قالت لجنة صياغة مشروع الدستور الليبى أمس الخميس، أن ليبيا تأمل أن تجرى استفتاء على دستور جديد فى ديسمبر، دون أن يعوقها انحدار البلاد إلى الفوضى والعنف اللذين أجبرا البرلمان المنتخب، على الانعقاد على بعد مئات الكيلومترات من العاصمة. ولكن فى تذكير بحالة الفوضى التى تجتاح البلاد هاجم متشددون إسلاميون، مقر الدفاع المدنى فى بنغازى فى حين اندلع قتال غربى العاصمة طرابلس. وتأمل القوى الغربية أن يساعد الدستور على رأب بعض الصدع الذى يقسم البلاد على أساس قبلية بعد أكثر من ثلاثة أعوام على الإطاحة بالزعيم معمر القذافى . وتقف الحكومة المركزية عاجزة عن السيطرة على مقاتلى المعارضة السابقين الذى ساعدوا فى الإطاحة بالقذافى لكن يقتتلون الآن فيما بينهم للسيطرة على البلد المنتج للنفط. وسيطرت مجموعة مسلحة من مدينة مصراتة الغربية على العاصمة طرابلس فى غرب ليبيا وشكلت حكومة وبرلمانا لها الشهر الماضى مما دفع مجلس النواب المنتخب للانتقال لمدينة طبرق الشرقية. لكن لجنة صياغة مشروع الدستور واصلت العملية فى بلدة البيضاء الشرقية وقال المتحدث باسمها الصديق الدرسى إنها تأمل أن تطرح المسودة للتصويت فى ديسمبر كانون الأول المقبل. وقال الدرسى إن اجراء التصويت سيكون تحديا بالنظر إلى العنف المستمر. لكن ليبيا فاجأت العالم باجراء انتخابات عامة ناجحة فى يونيو حزيران رغم احتدام القتال بين الميليشيات المسلحة فى اجزاء من البلاد. وقاطعت أقلية الأمازيع والمتشددون الإسلاميون لجنة صياغة الدستور لكن فيما عدا ذلك شارك كل الليبين من جميع أنحاء البلاد فى التصويت لانتخاب اللجنة فى فبراير شباط. وتفاقم الوضع المضطرب بالفعل فى طرابلس بسبب اشتباكات منفصلة فى مدينة بنغازى الساحلية بشرق ابلاد حيث تشن قوات خليفة حفتر اللواء السابق بالجيش الليبى هجوما على المتشددين الإسلاميين. وقال مسؤولون عسكريون وسكان إن أعضاء من جماعة أنصار الشريعة الإسلامية هاجموا فى وقت متأخر امس مقر قوات الدفاع المدنى فى بنغازى حيث كانت تقف سيارات اسعاف. وفى الغرب أبلغ سكان من منطقة ورشفانة جنوب غربى طرابلس عن وقوع عمليات قصف. ومنطقة ورشفانة متحالفة مع قوات الزنتانى التى طردتها قوات مصراتة من العاصمة.
المصدر:رويترز