بدأت عمليات الفرز وعد الأصوات داخل لجان الانتخابات النيابية اللبنانية على الأراضي اللبنانية كافة بعد انتهاء عمليات التصويت وغلق الصناديق في اللجان البالغ عددها 6900 لجنة انتخابية بجميع محافظات لبنان.
وبدأ رؤساء اللجان في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لفتح الصناديق ومراجعة الكشوف وعد الأصوات وفتح مظاريف الأصوات (كل ورقة تصويتية توضع داخل ظرف خاص) وفرزها لتجنيب الأصوات الباطلة وتحديد نسبة كل قائمة انتخابية من الأصوات داخل كل لجنة تمهيدا لعرض النتائج على لجان القيد الابتدائية التي يترأسها قضاة لإعادة العد اليكترونيا ويدويا إذا لزم الأمر ثم إرسالها للجان القيد العليا التي يترأسها قضاة لمراجعة الكشوف النهائية قبل إعلان النتائج رسميا.
ومن المتوقع أن تستغرق عمليات الفرز والعد عدة ساعات لحين إعلان النتائج في ساعة متأخرة من مساء اليوم أو في الساعات الأولى من صباح الغد، وخصوصا أن لجان القيد ستقوم بعد وفرز أصوات المغتربين البالغ عددها قرابة 140 ألف صوت بالإضافة إلى أصوات الموظفين البالغ عددها قرابة 12550 صوتا.
وكانت اللجان الانتخابية فتحت أبوابها لاستقبال الناخبين في الساعة السابعة من صباح اليوم حتى انتهاء المدة القانونية للتصويت في الساعة السابعة من مساء اليوم حيث أغلقت كافة اللجان أبوابها بجميع الأراضي اللبنانية مع السماح للناخبين المتواجدين داخل مقار عدد من اللجان بالإدلاء بأصواتهم فقط مع إغلاق الأبواب الخارجية لجميع اللجان إيذانا بانتهاء جميع مراحل العملية الانتخابية بلبنان والتي بدأت في السادس من الشهر الجاري.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي في مؤتمر صحفي إن نسبة إقبال الناخبين داخل البلاد في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت اليوم الأحد بلغت 41 بالمئة.
وأضاف أن السلطات الانتخابية ستصدر في وقت لاحق نسبة المشاركة النهائية، التي تشمل أصوات اللبنانيين في الخارج.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية أن نسبة التصويت في الانتخابات بلغت 37،52 % قبل نصف ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات الأولى منذ الانهيار المالي وانفجار المرفأ.
وبدأت عمليةُ فرز الأصوات على أن تصدر النتائج النهائية غدا الاثنين.
وبحسب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فإن نسبة الاقتراع كانت عادية في بعض المناطق وفي أخرى بطيئة نسبيا بينما وصلت في بعض المناطق إلى خمسين بالمئة.
وكانت صناديق الاقتراع أغلقت بعد يوم طويل من عمليات الاقتراع في مختلف المناطق اللبنانية لاختيار النواب الجدد، في أول انتخابات نيابية في لبنان تعقب سلسلة أزمات كبيرة.
وبحسب أرقام أعلنت سابقا، فإن المشاركة جاءت أقل مقارنة بانتخابات العام 2018، فيما سجلت استفزازات و محاولات افتعال مشاكل وعرقلة السير في الطرقات من قبل عناصر من حزب الله لمنع الناخبين من الوصول الى صناديق الاقتراع.
وتشكّل الانتخابات أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر 2019، طالبت برحيل الطبقة السياسية.
ورغم ازدياد عدد المرشحين المناوئين للأحزاب التقليدية مقارنة بانتخابات 2018، لا يعوّل كثر على تغيير في المشهد السياسي يتيح معالجة القضايا الكبرى في لبنان، على وقع انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850. وبات أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو 30%.
وكانت أعمال التصويت التي أجريت اليوم المرحلة الرئيسية والأخيرة من الانتخابات النيابية التي بدأت أعمالها يوم 6 مايو الجاري بالمرحلة الأولى لتصويت المغتربين في 10 دول ثم المرحلة الثانية يوم 8 مايو من انتخابات المغتربين في 48 دولة بنسبة مشاركة للبنانيين في الخارج بلغت 63 %. ثم أجريت الخميس الماضي عملية تصويت الموظفين المكلفين بمهام انتخابية اليوم والتي بلغت نسبة المشاركة فيها 84%.
من جهته، قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن إجراء الانتخابات النيابية بكل الأراضي اليوم هو يعد إنجازا بمعنى الكلمة، مؤكدا أن الدولة قامت بواجبها في إنجاز الانتخابات بشكل كامل.
جاء ذلك في تصريحات عقب غلق صناديق الاقتراع أثناء تواجده بغرفة عمليات وزارة الداخلية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال ميقاتي إن الدولة تحركت بكل عناصرها من جيش وقوى أمن ورؤساء لجان وقضاة وأكثر من 120 ألف شخص تحركوا على الأرض، موضحا أن ما تحقق إنجاز تفتخر به الحكومة.
وتمنى أن تنتج هذه الانتخابات مجلس نواب يتعاون مع السلطة التنفيذية المقبلة كي تنتشل لبنان من الأزمة الحالية، معبرا عن أمله في ألا تتأخر الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة لإنقاذ لبنان.
وأشار إلى أن الكهرباء موجودة في كل مراكز الاقتراع، معتبرا أنه بحد ذاته عامل جيد في ظروف كالتي يعيشها لبنان.
المصدر: أ ش أ