بالفيديو.. الرئيس السيسي يشهد انطلاق الاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الخميس انطلاق الاجتماعات السنوية الـ29 للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفركسيم بنك” بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ويشارك في الاجتماعات، التي ينظمها البنك المركزي المصري بالتعاون مع “أفركسيم بنك”، أكثر من 3 آلاف شخصية مصرفية وحكومية ودولية رفيعة المستوى، بحضور محافظي البنوك المركزية ورؤساء الحكومات والوزراء الأفارقة، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والبنك وصندوق النقد الدوليين بجانب ممثلي البنوك والهيئات والخبراء الدوليين.
يذكر أن أفركسيم بنك مؤسسة مالية متعددة الأطراف لعموم إفريقيا تعني بتمويل وتعزيز التجارة داخل وخارج إفريقيا، وتعمل على ابتكار حلول تمويلية تدعم تحول هيكل التجارة في إفريقيا، وتسريع التصنيع والتجارة داخل المنطقة، وبالتالي تعزيز التوسع الاقتصادي في إفريقيا.
وأطلق البنك الداعم لاتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) نظام الدفع والتسوية لعموم إفريقيا (PAPSS) الذي اعتمده الاتحاد الإفريقي كمنصة الدفع والتسوية لدعم تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
ويعمل “أفركسيم بنك” مع الاتحاد الإفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية لتطوير مرفق التكيف لدعم الدول من أجل المشاركة الفعالة في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وألقى محافظ البنك المركزي طارق عامر، كلمة خلال الاجتماعات،، نبه فيها إلى أن الأحداث العالمية المتلاحقة أثقلت كاهل اقتصادات دول القارة الإفريقية التي تعاني في الأصل من العديد من المشكلات.
وقال إن العالم يتابع أجمع باهتمام بالغ، خاصة السلطات المالية والنقدية ومؤسسات التمويل الإقليمية والدولية، الأحداث المتلاحقة التي التى تسببت فى صدمات قوية لمعظم اقتصادات العالم، إن العالم النامي والدول المتقدمة تعاني حاليا من مشكلات وتحديات جسيمة في نسب التنمية وارتفاع التضخم.
وأضاف أن دول القارة الإفريقية تعاني أساسا من العديد من المشكلات والأعباء الداخلية، مع تداعيات الصدمات الخارجية، حيث تحملت حكومات الدول الإفريقية ومؤسسة التمويل الإقليمية أعباء توجيه جزء كبير من ميزانيتها وبرامجها التمويلية لتوفير الإمكانات اللازمة لشراء اللقاح ضد فيروس كورونا.
ولفت إلى أنه بسبب فيروس كورونا اتجهت دول العالم إلى فرض قيود على السفر وانتقال الأفراد، وهو ما أثقل كاهل اقتصادات الدول الإفريقية خاصة تلك تعتمد على الاستيراد من الخارج أو التعويل على موارد قطاع السياحة.
وتابع أنه مع ارتفاع السلع الغذائية الأساسية، نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية التي ألقت بظلها على الاقتصاد العالمي بشكل عام، وعلى اقتصاد الدول الإفريقية بشكل خاص، حيث أدت تلك الاضطرابات إلى تصاعد ملحوظ في أسعار الطاقة أيضا فضلا عن اضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن.
ومن جانبه، أشاد رئيس بنك التصدير والاستيراد الإفريقي (أفركسيم بنك) البروفيسور بنديكت أوراما، بعظمة وعراقة الحضارة المصرية التي تتجسد في المعابد التاريخية، والأهرامات وأبو الهول، فضلًا عن قناة السويس، والسد العالي في محافظة أسوان.
وقال أوراما، في كلمته خلال الاجتماعات، إن “مصر تركت آثارًا رائعة للتاريخ”، معربًا في الوقت نفسه عن انبهاره بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ورفض رئيس بنك التصدير والاستيراد الإفريقي الفكرة التي تتحدث عن أن القارة السمراء لم تنهض مجددًا، قائلًا “الآن نحن نقف لنشهد هذا العمل في مصر -في إشارة إلى العاصمة الإدارية الجديدة- لكي نقول إننا نستطيع إذا توفرت لدينا الإرادة”.
وشهد الرئيس السيسي اليوم جلسة حوارية بعنوان “إفريقيا في مواجهة الصدمات الخارجية والتحديات الداخلية” وذلك خلال اجتماعات البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد(افركسيم).
وتحدث خلال الجلسة، التى أدارتها الإعلامية دينا سالم، محافظ البنك المركزي طارق عامر، و محافظ بنك زامبيا الدكتور ديني كاليانا، والدكتورة بيرا سونجوي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية الإفريقية التابعة للامم المتحدة ، البرت موشانجا مفوض الاتحاد الإفريقي للتنمية الاقتصادية والتجارة والسياحة والصناعة، والمدير التنفيذي لمجموعة ويتيكر روزا ويتيكر الرئيس ، أرنولد اكسبي ، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة اكو بنك ورئيس مجلس الأعمال في إفريقيا.
