في ذكرى أحداث “الكابيتول”.. بايدن: الديمقراطية الأمريكية هوجمت وواجه الدستور أخطر التهديدات قبل عام
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الديمقراطية هوجمت وواجه الدستور أخطر التهديدات منذ عام مضى، إلا أن قوات الأمن أنقذت حكم القانون “ونحن الشعب فزنا”، في إشارة إلى أحدث اقتحام مبنى الكونجرس (الكابيتول) في 6 يناير 2021.
وأضاف بايدن، في مؤتمر صحفي بمناسبة ذكرى الأحداث من داخل الكونجرس، “للمرة الأولى في تاريخنا، يحاول رئيس خسر الانتخابات منع الانتقال السلمي للسلطة، فيما تقتحم عصابة عنيفة الكونجرس لكنهم فشلوا، واليوم في ذكرى الأحداث علينا ضمان ألا يتكرر هذا اليوم ثانية”.
وتابع بايدن أن ما حدث جرى مع “وجود رئيس سابق في إحدى حجرات البيت الأبيض يتابع مع ما يحدث على التلفزيون لساعات دون فعل أي شيء فيما كانت شرطته تحت الهجوم والحيوات في خطر والكونجرس تحت الحصار”، واصفا ما جرى بأنه “تمرد مسلح”، وأن الجناة لم يسعوا لتثبيت إرادة الناس، لكن لسلبهم إياها، ليس من السعي لانتخابات حرة ونزيهة ولكن إلى قلبها.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى إصابة أكثر من 140 ضابط شرطة جراء الهجوم وتعرضهم لهجمات شديدة العنف، مشيرا إلى شهادة أحد أفراد الشرطة بأن ذاك اليوم كان مثل معارك العصور الوسطى.
وقال بايدن، في المؤتمر الصحفي، إن الولايات المتحدة “أمة عظيمة، ويجب أن يكون هناك وضوح تام بشأن ما هو حقيقي وما هو كذب”، مضيفا أن الحقيقة هي “أن الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية خلق ونشر شبكة أكاذيب حول انتخابات عام 2020، وقد فعل ذلك لأنه يضع السلطة فوق المبدأ، ولأنه يرى مصلحته الخاصة أهم من مصلحة بلاده، مصلحة أمريكا، ولأن غروره الجريح كان أهم لديه من ديمقراطيتنا أو دستورنا؛ فلا يمكنه القبول بأنه خسر وهي الخسارة التي اعترف بها 39 سيناتورا أمريكيا ونائبه ونائبه العام وحكام ومسؤولين حكوميين في كل ولاية، وهو ما اختاره 81 مليون منكم عندما صوتوا لصالح طريق جديد”.
وتابع بايدن إن الرئيس السابق رفض قبول نتيجة الانتخابات وإرادة الامريكيين، مشيرا إلى أن رجالا ونساء شجعان من الحزب الجمهوري وقفوا ضد ذلك في محاولة للحفاظ على مبدأ الحزب، فيما يقوم آخرون بتحويل هذا الحزب إلى شيء آخر غير حزب لينكولن وآيزنهاور وريجان وبوش الأب والابن.
وأشار إلى أنه رغم اختلافاته الأخرى مع أي من أفراد الحزب الجمهوري الذين يحترمون حكم القانون وليس حكم شخص محدد؛ “فإنني دائما للعمل معهم والوصول معهم إلى حلول مشتركة حيث أمكن لأنه وفق الديمقراطية فأي شيء ممكن”.
ولفت بايدن إلى “محاولات تزييف الحقائق”، بوصف الرئيس السابق وعدد من الجمهوريين بأن “يوم التمرد”، هو يوم الانتخابات وأن السادس من يناير الماضي كان يوم التعبير عن إرادة الناس.
وقال “الحقيقة أن انتخابات 2020 كانت أعظم تمثيل للديمقراطية في تاريخ هذه البلاد، إذ شارك بها أكبر عدد من المواطنين في بحوالي أكثر من 150 مليون مواطن في ظل الوباء وخطر ذلك على حياتهم، فيجب الاحتفاء بذلك وليس الهجوم عليه”.
وأشار بايدن إلى أن الرئيس السابق وداعميه قرروا أن الطريقة الفضلى لهم للفوز هو بقمع الأصوات وقلب الاتنخابات وذلك خطأ وغير ديمقراطي وليس من شيم أمريكا.
وتابع أن “الكذبة الثانية التي يقولها الرئيس السابق وداعموه هي أنه لا يمكن الوثوق بنتائج الانتخابات، والحقيقة أنه لا يوجد انتخابات في تاريخ أمريكا جرى التدقيق فيها وإحصائها بحرص أكثر من تلك ونظرت جميع المحاكم المختصة في جميع الدعوى اللاحقة للانتخابات في جميع الولايات”.
وأردف “قبل الإدلاء بأول صوت فإن الرئيس السابق أوضح شكوكه بشكل مسبق حول الانتخابات وبنى كذبته على مدار شهور وكان يبحث عن عذر وسياق للتغطية على الحقيقة، هو ليس فقط رئيس سابق ولكنه رئيس سابق مهزوم بهامش أكثر من 7 ملايين صوت في انتخابات حرة ونزيهة، ولا يوجد دليل واحد على ان نتائج الانتخابات لم تكن دقيقة”.
وأشار الرئيس بايدن إلى دفاع أعضاء الكونجرس عن الدستور باستمرارهم في أعمالهم واحترامهم للقسم بالدفاع عن الدستور أمام الاعداء الخارجيين والداخليين، مشيرا إلى أن الدور يحين على الجميع لاحترام حكم القانون والحفاظ على شعلة الديمقراطية.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة تعيش في نقطة تاريخية عصيبة وخارجها في ظل الصراع بين الديمقراطية وحكم الفرد المطلق بين طموحات الكثيرين وجشع القليلين بين حق الناس في تقرير المصير وحاكم مطلق باحث عن مصلحته.
وتابع “في ذكرى الاقتحام، على الجميع أن يكون حازما وعازما على ألا يدخر جهدا في الدفاع عن الحق في التصويت وإحصاء الأصوات وألا يسود العنف محل التصويت”.
وأعرب بايدن عن تعازيه وتكريمه لمن لقوا حتفهم جراء العنف الذي وقع ومن دافعوا عن الكونجرس، مشيرا إلى أن الأيام الأكثر ظلمة قد ترشد إلى الأمل وأن السلطة في هذا البلد ستنتقل سلميا دائما وأن البلاد ستظل دائما أمة واحدة وأن ذاك اليوم لم يكن نهاية الديمقراطية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)