فيما يكافح الحزبان الديمقراطي والجمهوري للظهور بشكل متماسك لإقناع الناخبين بالتصويت لمرشحيهما إلى رئاسة البيت الأبيض ، تُحدث التحالفات غير التقليدية صخباً متزايدا قد تصل آثاره إلى ما بعد انتهاء السباق وإعلان الفائز.
فقد شهدت انتخابات العام الحالى زيادة وصفت بـ”البالغة” في عدد الجمهوريين البارزين الذين أفصحوا عن نيتهم للتصويت لصالح هيلاري كلينتون، فيما يدعم مسؤول ديمقراطى دونالد ترامب.
ورغم ذلك لا تعد هذه الظاهرة جديدة على سياسة الانتخابات الأمريكية ، فكان للرئيس الديمقراطى الحالى باراك أوباما الكثير من الجمهوريين الداعمين له، وكان للرئيس الجمهورى رونالد ريجان (1981 -1989) العديد من الديمقراطيين المناصرين له.
جمهوريون من أجل كلينتون
أصبح عضو الكونجرس ريتشارد حنا أول جمهورى يتعدى الخطوط الحمراء للحزب، ويؤيد رسمياً هيلارى كلينتون، فى شهر يوليو الماضي.
كما أعلنت الجمهورية ميج ويتمان، سيدة الأعمال التي تشغل منصب رئيس شركة (إتش بي)، في أغسطس الماضي، دعمها لكلينتون في السباق الرئاسي، وتعهدت بتمويل حملتها، من أجل قطع الطريق على مرشح حزبها.
وكتب هنري بولسون وزير خزانة الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش (2001 – 2009) في صحيفة “واشنطن بوست”، في يونيو الماضي، مخاطبا أصدقائه في الحزب الجمهوري، بقوله: “أعلم إنني لست وحيدا”، مؤكدا أنه سيصوت لصالح هيلاري كلينتون.
فيما أكد ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية في عهد بوش الابن في حوار لمجلة “بوليتيكو”، في يونيو الماضي، إنه سيدعم كلينتون ضد ترامب الذى “الذي لا يبدو جمهوريا” على حد تعبيره.
كما أعلن برنت سكوروفت مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيسين جيرالد فورد (1974 – 1977) وجورج بوش الأب (1989 – 1993) في بيان، في يونيو الماضي، دعمه هيلاري التي يعتقد أن “لديها من الخبرة والحكمة ما يمكنها من قيادة البلاد”.
الصدمة
كان الحديث المفاجئ للجمهورى “العتيق” دوغ إلميتس المتحدث باسم الرئاسة في عهد الرئيس الأربعين للولايات المتحدة رونالد ريجان (1981 – 1989) في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، في يوليو الماضي، بمثابة الصدمة.
فقد قال إن ترامب “ضد المهاجرين، ضد الشواذ، ضد أن تتبوأ المرأة مناصب عليا، أى لا يمثل رؤية معظم الأميركيين، ولذلك سأصوت هذا العام، وللمرة الأولى، للحزب الديمقراطى”.
أيضا ماريا كوميلا المتحدثة السابقة باسم حاكم ولاية نيوجيرسي أعلنت، في أغسطس الماضي، رفضها لموقف حزبها الجمهوري من ترشح ترامب، وأعربت عن نيتها للتصويت لصالح هيلاري كلينتون.
وفى المقابل فقد كان الجنرال الديمقراطى ميشال فلاين المدير السابق لوكالة مخابرات الدفاع من الداعمين المبكرين لترامب.
انتخابات 2008 و2012
يعد وزير الخارجية الأمريكى السابق كولن باول أحد أبرز المخالفين للتحالفات التقليدية، فسرعان ما استقال الجمهورى العتيد الذى ساند جورج بوش الابن في فترة ولايته الأولى، من منصبه الوزارى وأيد الديمقراطى باراك أوباما في انتخابات 2008.
وأصبح باول من أبرز الجمهوريين الذين لم يكتفوا بتأييد أوباما فقط في بداية ترشيحه، بل استكمل دعمه لإعادة انتخابه للمرة الثانية في عام 2012.
ولم يكن باول سابق عهده في تغيير الولاءات الحزبية الأمريكية ، فقد صوت الجمهوري تشارلز فرايد الممثل السابق للحكومة في عهد ريجان لصالح أوباما، رغمه إعلانه المسبق دعم جون ماكين مرشح حزبه.
وأيد أيضا ويليام ويلد الحاكم الجمهوري السابق لولاية ماساشوستس في 2008 أوباما، واصفا إياه بالمرشح “الذي سيحدث تغييرا في سياسة أمريكا ويبقيها على رأس العالم”.
انتخابات 2004
دعم زيل ميلر السيناتور الديمقراطي السابق عن ولاية جورجيا جورج بوش الابن، في 2004، لولاية ثانية لمدة 4 سنوات. وكان متحدثا رئيسيا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في نفس العام.
وفي كلمته انتقد ميلر المرشح الديمقراطي حينها ووزير الخارجية الحالي جون كيري، فيما أشاد بجورج دبليو بوش، قائلا عنه إنه “الرجل الوحيد الذي يثق فيه على مستقبل بلاده”.