وعن إجراءات الدولة المصرية لمواجهة الأزمات الأخيرة، قال محافظ البنك المركزي طارق عامر، خلال الجلسة الحوارية ” إن الدولة قامت بضخ أموال ضخمة وسيولة إلى قطاعات الاقتصاد، وخاصة القطاع الخاص والأفراد، للحفاظ على العمال، وإصدار خطابات ضمان للبنوك المصرية ضد المخاطر، وتحمل البنك المركزي تلك المخاطر لتشجيع البنوك لضخ هذه السيولة في ظروف صعبة كانت البنك تخشى فيها من تحمل هذه المخاطر”.
وأضاف أنه كان من المهم الحفاظ على المستويات العامة للأسعار الصرف، وتدخل البنك المركزي بالاحتياطات النقدية للحفاظ على مستويات أسعار الصرف، وتجنيب المجتمع صدمة أسعار الصرف، وحلت الأزمة في عام 2020، من أزمة كورونا.
وأشار إلى أن البرنامج الاقتصادي الإصلاحي حقق لنا بعض الحماية من توفير احتياطات ونعيد تنظيم التجارة الخارجية تدريجيا بأسلوب لا يؤثر على الإنتاج، وتوظيف وإعطاء الأولوية في مواردنا من النقد الأجنبي للمواطن، مضيفا أنه تم إعادة تنظيم لمواردنا من النقد الأجنبي، لما يمر به العالم من أزمات جيو-سياسية وارتفاع أسعار الغذاء.
وقالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الدكتورة فيرا سونجوي، خلال الجلسة الحوارية، إن إفريقيا تحتاج إلى مزيد من الموارد من المجتمع الدولي؛ لمواجهة الأزمات العالمية، ودعم حشد الموارد الداخلية عن طريق التجارة، وزيادة التجارة البينية بين إفريقيا التي بلغت 2.8 مليار دولار من أجل مصلحة الشباب.
وأكدت سونجوي ضرورة حصول القارة الإفريقية على مزيد من المساعدات الخارجية؛ لما تمر به من أزمات اقتصادية وآخرها الأزمة الأوكرانية الروسية، لافتة إلى أن الدول الأوروبية حاولت حل الأزمة الاقتصادية الإفريقية قبل أزمة كورونا بضخ مزيد من الأموال في القارة السمراء.
من جانبه، أكد مفوض الاتحاد الإفري.قي للتنمية الاقتصادية والتجارة والسياحة والصناعة والمعادن ألبرت موشانجا أهمية تعزيز البنية التحتية، من أجل تعزيز الجودة والتنافسية وإزالة الحواجز التجارية.
وأضاف “أننا سنقوم بتطوير المعايير الإفريقية، وهذا من شأنه إن يعمل على تعزيز التنمية وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية”.
وأوضح أن الأمر الذي سنعتمد عليه هو التصنيع، مثل صناعة السيارات، وحين يتم هذا فإن هذا من شأنه أن يعمل على فتح الأسواق وتعزيز الاستثمارات في صناعة السيارات.
وأشار ألبرت موشانجا إلى أنه تم توفير مبلغ مليار دولار من خلال الاستثمار في هذه الآليات، والاستراتيجية الحالية هي دفع الاستثمارات والتصدير الإفريقي إلى الخارج.
وتابعت “المسألة تتعلق الآن بالتنوع في التصدير في إفريقيا”، مشيرا إلى أنه في إفريقيا عام 2017 كانت نسبة التجارة 6%، ولكنها الآن حققت نسبة أعلى من ذلك.
وقال “إنه يجب علينا أن نعمل مع بنوك التصدير الإفريقية من أجل الوصول إلى خطة تنمية تصديرية ووضع برامج معنية بهذا الشأن، ومن خلال هذه البرامج نحن نتوقع الكثير من الاستثمارات والعوائد وذلك في عموم إفريقيا، وأن يكون هناك تصنيع وإنتاج رفيع المستوى”.
من جانبها، قالت الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة “ويتيكر” روزا ويتيكر، خلال الجلسة الحوارية، إن هناك فجوة تمويل في إفريقيا تقدر بنحو 2.3 مليار دولار، و”نحاول أن ننظر إلى إدارة الموارد لسد تلك الفجوة العملاقة، وجمع الأموال في شكل أسهم أو استثمارات نقدية، وأيضا من خلال حماية البيئة”.
