رفض أكثر من 500 من عناصر حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة المنحدرين من إقليم تيجراي الإثيوبي العودة إليه خوفا على سلامتهم وطلبوا اللجوء في السودان، ما يسلّط الضوء على الانقسامات العرقية العميقة.
وحتى العام الماضي، كانت القوات الإثيوبية تمثّل غالبية عناصر البعثة المكوّنة من 4000 عضو في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وتم استبدال القوة الإثيوبية بأخرى متعددة الجنسيات على وقع تدهور العلاقة بين أديس أبابا والخرطوم على خلفية نزاع على الأراضي.
وقال ناطق باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لفرانس برس في نيويورك إن معظم القوات الإثيوبية عادت، لكن بعض أفرادها طلبوا اللجوء.
وأوضح المصدر أن “عددا من عناصر قوات حفظ السلام قرروا عدم العودة ويسعون للحصول على حماية دولية. تتولى الأمم المتحدة حمايتهم في مكان آمن”.
وتابع أن “مسؤولية منحهم اللجوء السياسي تقع على عاتق السلطات السودانية التي تحصل على مساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في استقبال هؤلاء الأفراد”.
وتقدّم 528 جنديا إثيوبيا من تيجراي بطلبات لجوء في السودان، وفقا لعنصر حفظ سلام سابق من تيجراي.
ومنذ أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد قوات إلى تيجراي في نوفمبر 2020 ردا على ما قال إنها هجمات نفّذها المتمردون على معسكرات للجيش، أحدث النزاع انقساما في البلد متعدد العرقيات.
وأعقب النصر المبكر الذي حققته السلطات ضد “جبهة تحرير شعب تيجراي” — التي حكمت إثيوبيا لنحو 30 عاما حتى العام 2018 — صعودا للمتمرّدين في يونيو الماضي، عندما استعادوا السيطرة على تيجراي وتوسّعوا في مناطق مجاورة.
وتعيش المنطقة التي تعد ستة ملايين نسمة (أي ما يعادل ستة في المئة من سكان إثيوبيا) تحت حصار مفروض بحكم الأمر الواقع، بحسب الأمم المتحدة.