وصف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير، المعارك الدائرة بين فصائل المعارضة السورية والجيش السوري من أجل السيطرة على حلب، شمال غربي البلاد، بأنها “واحدة من الصراعات الأكثر تدميرا في العصر الحديث”.
وقال مورير : “لم يعد هناك أحد أو مكان آمن في حلب .. لقد وضعت المعارك المستمرة منذ نحو أسبوعين المرافق الحيوية مثل المنازل والمدارس والمستشفيات على خط النار .. الناس هناك يعيشون في حالة من الخوف الشديد”.
وحذر مورير من خطورة تعرض الأطفال إلى صدمة من جراء المعارك الضارية في حلب، قائلا، إن “حجم المعاناة هائل منذ أربع سنوات، والأمر يزداد سوءا يوما بعد يوما، خصوصا بالنسبة للأطفال”.
جاءت تصريحات مورير في وقت حذر زيدون الزعبي، من اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة العاملة في سوريا، من “تطرف المزيد من الناس إذا لم يتوقف القتال في حلب على الفور”.
وقال الزعبى : “إذا استمرت هذه الحرب، فإن العالم بأسره سيدفع ثمنها”. وأضاف: “منذ سنوات ونحن نحذر من تحول سوريا إلى بلد خطير، وننادي بوقف الحرب. لكن للأسف لا أحد يسمع… والآن الجميع يعاني”.
وطالب الزعبي طرفي القتال في حلب بالموافقة على وقف لإطلاق النار للسماح بوصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة داخل حلب، وتخفيف معاناة سكانها من المدنيين، قائلا: “على العالم أن يتدخل لوقف هذا الجنون”.
وقال الزعبى: “إن الأطفال والبالغين فى حلب باتوا منزوعي الإحساس .. رأيت ذلك بأم عينى .. الأطفال اعتادوا على الرقص على أصوات القنابل وكأنها موسيقى”.
وأضاف أن “الحياة العادية بالنسبة للناس هناك، وتحديدا الأطفال، تعنى وجود قنابل .. الحياة العادية يعني أن هناك طائرة مقاتلة في السماء. الحياة العادية هناك تعنى غارة جوية .. الحياة العادية هناك تعنى أنه ليس هناك طعام”.
واحتدم القتال بين فصائل المعارضة السورية المسلحة والقوات الحكومية من أجل السيطرة على مدينة حلب، لا سيما بعد تمكن مقاتلي المعارضة من كسر الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة قبل 10 أيام.