وعن تغير المناخ، أشارت إلى أن إفريقيا تدفع فاتورة التغير المناخي مقارنة بالعالم، مؤكدة ضرورة سعي إفريقيا إلى الاقتصاد الأخضر؛ لما له من قيمة سوقية تبلغ 4 مليارات دولار، أي بنحو 6% من السوق العالمي موجودة في الاقتصاد الأخضر، وهي فرصة عظيمة للاستثمار في إفريقيا؛ لما تتمتع به من موارد طبيعية وبيئة خصبة وتربة زراعة جيدة وغير ملوثة.
وأضافت أن هناك فرصة إفريقيا لزيادة الاتصال الرقمي والاستثمار في هذا المجال من جانب إفريقيا، مشيرة إلى أنه يجب تعزيز بناء القدرات الإفريقية؛ لتحقيق الثورة الصناعية، بالإضافة إلى ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا في قارة إفريقيا.
بدوره، قال أرنولد اكسبي الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة “اكو بنك” ورئيس مجلس الأعمال في إفريقيا إن مستقبل القارة الإفريقية يعتمد على التكامل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، مشيرا إلى أنه من غير المقبول أن نسافر إلى إفريقيا مستخدمين الطيران الأوروبي بينما نمتلك مثل هذا الطيران.
وأشار إلى أن قضية جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، يمكن حلها، و”لكننا يجب أن نبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق التسوية ويجب أن نستخلص الدروس مما يحدث، وهذا الدرس الذي نستخلصه أن نقوم بتكامل نظام المدفوعات والمواصلات والنقل”.
وأضاف “إنني أؤمن أنه حتى تكون إفريقيا يجب أن تعرف إفريقيا جيدا.. وأن المشاريع العملاقة يجب أن تساعدنا لأن ننتقل من الكلام إلى الفعل وهذا أمر مهم.. دعونا نفعل المزيد؛ حتى لا نعود بعد 10 سنوات ونقول ما هو المستقبل للقارة الإفريقية”.
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مداخلة خلال الجلسة الحوارية، إلى تغيير وجه القارة الإفريقية وتحقيق طموحات شعوبها عبر توفير بنية أساسية من طرق وكهرباء ومشروعات مختلفة.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة أن تضع الدول الإفريقية آليات وخطوات ملموسة لتحقيق حلم القارة في تغيير واقعها وتطويره، وتساءل “هل البنوك بالدول الكبرى مستعدة لتقديم قروض لإفريقيا لتطوير بنيتها التحتية من أجل تنميتها؟”.
وقال الرئيس إن مجموعة العشرين التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم، هي مجموعة قليلة من الدول قياسًا بعدد دول العالم، وإن قدراتها الاقتصادية تضعها في مرتبة متميزة، وتساءل الرئيس السيسي عن مصير باقي دول العالم التي لا تمتلك المكانة الاقتصادية لدول مجموعة العشرين.
وأضاف أن جائحة كورونا كانت كاشفة حيث أظهرت عدم قدرة بعض الدول على الوصول إلى مكانة تلك الدول، متسائلًا: “هل البنية التحتية في إفريقيا جاهزة للتطوير وانطلاق دول القارة نحو الأفضل”.
وتابع “أنني أتحدث من واقع مصر التي تطور البنية التحتية فيها.. فقد احتجنا مبلغًا يتراوح ما بين 400 إلى 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية خلال السنوات الماضية، لافتًا إلى أن مشروعات التطوير كانت على ما نسبته 10 إلى 12% من مساحة مصر فقط.
ولفت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن الأمن والاستقرار من أهم التحديات التي تواجه أي دولة، وقال: إن تكامل الدول لا يعتمد فقط على الإرادة السياسية ولكن يشمل فهم قدراتنا المشتركة التي ستعود علينا جميعا بالنفع لو تكاملنا مع دول الجوار ودول القارة بالكامل.
وأضاف الرئيس”أنني أحلم أيضًا لإفريقيا وليس لمصر فقط.. لأن من حق شعوبها أن تعيش بشكل أفضل وتحقق أحلامها وأحلام شبابها… أنا بحلم أيضًا لإفريقيا ولو أعطيتني يارب لن أترك دولة إلا وأساعدها… إن إفريقيا لن تعبر ما هي فيه إلا بتكاملنا جميعًا وأن تكون قلوبنا متكاتفة ونتجاوز أي خلافات أو مشاكل من أجل مستقبل نغير فيه الواقع الحالي أملًا في مستقبل أفضل”.
ودعا الرئيس السيسي رجال الأعمال إلى الاهتمام بالقارة الإفريقية قائلا “أقول لمجتمع المال والمصارف إن إفريقيا أمانة في رقابكم.. والمليار مواطن إفريقي أيضا أمانة في رقابكم”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)