لمواجهة تجديات كبرى، في مقدمتها الاحتفاظ بالصدارة المعتادة للولايات المتحدة بين دول العالم في التقدم العلمي : فمن المقرر أن يحقق التمويل الفيدرالي للبرامج العلمية في السنة المالية المقبلة 2016 رقمًا قياسيًا، إذ يبلغ 146 بليون دولار، بزيادة قدرها 8 بليون دولار ونسبتها 6 في المئة بالمقارنة مع التمويل المقدم السنة المالية الحالية .
ووفقًا لأرقام تفصيلية مهمة أذاعها “الاتحاد الأمريكي لتقدم العلم” : فإن وزارة الطاقة تحظى بزيادة تاريخية في تمويل برامجها العلمية، إذ ستحصل على قرابة 30 بليون دولار بزيادة نسبتها أكثر من 9 في المئة، مما يعكس بوضوح مدى الاهتمام ببحوث الطاقة، مع ملاحظة أنه في النظام العلمي الفيدرالي يوكل إلى هذه الوزارة القيام ببحوث مهمة جدًا في العلوم الأساسية – خصوصًا البحوث النووية _ ولا يقتصر دورها على بحوث الطاقة من منظورها الضيق : فيتبعها مثلًا مركزان مختصان ببحوث النانو تكنولوجيا عمومًا، بل إنها تقوم ببحوث متميزة في استكشاف الكون والبحث في ظواهره، كما أن دور الوزارة كبير في تطوير أجهزة “السوبر كومبيوتر” فائقة القدرة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة .
تحصل وكالة الفضاء “ناسا” على أكثر من 18.5 بليون دولار : بزيادة نسبتها نحو 3 في المئة، وسيكون من أهم برامجها : التليسكوب الفضائي “جون ويب” بالغ التقدم، والذي يمثل مابعد التليسكوب “هابل” في تكنولوجيا التليسكوبات الفضائية .
ومن أهم أنشطة الوكالة أيضًا : تطوير القمرين الصناعيين “لاندسات 9” و “لاندسات 10” المخصصين في تصوير الأرض من الفضاء، والمعروف علميًا أن سلسلةالأقمار “لاندسات” قد تطورت على نحو جذري الحصول على صور فضائية للأرض : إلا أن القمرين الجديدين سيفتحان آفاقًا جديدة لدقة تصوير الأرض .
ويزيد التمويل الفيدرالي لبرامج وزارة الدفاع بنسبة طفيفة السنة القادمة نسبتها 501 في المئة : ليصبح 1203 بليون دولار، تحصل منها “وكالة البحوث الدفاعية المتقدمة” التابعة “للبنتاجون” على نحو 3 بليون دولار بزيادة قدرها 57 مليون دولار، والمعروف أن بحوث هذه الوكالة المعروفة اختصارًا بالاسم “داريا” تمثل قمة التقدم التكنولوجي في العالم .
وتسجل تخصصات البحوث في “الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي” قفزة هائلة : نسبتها 33 في المئة، لتصبح 874 مليون دولار، لعلاقة هذه الإدارة المعروفة اختصارًا بالاسم “نوا” ببحوث التغيرات المناخية .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل