قالت موسكو إنها تستغرب محاولات الغرب الضغط على كييف رغم التوقيع على اتفاق روسي أوكراني أمس الثلاثاء، في حين وصفت كييف الاتفاق بشأن خفض أسعار الغاز المورد لأوكرانيا بالتاريخي، رغم اتهام المعارضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش بأنه فرط في مصالح أوكرانيا الوطنية واستقلالها بموافقته على حزمة إنقاذ من روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عند لقائه نظيره الأوكراني في موسكو، أن روسيا ستشتري سندات أوروبية من أوكرانيا بقيمة 15 مليار دولار، كما ستبيع غازاً لشركة نفتوغاز الأوكرانية مقابل 268.5 دولارا عن كل ألف متر مكعب، أي أقل بكثير من المعدّل الحالي المعتمد بين البلدين، والذي يبلغ أربعمائة دولار.
لكن البيت الأبيض سارع إلى انتقاد هذا الاتفاق، وقال المتحدث باسمه جاي كارني إن تلك الاتفاقيات لا تعالج مخاوف المحتجين في الشوارع. وحث الحكومة الأوكرانية على “الاستماع إلى شعبها وإيجاد طريقة إلى مستقبل أوروبي سلمي وعادل وديمقراطي ومزدهر اقتصاديا”، كما حث المتحدث الحكومة على إجراء حوار فوري مع المعارضة، ومع من تظاهروا “للتعبير عن رغبتهم في قيام أوكرانيا أفضل”.
وانتقد كذلك وزير الخارجية الألماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير ما اعتبره استغلالا من قبل روسيا لحاجة أوكرانيا للمساعدات، ومنع أوكرانيا من توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وتبعا لذلك عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث للصحفيين اليوم، عن استغرابه من “محاولات الغرب الضغط على حكومة كييف” بعد توصلها إلى اتفاق مع روسيا أمس، وقال “نحن لا نملي خياراتنا على أحد ومشاريعنا التكاملية تعتمد على مبدأ المساواة”.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأوكراني، ميكولاي آزاروف، إن البلاد تجنبت الإفلاس عبر اتفاقها “التاريخي” مع روسيا، محذرا من أي زعزعة لاستقرار البلاد التي تشهد منذ شهر مظاهرات للمطالبين بالتقارب مع أوروبا.
واعتبر أن العقد السابق بشأن الغاز -الذي أبرمته رئيسة الوزراء آنذاك يوليا تيموشنكو المسجونة اليوم- يستنزف الاقتصاد الأوكراني منذ 3.5 سنوات، وأن تقلص التجارة مع روسيا هدد بانهيار الاقتصاد الأوكراني.
وكانت القمة الروسية الأوكرانية قد انعقدت وسط موجة احتجاجات في أوكرانيا على قرار الحكومة تأجيل توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي وتوجهها نحو التقارب مع روسيا.
واتهم زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو الرئيس الأوكراني بتسليم القطاع الصناعي الأوكراني للروس كضمان مقابل الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه.
وقال كليتشكو أمس أمام حشود في ميدان الاستقلال في كييف إن يانوكوفيتش “تخلى عن المصالح الوطنية لأوكرانيا وفرط في استقلالها وإمكانية توفير حياة أفضل لكل أوكراني”.
وكان يانوكوفيتش قد رفض التوقيع على اتفاقية لتوسيع التعاون والتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي أواخر نوفمبر الماضي بعد التوصل إليها عبر مفاوضات طويلة، فيما يبدو أنه استجابة للضغوط الروسية، لكنه أكد مع ذلك أن بلاده لا تزال تتجه للاندماج مع الاتحاد الأوروبي مع سعيها في الوقت نفسه للحصول من روسيا على قرض مالي بقيمة 15 مليار دولار وتخفيض أسعار الغاز الروسي.
المصدر : ( وكالات )