بالفيديو .. الرئيس الأمريكي أمام قمة جدة : هناك محاولات بجميع أنحاء العالم لتقويض النظام العالمي
أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن شكره للمملكة العربية السعودية لدعوتها الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في قمة جدة للأمن والتنمية.
وقال بايدن – في كلمته خلال القمة ، اليوم السبت – “لقد تغير الكثير منذ قمت بزيارة المنطقة عندما كنت نائبا لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، سواء على ساحة الحرب أو في منطقة الشرق الأوسط.. ففي جميع أنحاء العالم تم مشاهدة بعض المحاولات من أجل تقويض النظام العالمي، حيث أن الصين تزيد من خطواتها في منطقة المحيط الهادي – الهندي وخارجها، بالإضافة إلى الحرب الروسية الوحشية وغير المبررة ضد أوكرانيا المجاورة لها.. كما تم أيضا مشاهدة تغييرات حاسمة في منطقة الشرق الأوسط”.
ولفت إلى أن هذه تعد المرة الأولى منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي يقوم فيها رئيس أمريكي بزيارة المنطقة بدون أن تكون القوات الأمريكية مشاركة في
مهمة قتالية في المنطقة، مضيفا: “فخور بشجاعة وتضحيات الجنود الأمريكيين، ومن بينهم نجلى بو بايدن الذي كان في العراق، بالإضافة إلى أنه لا يمكن نسيان تضحيات الآلاف من الجنود الأمريكيين في كل من العراق وأفغانستان، وغيرها خلال العقدين الماضيين”.
ورأى بايدن أنه اليوم تم الحفاظ على قدرة القوات الأمريكية وعزمها في القضاء على التهديدات الأمنية في أي مكان، مشددا على أنه سيتم مواصلة جهود مكافحة الإرهاب بالتعاون مع تحالف واسع من الدول، فضلا عن دعم شركاء الولايات المتحدة وتعزيز تحالفاتها من أجل التوصل إلى حل للمشاكل التي تواجه العالم.
وأكد الرئيس الأمريكى جو بايدن، أمام قمة جدة للأمن والتنمية، أن الولايات المتحدة ستظل طرفا فاعلا في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه في ظل تزايد التنافسية في العالم وتعقد التحديات يتأكد ارتباط مصالح بلاده بنجاحات الشرق الأوسط.
وقال بايدن “لن ندير ظهرنا ونترك فراغا تملؤه الصين وروسيا وإيران”، موضحا أن إطار العمل الجديد فيما يخص الشرق الأوسط يقوم على خمسة مبادئ أساسية، أولها دعم وتقوية الولايات المتحدة لدور البلدان في النظام الدولي وضمان تمكن هذه البلدان من الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية.
وشدد على أن الولايات المتحدة وكافة الدول المشاركة في القمة تقع في القلب من هذا النظام، لأنها ضد استخدام القوة العنيفة لتغيير الحدود، معتبرا أن إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت لحظة مهمة أظهرت أن القيم الأساسية المتعلقة بالسيادة ووحدة الأراضي هي أمر عالمي.
كما أكد بايدن أن وحدة الدول تشمل أيضا شأن أمن الغذاء، إذ تم التعهد بمليارات الدولارات لرفع الأزمة في المنطقة، وتعهدت الولايات المتحدة بأكثر من مليار دولار منها.
وبشأن أمن الطاقة، قال بايدن “إنه تم الاتفاق على أهمية وجود مؤن كافية لسد الاحتياج العالمي، وأن منتجي النفط زادوا بالفعل من الإنتاج، كما يتم استثمار مئات المليارات من الدولارات بشكل جمعي في مبادرات الطاقة النظيفة وزيادة الطموح المناخي والعمل سويا لتنويع الإمداد والاستثمار في البنى التحتية المهمة.. ونتطلع إلى استضافة مصر والإمارات العربية المتحدة لقمتي المناخ المقبلتين”.
كما شدد على أن الولايات المتحدة لن تسمح لقوة إقليمية أجنبية بتعريض حرية الملاحة خلال الممرات المائية في الشرق الأوسط، والتي من بينها مضيق هرمز وباب المندب، للخطر، مؤكدا أن بلاده لن تتسامح أيضا مع جهود أي دولة للهيمنة على أخرى في المنطقة من خلال الحشود العسكرية والتوغلات والتهديدات الأخرى.
ولفت إلى أن التدفق الحر للتجارة والموارد في الشرق الأوسط هو شريان الحياة للاقتصاد العالمي، منوها بأنه عندما تلتزم الدول بالقواعد الدولية ينجح الأمر.. وأشار إلى أن إدارته جعلت حماية تلك الممرات المائية الحيوية أولوية، حيث تم إنشاء فرقة عمل بحرية للعمل بالشراكة مع الكثير من القوات البحرية العربية للمساعدة في تأمين البحر الأحمر، وهذا يتضمن أول فرقة عمل بحرية تستخدم سفن خدمة متعددة الأفراد وتكنولوجيا الذكاء الإصطناعي لتحسين التوعية البحرية.
وأشار أيضا إلى أنه سيتم تدشين دفاعات جوية وأنظمة إنذار مبكر لضمان أنه يمكن هزيمة التهديدات الجوية، مبينا أن الولايات المتحدة لن تستهدف ردع التهديدات على الاستقرار الإقليمي فحسب، بل ستعمل أيضا على خفض التوترات وخفض التصعيد للصراعات حيثما كان ذلك ممكنا.
وأضاف أن “هذا النهج بالفعل يأتي بفائدة، كما في اليمن، حيث يتم العمل عن كثب مع السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأمم المتحدة، كما تم تشكيل هدنة التي دخلت في اسبوعها الخامس عشر”، مرحبا بقيادة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لجمع دول من المنطقة معا من أجل إجراء محادثات في بغداد.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن “نحن نواصل العمل عن كثب لمكافحة التهديد الذي تتعرض له المنطقة من خلال إيران، وننتهج الدبلوماسية يغرض العودة إلى برنامج إيران النووي”.
وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة بضمان ألا تحصل إيران أبدا على أسلحة نووية، مشيرا إلى أن بلاده ستقيم اتصالا اقتصاديا وأمنيا سياسيا بين واشنطن وشركائها كلما أمكن مع احترام سيادة كل دولة واختياراتها.
ولفت إلى أهمية مناقشة قضايا الهجرة والاتصال، مضيفا: “أخيرا اليوم وبعد سنوات وبفضل العديد من المسئولين حول تلك الطاولة، تم إقامة التعاون الإقليمي للكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي”، كما أشار إلى الاستثمارات السعودية في مصر والأردن، متابعا: “كلما أقمنا المزيد من العلاقات، كلما شاهدنا المنافع التي ستعود على شعوبنا، ومن ثم ستنمو”.
وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة تعزز جميع حقوق الإنسان والقيم وميثاق الأمم المتحدة، منوها بأن باستثمار بلاده في بناء مستقبل إيجابي في المنطقة وبناء شراكات.
واختتم بايدن كلمته بالقول “هذه الطاولة مليئة بالقادرين على حل المشاكل، وهناك الكثير يمكن القيام به إذا قمنا به سويا”.
المصدر : أ ش أ