دخل أنصار زعيم التيار الصدري، السبت، إلى المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية للتظاهر، واقتحم المئات عدد منهم مبنى البرلمان العراقي.
ودعا قيادي في التيار الصدري لاعتصام مفتوح داخل البرلمان، بينما وجّه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، قوة حماية البرلمان العراقي بعدم التعرض للمتظاهرين.
كما تظاهر أنصار الصدر اليوم أمام مبنى ضيافة رئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء ببغداد.
في سياق متصل، أغلق الأمن العراقي الطرق إلى مبنى مجلس القضاء الأعلى، بينما حض قيادي في التيار الصدري على التظاهر السلمي أمام مجلس القضاء.
وأفاد الانباء بانتشار أمني مكثف لفرقة القوات الخاصة داخل المنطقة الخضراء بالتزامن مع التظاهرات ، وسط تعليمات لقوات الأمن بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين من أنصار الصدر.
واستخدم الأمن خراطيم المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لمحاولة منع المتظاهرين من اقتحام المنطقة الخضراء، بينما تم تسجيل حالات اختناق بين المحتجين.
وقد أدت هذه المناوشات إلى سقوط جرحى، وقد أكدت مصادر طبية أن عدد المتظاهرين المصابين تخطى إلى 60.
وقد أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أنه أصدر تعليمات للأمن العراقي بحماية المتظاهرين، كما دعا المحتجين “إلى التزام السلمية في حراكهم” وإلى “عدم التصعيد”. وشدد على أنه من واجب الأمن حماية المؤسسات الرسمية.
من جهته، حمّل قيادي في تيار الصدر، الكتل السياسية، مسؤولية أي اعتداء على المتظاهرين، مؤكداً أن “القوات الأمنية العراقية تؤيد الإصلاح”.
ورفع غالبية المتظاهرين الأعلام العراقية، فيما حمل آخرون صوراً لمقتدى الصدر، مرددين شعارات مؤيدة له، فيما تجمّعوا على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، جرى تحصينه بحواجز إسمنتية. وتسلّق المتظاهرون الحواجز الإسمنتية التي تمنع عبور الجسر، مردّدين شعار “كل الشعب ويّاك سيّد مقتدى”.
وجدد المتظاهرون كذلك رفضهم لاسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشّحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران.
وأفاد الانباء بأن المتظاهرين من أنصار مقتدى الصدر يتوافدون على بغداد من محافظات أخرى، مضيفاً أن المتظاهرين عبروا حواجز الأمن في جسر الجمهورية، ووصلوا إلى المنطقة الخضراء من جهة بوابة وزارة التخطيط . وأزالوا الحواجز الإسمنتية التي وضعتها قوات الأمن في ساحة التحرير.
ويطالب المحتجون يطالبون بمحاسبة الفاسدين ويرفضون ترشيح “السوداني” لرئاسة الحكومة، مشيراً إلى أن هناك تعليمات من التيار الصدري لأنصاره بالتزام الأمن والانضباط خلال التظاهرات.
وقد أدت التظاهرات لإلغاء جلستين لمجلس النواب، الخميس الماضي واليوم.
وكان العشرات من أنصار التيار الصدري قد تظاهروا أمام مكتب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وسط بغداد، احتجاجا على خطاب الحكيم بشأن التظاهرات الصدرية الأخيرة، واقتحام المنطقة الخضراء ومجلس النواب، واعتبارها تجاوزا للإطار القانوني.
هذا بالإضافة إلى دعوته ساسة البلاد إلى وقف ما وصفه بخطابات التأجيج والتأزيم.
من جهته، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”: “في بداية شهر محرم الحرام نذكّر الجميع بقدسية الشهر، وندعو إلى التحلي بالحكمة مبتهلين إلى الله أن يديم علينا نعمة المحبة والاستقرار”.
بدوره، دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي المواطنين العراقيين إلى ما أسماه بمنع انزلاق الأوضاع في العراق. وفي تغريدة على “تويتر”، قال الحلبوسي إن على الجميع تحمل المسؤولية تجاه البلاد للحفاظ على مصالح الشعب، مضيفاً أن من لايهتم لأمر العراقيين ليس منهم.