بدأت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، مهمتها التفتيشية بمحطة زابوروجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في جنوبي أوكرانيا منذ مارس الماضي، رغم استمرار القصف على مدينة إنيرهودار حيث تقع المحطة.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن هجمات بالتزامن مع زيارة الوفد الأممي للمحطة، إذ اتهمت كييف روسيا بشن هجمات على مدينة إنيرهودار التي تقع فيها أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، فيما تتهم موسكو، الجيش الأوكراني، بتنفيذ إنزال من سمتهم بـ”مخرّبين” قرب محطة زابوروجيا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي، إن بلاده تسعى إلى ضمان تشغيل محطة زابوريجيا النووية بـ”شكل آمن لكي يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إكمال مهامهم”، مشيراً إلى أن “هناك من يريد إفشال مهمة البعثة” الأممية.
وأعرب الوزير الروسي عن تطلعاته بأن “تكون زيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا موضوعية”، مضيفاً “نأمل أن يتواصل العمل في المحطة بشكل آمن وألا تكون هناك كارثة نووية”.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو في تغريدة على تويتر إن “الجيش الروسي ينتهك التزاماته بقصفه المكثف لطريق بعثة وكالة الطاقة الذرية المتوجهة من زابوروجيا إلى المحطة النووية”، داعياً موسكو لـ”الكف فوراً عن هذه الاستفزازات الخطيرة والسماح بمرور بعثة وكالة بشكل آمن”.
ومن جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي إن البعثة المؤلفة من 14 شخصاً “مستمرة” في مهمتها التفتيشية “رغم ارتفاع معدل العمليات العسكرية في المنطقة”، مؤكداً أنه “سيتم البدء فوراً تقييم الوضع الأمني في المحطة”.
وأشار جروسي للصحفيين إلى أنه بحث مع القائد العسكري الإقليمي الأوكراني أبرز المخاطر، لافتاً إلى أنه “وبالنظر إلى الإيجابيات والسلبيات فإننا مستمرون”، لكنه أضاف “أعلم عن المنطقة الرمادية والتي تفصل الخط الأخير للدفاعات الأوكرانية عن الخط الأول لقوات الاحتلال الروسية حيث تكون المخاطر كبيرة”.
ولفت إلى أنه سينظر في إمكانية إنشاء وجود دائم للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمحطة، معرباً عن اعتقاده بأن تلك المسألة “لاغنى عنها لتحقيق الاستقرار والحصول على تحديثات منتظمة وموثوقة ومحايدة”.
ووصلت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، إلى زابوروجيا التي تضم محطتها النووية 6 مفاعلات، رغم ما تشهده المنطقة المحيطة بها من قصف مستمر، الأمر الذي جعل كييف وموسكو تتبادل الاتهامات منذ أسابيع بتعريض أمن المحطة للخطر والمخاطرة بوقوع حادث نووي.
وقالت السلطات الأوكرانية، في وقت سابق اليوم، إن روسيا قصفت مدينة إنيرهودار حيث تقع محطة زابوريجيا النووية، إذ قال رئيس بلدية المدنية دميترو أورلوف “الروس يشنون قصفاً مدفعياً على الطريق الذي يُفترض أن تسلكه بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو محطة زابوروجيا”، مؤكداً أنه لا يمكن للوفد أن “يكمل طريقه” نحو المحطة “لأسباب أمنية”.
وطالب المسؤول الأوكراني، روسيا بـ”وقف استفزازاتها والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى هذه المنشأة النووية الأوكرانية”.
في المقابل، ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء نقلاً عن السلطات التي عينتها روسيا أن المناطق السكنية في مدينة إنيرهودار القريبة من المحطة النووية تعرضت لقصف “مكثف” من القوات الأوكرانية.
وكان جروسي صرح لدى وصوله زابوروجيا، الأربعاء، بأن بعثة الوكالة تسعى إلى “تفادي حادث نووي” في المحطة، مشيراً إلى أن الخبراء سيمضون “بضعة أيام” في المكان.
وأكد أنه تلقى ضمانات أمنية من قبل السلطات الروسية والأوكرانية، معتبراً أن “هذه العمليات معقّدة جدّاً، ونحن ذاهبون إلى منطقة حرب، ذاهبون إلى أرض محتلة”.
بدورهم، أشار مسؤولون روس إلى أن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابع للأمم المتحدة سيكون أمامه يوم واحد فقط لتفقد المحطة، بينما تستعد المهمة لفترة أطول.
وتنتج مفاعلات محطة زابوروجيا النووية والتي تعد أكبر محطات الطاقة النووية في أوروبا، 6 آلاف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، أي نحو خمس حاجة البلاد من الطاقة، إذ تضم المحطة 6 مفاعلات نووية سوفيتية التصميم، تشغّل أكثر من 4 ملايين منزل. “
المصدر: وكالات