أفادت الأنباء الواردة من جمهورية جنوب السودان بأن القوات الحكومية طوَقت مقر إقامة النائب الأول للرئيس رياك مشار في العاصمة جوبا.
يأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من مطالبة زعيم المعارضة المسلحة السابق للقادة الإقليميين والدوليين بالتدَخل لإنهاء القتال الذي تجدَد في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، اللتين تعتبران معقلا له ولمؤيديه.
وحذر رياك مشار من عودة الحرب وسط هجمات مزعومة من قبل قوات حكومية على قواته، وحث الوسطاء على التدخل لحماية اتفاق السلام في البلاد، متهما رئيس البلاد سلفا كير بانتهاك الهدنة الموقعة في 2018، وذلك في رسالة وجهها إلى الوسيط الإقليمي، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية المكونة من ثماني دول “إيجاد”.
وقال مشار: “إن الوضع الأمني في جنوب السودان يتدهور خلال الأشهر القليلة الماضية”، لذلك “نطلب، على وجه السرعة، تدخل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والشركاء الدوليين الآخرين لإقناع الرئيس سلفا كير بعدم إعادة هذا البلد إلى الحرب”
وكان بوك بوث، المتحدث باسم مشار، أكد أن الحكومة نشرت قوات تابعة لها في أجزاء من جوبا، قائلا: “لا نعرف نواياهم”.
وشهدت العاصمة جوبا انتشارا عسكريا مكثفا، قرب المطار الدولي والقصر الرئاسي، مما يسلط الضوء على التوترات المتزايدة.
وتتواصل منذ أسابيع المعارك في مناطق مختلفة من البلاد بين القوات الحكومية وقوات مشار، مما يهدد اتفاق السلام الهش الموقَع بينه وبين الرئيس سلفا كير.
وكان من المفترض أن يتوقف القتال فورا، لكن ثمة انتهاكات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
ووقع الجانبان أيضا اتفاق سلام آخر عام 2018 وهو ما يعني عودة تشكيلة الحكومة إلى ما كانت عليه قبل اندلاع النزاع.
وانزلق جنوب السودان، الغني بالنفط، والذي استقل عن السودان في 2011، إلى حرب أهلية في 2013، وقتل عشرات الآلاف قبل التوصل لاتفاق سلام عام 2018 جمع كير ومشار معا في حكومة وحدة وطنية.
وكانت الترويكا الداعمة لاتفاق السلام (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج)، أعربت الأسبوع الماضي عن القلق من اندلاع قتال جديد يهدد بتقويض وحدة الحكومة.
المصدر: وكالات