أكد مدير وكالة الطاقة الذرية، رافايل جروسي، أن عمل مفتشي الوكالة تأثر بشكل كبير في إيران خلال الأشهر الماضية منذ قرار وقف طهران التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي.
وأضاف في كلمة افتتاحية أمام مجلس محافظي الوكالة بفيينا، اليوم الاثنين، أن إيران لم تقدم أجوبة شافية حول العثور على آثار يورانيوم في 3 أماكن سرية.
كما رأى أن السلطات الإيرانية لم تتعاون وتوضح الغموض الذي لف تلك المواقع، وحثها على تقديم الإجابات الواضحة دون تأخير لحل المسائل العالقة.
وقال: على إيران التعاون من دون تأخير لحل المسائل العالقة وإلا فلن تكون الوكالة قادرة على منح ضمانات تؤكد أن برنامجها النووي سلمي حصرا”.
وفي مؤتمر صحفي لاحق، أكد جروسي أن الوكالة لم تصل للنتائج المتوقعة مع السلطات الإيرانية، مضيفاً “علينا الاعتراف بذلك”.
كما قال إن توقف التعاون بين الوكالة وطهران ليس في صالح أحد، مشددا على ضرورة مواصلة العمل بين الطرفين، داعياً إيران إلى الاستمرار بتقديم معلومات واضحة حول برنامجها النووي.
يشار إلى أن مجلس محافظي الوكالة الذي يجتمع في مقره بالنمسا اليوم الاثنين وحتى يوم الجمعة المقبل، يبحث مشروع قرار غربي يوجه اللوم لطهران وسط تعثر المحادثات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
كما يحض هذا النص الذي أعدته الولايات المتحدة ومجموعة الدول الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) طهران على “التعاون الكامل” مع الوكالة.
وإذا ما تبنّته الدول الأعضاء الـ35 في المجلس، فسيكون أول قرار حاسم منذ يونيو 2020 ويُعدّ مؤشرا على نفاد صبر الغربيين، بحسب ما أفادت فرانس برس.
يشار إلى أن الوكالة كانت نددت في أحدث تقرير لها الأسبوع الماضي بغياب “الردود والأجوبة الإيرانية الواضحة والمرضية” حول عثور مفتشي الوكالة على مواد نووية في ثلاثة مواقع غير معلنة في البلاد، قبل سنوات.
في حين توعدت إيران برد “فوري” على أي تحرك “سياسي” من جانب الغربيين، محذرة من أي مبادرة “غير بناءة”، وذلك في وقت تتعثر المحادثات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.
بينما اعتبرت بكين وموسكو أن تصويتا كهذا خلال انعقاد مجلس محافظي الوكالة من شأنه “عرقلة عملية المفاوضات النووية” المتعثرة أصلا.
ومنذ بدء المفاوضات النووية في فيينا في أبريل 2021، امتنع الأمريكيون عن تقديم أي مشروع قرار ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجنبا لعرقلة المحادثات، لذلك قد يبدو عرض هذا النص اليوم مؤشرا إلى الاحتمالات المتزايدة لفشل النقاشات الدبلوماسية والمحادثات النووية التي امتدت لأشهر على جلسات ماراثونية في العاصمة النمساوية.
المصدر: وكالات