بين إلغاء الحفلات أو فرض قيود صارمة عليها ومنع الموسيقى واقتصار التجمّعات على العائلة الضيقة، يستعد العالم، اليوم الجمعة، لبدء عام ثالث مع وباء كوفيد-19، في وقت ترتفع أعداد الإصابات بشكل حاد مع ظهور بصيص أمل خجول.
وتوفي أكثر من 5.4 مليون شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في ديسمبر 2019، فيما أُصيب بالمرض عدد لا يُحصى من الأشخاص، وخضع كثرٌ لتدابير عزل وحظر تجوّل وللكثير من الفحوص.
وتسبب ظهور المتحوّرة أوميكرون في نهاية العام 2021 بتجاوز حصيلة الإصابات اليومية في العالم المليون للمرة الأولى.
وتطغى جائحة كورونا على احتفالات العام الجديد حول العالم، اليوم مرة أخرى هذا العام بسبب القيود التي فُرضت في عدد كبير من دول العالم، مع “تسونامي” زيادة الإصابات بكوفيد-19 الذي يشكل ضغطاً على الأنظمة الصحية حول العالم، لاسيما في أوروبا وأمريكا.
ومع تسجيل العديد من البلدان أعلى معدل إصابات على الإطلاق، ألغت السلطات في الكثير من الأنحاء احتفالات العام الجديد خشية انتشار المتحور أوميكرون على نحو أسرع بسبب التجمعات.
لكن أستراليا عازمة على الاحتفال بالعام الجديد برغم زيادة الإصابات إلى مستويات قياسية في بعض المناطق.
وتمنى رئيس الوزراء سكوت موريسون للمواطنين “أمسية طيبة”، في حين حث دومينيك بيروتيه رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز السكان على “الخروج والاستمتاع بالعام الجديد”، على الرغم من ارتفاع الإصابات في الولاية إلى الضعف تقريبا مسجلة رقما قياسيا بلغ 21151.
وقال بيروتيه إنه مطمئن بسبب معدلات التطعيم المرتفعة وقدرة المستشفيات على التعامل مع موجة الإصابات بأوميكرون.
وعلى الرغم من استمرار تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات في الأماكن المغلقة في سيدني، فمن المتوقع توافد الآلاف على ميناء المدينة الشهير لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة العام الجديد.
وحتى كوريا الشمالية المنغلقة على نفسها تستعد للاحتفال بالعام الجديد بألعاب نارية في منتصف الليل في ساحة كيم إيل سونج بالعاصمة بيونجيانج.
ونشرت صحيفة رودونج سينمون الحكومية صورا لمتاجر بيع الزهور في بيونج يانج وقد ازدحمت بعملاء يضعون كمامات ويقفون لشراء الزهور للاحتفال.
وأغلقت كوريا الشمالية حدودها بعد بدء الجائحة ولم تسجل إصابة واحدة بكوفيد-19.
على الجانب الأخر من الحدود في كوريا الجنوبية، لم تكن الأجواء احتفالية، إذ ألغت السلطات المراسم التقليدية لقرع الأجراس في منتصف الليل للعام الثاني وأعلنت تمديد إجراءات التباعد الاجتماعي المشددة لأسبوعين لمواجهة زيادة مستمرة في الإصابات.
وفي الصين، حيث ظهر فيروس كورونا لأول مرة في نهاية 2019، سادت حالة من التأهب الشديد إذ فرضت مدينة شيان إجراءات إغلاق وألغت مدن أخرى احتفالات العام الجديد وحثت السلطات على توخي الحذر.
وفي إندونيسيا قالت الشرطة إن السلطات ستغلق 11 شارعا تزدحم عادة بالمحتفلين عشية العام الجديد، ومنعت ماليزيا التجمعات الكبيرة في أنحاء البلاد وألغت عرضا للألعاب النارية في العاصمة كوالالمبور.
وحث رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، عبر قناته الرسمية على يوتيوب، السكان على وضع الكمامات في الحفلات وخفض أعداد الحاضرين. ومنع حي شيبويا الترفيهي الشهير في طوكيو حفلات نهاية العام.
وستشهد نيوزيلندا، التي اشتهرت بنجاحها في مكافحة الفيروس، بعض الاحتفالات. وخففت أوكلاند، أكبر مدن البلاد بعض القيود هذا الأسبوع لإتاحة الفرصة للسكان بالاستمتاع ببعض الغناء والرقص.
وبدأت السلطات الهندية تشديد القيود، الخميس، لمنع التجمعات الكبيرة إذ فرضت حظر تجول ليليا في كافة المدن الرئيسية وأمرت المطاعم بخفض عدد العملاء.
المصدر: وكالات