بالفيديو.. السيسي خلال افتتاح أسبوع القاهرة للمياه: مصر تتبنى مقاربة شاملة بشأن الأمن المائي والغذائي
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر تتبنى مقاربة شاملة، بغرض التعامل الناجح مع تحديات الأمن المائي والغذائي، وما يرتبط بذلك من تحديات مناخية باعتبار ذلك مسألة أمن قومي لمصر.
وفي كلمته خلال افتتاح الدورة الخامسة من أسبوع القاهرة للمياه الذي تنظمه مصر، قال السيسي إن مصر تقع في قلب تحديات ثلاثة متشابكة: الأمن المائي والغذائي وتغير المناخ، فمصر من أكثر الدول جفافًا في العالم وتعتمد على نهر النيل، بشكل شبه حصري، لمواردها المائية المتجددة والتي يذهب حوالي “٨٠ ٪” منها إلى قطاع الزراعة مصدر الرزق لأكثر من “٦٠” مليونًا من البشر هم نصف سكان مصر.
وأضاف السيسي: “على ضوء هذه الندرة المائية الفريدة من نوعها فإن موارد مصـر المائية، صارت تعجز عن تلبية احتياجات سكانها بالرغم من اتباع سياسة لترشيد الاستهلاك، من خلال إعادة الاستخدام المتكرر لمياه الري الزراعي على نحو جعل معدل الكفاءة الكلية لاستخدامها في مصر واحدًا مـن أعلى المعدلات في أفريقيا، وتؤدي تداعيات تغير المناخ، لتفاقم آثار الندرة المائية على الرقعة الزراعية بمصر والتي تتأثر بالتبعات السلبية لتغير المناخ، التي تحدث داخل حدودها، وكذا في سائر حوض النيل لكون مصر دولة المصب الأدنى به”.
وتابع الرئيس: “وبناءً على تلك المعطيات، كان ضروريًا أن تتبنى مصر مقاربة شاملة، بغرض التعامل الناجح مع تحديات الأمن المائي والغذائي، وما يرتبط بذلك من تحديات مناخية باعتبار ذلك مسألة أمن قومي لمصر، فعلى الصعيد الوطني، انتهجت الدولة “الاستراتيجية الوطنية لإدارة الموارد المائية” التي تهدف لتوفير مياه الشرب وتحسين نوعيتها وترشيد الموارد المائية وتنميتها بكافة الوسائل الممكنة، كما تبنت مصر سياسة للأمن الغذائي، توازن بين الإنتاج المحلى والواردات الغذائية، وقد تمكنت مصر بفضل ذلك، من الحفاظ على أمنها المائي والغذائي، في ظل أزمات عالمية وإقليمية”.
كما أكد الرئيس السيسي أن أسبوع القاهرة للمياه أصبح منصة إقليمية ودولية فاعلة، لدعم الحوار حول قضايا المياه التي تزداد أهميتها بشكل خاص، في إطار جهـود تعـزيـز السـلم الدولي والتنمية المسـتدامة حيث يحمل أسبوع القاهرة الحالي للمياه، عنوان “المياه في قلب العمل المناخي” وذلك في خضم نقاشات دولية، تستهدف تكثيف التحرك الدولي، بشأن قضايا المياه والمناخ وصولًا إلى القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ، الشهر القادم.
وعلى الصعيد الإقليمي، شدد الرئيس السيسي على أن مصر كـانـت دومًا في تعاملهـا مـع نهر النيـل، رائـدة للدفع بقواعد ومبادئ القانون الدولي، ذات الصلة بالأنهار المشتركة وفي مقدمتها التعاون والتشاور، بغرض تجنب التسبب في ضرر، في إطار إدارة الموارد المائيـة العابرة للحدود وهي القواعد والمبادئ الحتمية، لضمان الاستخدام المشترك المنصف لتلك الموارد.
وأضاف: “ينطلق موقف مصر، من اقتناعها بأن الالتزام بروح التعاون والتوافق، على مساحات المصالح المشتركة هو السبيل الوحيد لتجنب الآثار السلبية، التي قد تنجم عن الإجراءات الأحادية في أحواض الأنهار وهو ما أثبتته أفضل الممارسات الدولية بما في ذلك في أفريقيا.. كما ينطلق موقف مصر أيضًا، مـن كونها تتشارك ذات المسعى للتنميـة، مع مختلـف الـدول النامية وتؤمن بضرورة تجنب أي تداعيات سلبية، قد تنجم عن مشروع تنموي في دول نامية، تتأثر بها دولة نامية أخرى، وتؤذيها على نحو، لا يمكن احتواؤه.. ونحن نحلم بالسعي المشترك، لتعظيم ثروة حوض النيل، ولينعم بها جميع دول الحوض وذلك بدلًا من التحرك فرادى، متنافسين على نحو غير تعاوني بما يسفر عن تنمية محدودة، وقاصرة في حجمها ونطاقها، على نحو يزعزع استقرارهم”.
وجدد الرئيس أن رؤية مصر الراسخة، هي العمل المشترك بغرض تكريس وتقاسم الازدهار بدلًا من التنافس والتناحر، الذي يؤدي إلى تقاسم الفقر، وعدم الاستقرار.
وتابع: “وإدراكًا منا لخطورة هذه القضية، وانطلاقًا من أهميتها الوجودية لنا فإن مصر تجدد التزامها، ببذل أقصى جهودها لتسوية قضية “سد النهضة” على النحو الذي يحقق مصالح جميع الأطراف وتدعو المجتمع الدولي، لتعظيم وتضافر الجهود، من أجل تحقيق هذا الهدف العادل”.
وعلى الصعيد الدولي، أكد السيسي حرص مصر على الانخراط النشط في كافة المحافل ذات الصلة، والدفع بضرورة تضافر الجهود، لتنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، على نحـو متكامل.. واتصالًا بذلك، تتطلع مصر باهتمام كبير، لمؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة للعقد الدولي للمياه، المقرر عقده في شهر مارس ٢٠٢٣ حيث تعد هذه الدورة من أسبوع القاهرة للمياه، إحدى الفعاليات الأساسية تحضيرًا له.
وأضاف: “أود أن أغتنم هذه المناسبة، لأدعوكم للمشاركة في فعاليات القمة العالمية للمناخ “COP-٢٧” التي تستضيفها مصر بمدينة “شرم الشيخ” في شهر نوفمبر القادم والتي ستطرح مصر خلالها، مبادرة “العمل على التكيف مع المياه والقدرة على الصمود” والتي يتم التنسيق بشأنها مع المنظمة الدولية للأرصاد الجوية حيث من المقرر، أن تستضيف مصر في هذا الإطار، مركزًا أفريقيا “للمياه والتكيف مع المناخ”، وذلك لدعم القدرات الأفريقية في هذا المجال المهم”.
وأعرب الرئيس السيسي عن تطلعه لنجاح أسبوع القاهرة للمياه في الخروج بتوصيات ناجحة قادرة على دفع أجندة المياه الدولية قدمًا بما فيه تعزيز تطلعاتنا التنموية، ورخاء العالم واستقراره.
هذا وكانت فعاليات أسبوع القاهرة الخامس للمياه انطلقت مساء الأحد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور وزراء الموارد المائية والري، والخارجية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والبيئة، والصحة والسكان، والشباب والرياضة، ومحافظ القاهرة، وعدد من وزراء الزراعة والري السابقين.
ويهدف أسبوع القاهرة الخامس للمياه لدمج قضايا المياه ضمن العمل المناخي، وتعزيز الابتكارات لمواجهة التحديات المائية الملحة بأساليب غير تقليدية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والعمل على دعم وتنفيذ سياسات الإدارة المتكاملة للمياه، والتوصل لحلول مستدامة لإدارة الموارد المائية لمواجهة الزيادة السكانية والتغيرات المناخية، وذلك في إطار اهتمام الدولة الكبير بقضية المياه ووضعها على رأس أولويات الأجندة المناخية باعتبارها من أهم مقتضيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
ويعقد أسبوع القاهرة الخامس للمياه تحت شعار “المياه في قلب العمل المناخي” بهدف مناقشة آثار التغيرات المناخية على قطاع المياه، حيث تناقش فعاليات الأسبوع هذا العام التحديات المناخية وتأثيرها على قطاع المياه ليكون بمثابة حدثا تحضيريا لفعاليات المياه خلال الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27).
ومن المقرر أن يضم الأسبوع العديد من الجلسات رفيعة المستوى والجلسات الفنية وورش العمل، وتقديم عروض ومشاركات من متحدثين دوليين بارزين، وتقديم أبحاث علمية من خبراء وأساتذة وطلبة وخريجي جامعات وطلاب مدارس وعقد العديد من المسابقات، حيث سيتم عقد “الجولة الأخيرة من الحوار السياسي حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة بمناطق الندرة المائية”، والتي تهدف للخروج بمقترحات لتسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، خصوصا في القارة الأفريقية، تمهيدا لمؤتمر مراجعة منتصف المدة لعقد المياه الذي تنظمه الأمم المتحدة في مارس 2023.
كما سيتم عقد جلسة مفتوحة للتعريف بمحاور “المبادرة الرئاسية حول التكيف في قطاع المياه”، والتي سيتم إطلاقها خلال مؤتمر المناخ القادم، بالإضافة لعرض ترتيبات “يوم في المياه”، كما سيتم عقد الاجتماع الأخير للجنة التوجيهية الخاصة بجناح المياه، لاستعراض الأنشطة المقترحة بالجناح وأسماء المتحدثين بمشاركة ممثلين عن هولندا، طاجكستان، ألمانيا، بريطانيا، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، ومعهد استكهولم الدولي للمياه.
يشار إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) ، خلال الفترة من 7 – 18 نوفمبر 2022 والذي يقام بمدينة شرم الشيخ.
المصدر: النيل للأخبار