أجرى وزراء خارجية مجموعة الاتصال العربية، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، جلسة مشاورات في موسكو، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن الأزمة في أوكرانيا.
ونشر المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارحية السفير أحمد حافظ عبر حسابه الرسمي على تويتر، صورا تبرز جانبا من مباحثات الوزراء العرب مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو.
وقال وزير الخارجية سامح شكري إن مجموعة الاتصال الوزارية المعنية بالأزمة الروسية الأوكرانية اجتمعت في روسيا لخطورة تداعيات الأزمة على السلم والأمن الدوليين وتبعات سلبية تمتد إلى مختلف الأصعدة الاقتصادية بما في ذلك أمن الطاقة والغذاء العالميين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بمشاركة وفد مجموعة الاتصال العربية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية إن مجموعة الاتصال الوزارية المعنية بالأزمة في أوكرانيا والتى تضم مصر والأردن والعراق والجزائر والسودان والأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اجتمعت لبحث سبل إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشار شكري إلى أنه تم استعرض العلاقات التاريخية الراسخة والقوية التي تربط العالم بدول وشعوب جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا، مضيفا أن “اطلاعنا بهذا التحرك جاء اعتزازا بهذه الروابط وإدراكا من الدول العربية لخطورة الوضع الراهن للأزمة في أوكرانيا، وآثارها الخطيرة على الشعوب الشقيقة في منطقة الصراع وخارجها وعلى السلم والأمن الدوليين، وما تسببه من تدهور للأوضاع الإنسانية في منطقة الصراع، ومن تباعات سلبية تمتد إلى مختلف الأصعدة الاقتصادية، بما في ذلك أمن الطاقة وأمن الغذاء العالميين”.
وأضاف وزير الخارجية أن الاجتماع شهد مباحثات صريحة حول سبل التعامل مع هذا الوضع الدقيق، و”عبرنا خلاله عن القلق إزاء امتداد أمد الأزمة الراهنة، ودعوة كافة أطراف النزاع الى التوقف عن التصعيد وعدم الاحتكام للعمل العسكري، كما شددنا على اللجوء الفوري للحلول السلمية والدبلوماسية القائمة على الحوار”.
وأشار سامح شكري إلى أن الجانب العربي دعا في هذا الصدد إلى مواصلة مسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسي والأوكراني، كما أكد استعداده للقيام بجهود وساطة ودعم مسار التفاوض المباشر بين الجانبين بهدف التوصل إلى إيقاف عاجل للعمليات العسكرية الجارية والبدء في مناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة وبما يمهد لتدشين إطار الحل السياسي المستدام لهذه الأزمة في إطار من احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول وبما يكفل حل هذا النزاع بطريقة سلمية ومقبولة من قبل الطرفين وبما يؤدي للتعاون مع جذور الأزمة”.
وتابع: “أكدنا كذلك على أهمية التنسيق للحفاظ على أمن وسلامة الجاليات العربية الموجودة في منطقة النزاع حاليا وتسهيل عبور الراغبين منهم إلى الدول المجاورة، كما تناول الجانبان سبل التغلب على التبعات الاقتصادية لهذه الأزمة وضمان عدم تأثيرها على شعوب المنطقة وخارجها.
وأضاف وزير الخارجية أنه سوف تتوجه لجنة غدا إلى بولندا للقاء وزير خارجية أوكرانيا ديمترى كوليبا وذلك في اطار استكمال المشاورات والجهود العربية لاحتواء الأزمة مع طرفي الصراع وبما يؤدي إلى عودة الاستقرار للمنطقة وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الموقف العربي حول أزمة أوكرانيا يتلخص في تأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية، بما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة الهامة من العالم”.
وأكد أبو الغيط على احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر والدعوة إلى الشروع في إجراءات التهدئة وضبط النفس بما يكفل عودة الاستقرار والسماح بعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي.
وتطرق إلى أن هناك مجموعة من المبادئ التي تتحرك في إطارها الجامعة العربية، مشيرا إلى أن الدول العربية لها مصالح ويتم الدفاع عنها من وجهة نظر كل دولة عربية على حدة.
ونوه أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية اهتمت بالوضع الأوكراني فور نشوبه، مشددا في الوقت ذاته على أن هذه الأزمة لها آثار كبيرة وسلبية على كثير من الدول العربية؛ فيما يتعلق بواردات كميات كبيرة للغاية من القمح والحبوب سواء من الاتحاد الروسي أو أوكرانيا، وتأثر السياحة فيها، كما أن ارتفاع أسعار الوقود يؤثر بشكل كبير على كل جهود التنمية في الكثير من الدول العربية.
وتابع: “ونحن لا ننظر إلى الأمر فقط من منظور العرب إلى المصلحة العربية، ولكن هناك إحساس بالحاجة للدفاع عن السلام والاستقرار في العالم واستعادة الأوضاع الدولية لشكلها الطبيعي”.
المصدر: أ ش أ