غادرت القوات الفرنسية قاعدة “جاو” في مالي؛ لتنهي العملية العسكرية لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الإفريقي المعروفة باسم “برخان”، التي استمرت نحو 9 سنوات.
وقال رؤساء أركان الجيش الفرنسي في بيان: “عبرت آخر كتيبة من قوات عملية برخان – التي كانت لا تزال على الأراضي المالية – الحدود بين مالي والنيجر اليوم في الساعة الـ 13:00 بالتوقيت المحلي للعاصمة الفرنسية، باريس (أي الساعة 11 بتوقيت جرينتش).
وظلت القوات الفرنسية تدعم مالي ضد المتمردين لمدة نحو عقد، غير أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قرر إخراج قوات بلاده بعد خلاف نشب بين فرنسا والسلطة الحاكمة في مالي خلال أغسطس عام 2020.
وبدأت فرنسا سحب قواتها خلال شهر فبراير الماضي، مع تصاعد أعمال العنف المتمردة في منطقة الساحل الإفريقي.
من جهتها وفي بيان منفصل، أوضحت الرئاسة الفرنسية إن “فرنسا تبقى ملتزمة في منطقة الساحل”، وكذلك في “خليج غينيا وفي منطقة بحيرة تشاد مع كافة الشركاء الملتزمين بالاستقرار ومكافحة الإرهاب”.
هذا وذكر الإليزيه بأن في 17 فبراير قررت فرنسا، بعدما استنتجت أن “الشروط السياسية والتشغيلية لم تعد متوفرة للبقاء في مالي”، إعادة تنظيم قوتها برخان “خارج الأراضي المالية”.
وسيتم تخفيض الوجود العسكري في منطقة الساحل بحلول نهاية العام إلى النصف مع 2500 عسكري.
وكانت النيجر وافقت على إبقاء قاعدة جوية في نيامي و250 جنديا لعملياتها العسكرية على الحدود المالية.
من جانبها، ستواصل تشاد استضافة قاعدة فرنسية في نجامينا وتأمل فرنسا في الحفاظ على كتيبة من القوات الخاصة في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو.
وبعدما دفع المجلس العسكري المالي قوة برخان على الانسحاب من البلاد، سلم الفرنسيون في الأشهر الستة الأخيرة كل قواعدهم إلى الجيش المالي، كانت آخرها الإثنين والمتمثلة في قاعدة غاو شمال مالي.
وأخرجت فرنسا من مالي إجمالا ما يقارب 400 حاوية وألف آلية بينها مئات المدرعات، في وقت تشهد منطقة الساحل موجة عنف تجد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، الحليف الجديد لباماكو، صعوبات في التصدي لها.
وللعلم لقي أكثر من ألفي مدني في مالي والنيجر وبوركينا فاسو حتفهم منذ مطلع العام، أي أكثر من حصيلة القتلى المسجلة (2021 مدنيا) طوال العام 2021، بحسب تعداد وكالة الأنباء الفرنسية بناء على بيانات جمعتها منظمة Acled غير الحكومية المتخصصة.
وفقد الجيش الفرنسي من جانبه 59 جنديا خلال تسعة أعوام من تواجده في منطقة الساحل.
المصدر: وكالات