكبت فيه القوات الإسرائيلية جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة.
وفي حين أولت اللجنة اهتماما خاصا للوضع في غزة، فإن التقرير يركز على الهجمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ككل وفي إسرائيل.
وقالت السيدة نافي بيلاي، رئيسة اللجنة: “نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة”. وأضافت: “إستهداف إسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني سيضر بالأجيال الحالية والقادمة، ويعرقل حقهم في تقرير المصير”.
ووجدت اللجنة أن إسرائيل استخدمت الغارات الجوية والقصف والحرق والهدم المتعمد لتدمير وإتلاف أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات في غزة، مما أدى إلى تهيئة ظروف جعلت تعليم الأطفال، بمن فيهم المراهقون، وسبل عيش المعلمين مستحيلة. أكثر من 658,000 طفل في غزة محرومون من التعليم منذ 21 شهرًا.
وارتكبت القوات الإسرائيلية جرائم حرب شملت توجیه هجمات ضد المدنيين والقتل العمد، في هجماتها على المرافق التعليمية التي أوقعت ضحايا مدنيين وبقتلها المدنيين الذين لجأوا إلى المدارس والأماكن الدينية، ارتكبت قوات الأمن الإسرائيلية جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة.
وثقت اللجنة وحققت في عدة حالات حرق وهدم لمرافق تعليمية على يد القوات الإسرائيلية، والتي خلصت إلى أنها متعمدة وغير ضرورية. وسجل جنود الاحتلال مقاطع فيديو ووزّعوها يسخرون فيها من الفلسطينيين والتعليم الفلسطيني قبل تدمير المدارس والجامعات. وتعتبر اللجنة هذه الأفعال مؤشرًا على نية قوات الأمن الإسرائيلية تدمير هذه المرافق لتقييد وصول الفلسطينيين إلى التعليم على المدى البعيد.
كما وجدت اللجنة أدلة دامغة على أن قوات الأمن الإسرائيلية استولت على مرافق تعليمية واستخدمتها كقواعد عسكرية أو مناطق انطلاق لنشاطها العسكري، بما في ذلك تحويل جزء من حرم جامعة الأزهر في المغراقة، إلى كنيس يهودي للجنود. ورصدت اللجنة حالةً واحدةً حيث استخدم فيها الجناح العسكري لحركة حماس مدرسة لأغراض عسكرية. ويُشكل هذا السلوك انتهاكًا لأحكام القانون الدولي الإنساني العرفي التي تُلزم أطراف النزاع بالتمييز بين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية.
وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، عانى النظام التعليمي من تزايد العمليات العسكرية التي تشنها قوات الأمن الإسرائيلية، مضايقة الطلاب، زيادة نقاط التفتيش عمليات الهدم وهجمات المستوطنين التي طالت أكثر من ٨٠٦,٠٠٠ طالب فلسطيني. ولم تبذل إسرائيل جهودًا تُذكر لمنع أو مقاضاة المستوطنين الذين استهدفوا عمدًا المرافق التعليمية والطلاب لإرهاب المجتمعات وإجبارهم على مغادرة منازلهم.
واستهدفت السلطات الإسرائيلية أيضًا العاملين في المجال التعليمي والطلاب الإسرائيليين والفلسطينيين داخل إسرائيل الذين أعربوا عن قلقهم أو تضامنهم مع السكان المدنيين في غزة، مما أدى إلى مضايقتهم، فصلهم أو إيقافهم، وفي بعض الحالات اعتقالهم واحتجازهم بطريقة مهينة، واستهدفت السلطات الإسرائيلية المعلمات والطالبات بشكل خاص، بهدف ردع النساء والفتيات عن النشاط في الأماكن العامة.
كما ألحقت هجمات قوات الأمن الإسرائيلية أضرارًا بأكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، وذلك في إطار حملة أوسع لتدمير الأهداف المدنية والبنية التحتية من خلال الغارات الجوية والقصف.
كما استهدفت الهجمات الإسرائيلية مواقع دينية كانت تُستخدم كملاجئ، مما أسفر عن مقتل المئات، بمن فيهم النساء والأطفال. وخلصت اللجنة إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية كانت على علم، أو كان ينبغي عليها أن تكون على علم بمواقع وأهمية الاماكن الثقافية البارزة في غزة، وكان ينبغي أن تخطط لجميع العمليات العسكرية حيث تضمن عدم إلحاق ضرر بها.
والمواقع الدينية والثقافية العشرة في غزة التي حققت فيها اللجنة كانت تشكل أعيان مدنية وقت الهجوم وتعرضت لدمار هائل لم تتمكن اللجنة من تحديد أي ضرورة عسكرية مشروعة له. القطع الأثرية دمرت أزيلت أو نهبت.
المصدر : وكالات