بعد الجدل والتسريبات التي أثيرت بشأن اشتراط إيران إسقاط تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول 3 مواقع إيرانية مشبوهة، ومن ثم تراجعها عنه بغية إعادة إحياء الاتفاق النووي، أكد المدير العام للوكالة الذرية ، رفائيل جروسي ، اليوم الأربعاء، أن التحقيقات مستمرة.
وأوضح جروسي في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “بي بي اس” الأمريكية ، أن إيران لم تقدم رداً مقنعاً بشأن آثار اليورانيوم التي عثر عليها بـ 3 مواقع مشبوهة كانت ولا تزال قيد التحقيق حتى الآن”.
كما أكد جروسي أن واشنطن لم تمارس ضغوطا لوقف تلك التحقيقات حول العثور على آثار يورانيوم.
وكان جروسي أشار أمس أيضاً إلى أن التحقيقات مستمرة، معتبراً أن هذا الملف منفصل تماماً عن مفاوضات فيينا.
يذكر أن إيران كانت بدأت في يونيو الماضي بإزالة كل معدات المراقبة وكاميرات الوكالة التي وُضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية. وقال مدير الوكالة الذرية وقتها إن هذا قد يشكل “ضربة قاتلة” لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2018.
تأتى هذه التصريحات في وقت حساس حيث دخلت المفاوضات النووية في مراحلها الأخيرة، بانتظار الرد الأميركي على الرد الإيراني.
كما جاءت بعد أن أعلن مجلس الأمن القومي الأمريكي أمس الثلاثاء، أن إيران قدمت تنازلات في قضايا حساسة وليس واشنطن، مشددا على أن التوصل لاتفاق يحتم على طهران اتخاذ خطوات لتفكيك برنامجها النووي، موضحا أنه يحظر على إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 3.67%، كما أنه لا ينبغي تخزين أكثر من 300 كلغ من اليورانيوم حتى عام 2031.
ولفت في بيانه أنه على طهران التخلص من مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60%، وكذلك إيقاف عمل أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم.
كما أشار إلى أن أي اتفاق محتمل يفرض على إيران فترة 6 أشهر قبل استئناف أنشطتها.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قدم مطلع هذا الشهر (أغسطس 2022) ما سمّاه النصّ “النهائي” للاتفاق الجديد المرتقب إلى طهران، التي ردت بدورها عليه مع الملاحظات، إلا أن العديد من التسريبات تقاطرت خلال الأيام الماضية لا سيما من قبل وسائل إعلام إيرانية، وأميركية حول التنازلات والشروط.
في حين تنتظر حالياً الأطراف المتبقية في الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن عام 2015، (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، والصين وروسيا)، الرد الأمريكى ، من أجل ختم أشهر طويلة من المحادثات التي انطلقت في أبريل الماضي (2022) في العاصمة النمساوية، والإعلان ربما عن نص نووي جديد أو ربما جولة أخرى من المفاوضات.