حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، من اعتداءات المستوطنين المتصاعدة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مُدينة الهجوم الوحشي الذي شنه ما يزيد على 20 مستوطنًا إسرائيليا الليلة الماضية، ضد بلدة “قصرة” جنوب نابلس، حيث أقدم هؤلاء المستوطنون على التنكيل بفتيين من أبناء البلدة وحاولوا اختطاف ثالث، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الوزارة، في بيان صحفي، أن هذا الاعتداء الوحشي والدموي يتكرر باستمرار ضد المواطنين الفلسطينيين في عموم الضفة الغربية المُحتلة في تقاسم واضح للأدوار بين جيش الاحتلال وميليشيات المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية المسلحة، خاصة في المناطق المستهدفة بالتوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي لصالح الاستيطان.
وقالت إن هذه الاعتداءات تتم على سمع وبصر وحماية الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة التي لا تحرك ساكنًا ضد عناصر الإرهاب اليهودي، بل وتسهل عليها اقتحامات البلدات والقرى والمدن والمخيمات الفلسطينية وتوفر لانتهاكاتها وجرائمها الغطاء القانوني والسياسي، كما أنها تندرج في إطار استباحة دولة الاحتلال للأرض الفلسطينية المحتلة وتكثيف هجومها على التجمعات السكانية الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين لمحاصرتهم في أماكن سكناهم والدفاع عن منازلهم وأنفسهم وليس الانشغال في مواجهة الاستيطان والمستوطنين الذين ينهبون أرضهم.
وحملت الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت المسئولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات الدموية، محذرة من مغبة التعامل معها كأرقام أو كأحداث عابرة، لأنها تتكرر باستمرار.
ودعت المنظمات الحقوقية والإنسانية المختلفة لسرعة توثيق هذه الجرائم تمهيداً لرفعها للجهات الأممية المختصة وللدول كافة، بما يعزز من المطالبات الفلسطينية بوضع منظمات المستوطنين وميليشياتهم على قوائم الإرهاب ومنع عناصرها من دخول الدول.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن اعتداء عناصر الإرهاب اليهودي على بلدة “قصرة” دليل آخر على أهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحة.
وكان مستوطن من مستوطنة “يتسهار”، وهي مستوطنة يعرف مستوطنوها بعنفهم المُفرط، قد اختطف الطالب عبدالرحيم يوسف كوكس من أمام مدرسته في قرية عوريف، جنوب نابلس، في الخامس عشر من الشهر الجاري.
من جهته، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من تبعات قرار محكمة الاحتلال، الخاص بالسماح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية أثناء اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
وقال المفتي العام -في بيان صحفي- “هذا القرار خطير جدًا يُمهد لتنفيذ مُخطط المستوطنين المتطرفين الرامي لوضع اليد على المسجد الأقصى، وهو بمثابة تنفيذ عملي لمؤامرات التقسيم الزماني والمكاني، وهو من القرارات الجائرة التي تندرج في إطار مسلسل التطرف الذي تنتهجه السلطات المحتلة ومتطرفوها للمس بالقدس والأقصى، بهدف إطباق السيطرة عليهما، وبناء الهيكل المزعوم، مُحذرًا من أن يكون من تداعيات هذا العدوان نشوب حرب دينية شعواء”.
وأكّد أن المسجد الأقصى هو للمسلمين وحدهم لا يحق لغيرهم التدخل في شؤونه، وأن الفلسطينيين مُستعدون لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن مسجدهم مهما بلغت التضحيات.
وعلى صعيد ذي صلة، حذر المفتي من سماح سلطات الاحتلال للمستوطنين المتطرفين بالقيام بما يسمى بمسيرة الأعلام في مدينة القدس، واقتحام المسجد الأقصى يوم الأحد المقبل، لأنها تصب في جانب الاستفزازات العنصرية المنتهجة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها، والتي تهدد بتداعيات خطيرة وصعبة على أوضاع المنطقة برمتها.
ودعا مفتي فلسطين الأمتين العربية والإسلامية، لحماية أولى قبلتيهم، وثالث مساجدهم التي تشد إليها الرحال، المسجد الأقصى المبارك الذي يئن تحت وطأة الاحتلال وظلمه، مطالبا كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى بضرورة إعماره وحمايته، محملاً سلطات الاحتلال عواقب هذه الاستفزازات، التي تنذر بحرب دينية لا يمكن تخيل عواقبها.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد وافقت على مرور “مسيرة الأعلام”، التي ينظمها المستوطنون، نهاية الشهر الجاري، في باب العامود والحي الإسلامي في القدس الشرقية المحتلة.
وحسب مخطط الاحتلال، فإن المسيرة الاستفزازية ستصل إلى ساحة باب العامود الذي سيتم إغلاقه أمام حركة الفلسطينيين في القدس، وقد يقيم المستوطنون حلقات رقص في المكان. وستدخل المسيرة من باب العامود إلى طريق الواد، وهي الطريق الرئيسية في سوق القدس، وتمر في الحي الإسلامي ومن ثم إلى باحة حائط البراق، ومن المتوقع أن تفرض شرطة الاحتلال قيودا على المقدسيين في البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة.
وتجري المسيرة سنويا فيما تصفه إسرائيل بـ”يوم القدس”، في ذكرى احتلال المدينة عام 1967، ويصادف هذا العام في 29 مايو الجاري، ويشار إلى أن مسيرة العام الماضي أدت إلى عدوان على غزة، بعد إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه منطقة القدس.
المصدر: أ ش أ